الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبادة بن الصامت
رضي الله عنه
ــ
أنصاري خزرجى من السابقين الأولين. بايع ليلة العقبة وعينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها نقيباً، شهد بدراً وجميع المشاهد بعدها.
ممن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً، فكان بما حفظ من كتاب الله وروى من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقيهاً في دين الله - ولا والله ما فقه الإسلام ممن لم يفقه الكتاب والسنة، وما كان فقه الصحابة والتابعين وأئمة الدين إلا بالفقه فيهما- ولفقهه بعثه عمر رضي الله عنه ومعاذ وأبا الدرداء إلى أهل الشام يعلمونهم القرآن ويفقهونهم، وهكذا كانو يبعثون الفقهاء لتعليم الناس أمر دينهم وتفقيههم فيه، وهو ما أخدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على نفسها القيام به، وهو ما قامت النواحي التي تستغل جهل المسلمين تقاومها من أجله- فأقام عبادة بحمص ثم بفلسطين، وبها مات سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنين وسبعين سنة.
كان عبادة قويا في دين الله لا تأخذه في الحق لومة لائم، فكان له مع معاوية - وهو أمير على الشام - مواقف في الإنكار عليه، وكان معاوية يعترف له بالتقدم عليه بالفقه، ثم تبرم منه فشكاه إلى عمر رضي الله عنه وارتحل إلى المدينة فرده عمر إلى الشام وقال له: قبح الله أرضاً لست فيها وأمثالك. وكتب إلى معاوية أن لا إمرة لك على عبادة. كان صلبا في دينه يوالي في الله ويعادي فيه: كان يهود
بني قنقاع حلفاءه فلما رأى عدواتهم للإسلام وتربصهم بأهله جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: أن لي موالي من اليهود كثيراً عددهم، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولايتهم، وأتولى الله ورسوله. وكان لعبد الله بن أبيِّ رأس المنافقين من الولاية فيهم مثل ما لعبادة، فبقي على ولايتهم واعتذر من بقائهم على ولائهم بأنه يخاف الدوائر. وفيها نزل قول تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} . {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} - إقرأ مع هذه الآية قول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} فكان عبادة بن صامت أول من سن سنة رفض ولاية موالية لما رأى منهم الشر وتولى الله ورسوله، ومن سن سنة حسنة في الإسلام كان له أجْرُها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، فرحمه الله الهادين المهتدين