الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محاضرة الأستاذ عبد الحميد بن باديس:
الحركة العلمية والسياسية
في القطر الجزائري الشقيق
لمندوبنا الخاص
(نقلا عن جريدة "الزهرة"
الغراء عدد 21 و22 ربيع الأول)
ــ
عشية يوم السبت قام حضرة ضيف تونس الكريم الزعيم الإسلامي العظيم الأستاذ الكبير الشيخ السيد "عبد الحميد بن باديس" بمحاضرة فائقة بقصر الجمعيات الفرنسية تحت إشراف كل من جمعية الطلبة الجزائريين بتونس والجمعية الودادية الجزائرية الإسلامية بتونس.
وقد وقع إقبال عظيم جداً على سماع هذه المحاضرة الكبرى. وكان الأستاذ ابن باديس يتوسط المسرح وعن يمينه حضرة العالم الفاضل الشيخ السيد الشاذلي بن القاضي صاحب وصيفتنا (المجلة الزيتونية) الفيحاء والسري الأمثل السيد حسان بوجدرة.
كما كان عن يسار الأستاذ المحاضر رئيسا الجمعيتين المذكورتين السيدان الشاذلي المكي، وقلش الزين.
وقبل أن يشرع الأستاذ المحاضر في الكلام قام الأديب السيد الشاذلي المكي وارتجل كلمات لطيفة قال فيها: إن الشيخ ابن باديس لا يحتاج لتقديم إذ هو أشهر من أن يترجم له أو يقدم.
وقد افتتح الأستاذ محاضرته بحمد الله والصلاة على الرسول الكريم،
وذكر أن هاتين الجمعيتين قد طلبتا منه القيام بهذه المحاضرة- وهو يشعر بتعب- ولكنه لم يسعه إلا تلبية دعوة الجمعيتين إذ هما لسان الشباب ومن الواجب تلبية نداء الشباب الذي هو نتيجة الماضي وزهرة الحاضر وآمال المستقبل وعدة الحياة.
ثم قال الأستاذ: إن الجمعيتين اختارتا أن يكون الكلام عن الجزائر، وأنا أحب أن يكون الحديث عن عموم المغرب العربي لأني أؤمن بأن هذا الشمال الإفريقي لا ينهض إلا بتضامنه مع بعضه بعضا. لكن إذا تحدثت عن الجزائر فإنما أتحدث عن جزء من كل وأذكر عن الأخ ما يسر إخوانه.
وكلامنا اليوم عن العلم والسياسة معاً وقد يرى بعضهم أن هذا الباب صعب الدخول لأنهم تعودوا من العلماء الاقتصار على العلم والابتعاد عن مسالك السياسة. مع أنه لا بد لنا من الجمع بين السياسة والعلم، ولا ينهض العلم والدين حق النهوض إلا إذا نهضت السياسة بجد.
وإني أحدثكم لا بصفتي رئيساً لجمعية العلماء الجزائريين تلك الجمعية الدينية المحضة التي لا دخل لها في السياسة، وإنما أحدثكم اليوم بصفتي شخصا خدم الصحافة 12 عاما وخدم العلم 25 سنة فباسمي الخاص فقط أتكلم.
ثم بيَّن الأستاذ المحاضر أن الجزائر لم تقصر عن إخواتها بلاد الشمال الإفريقي وأشار إلى أن عواصمها الزاهرة شاهدة بذلك، كما أشار إلى العهد القريب أيام كان أبناء الجزائر يتولون أعلى المناصب مع الأتراك وعرج على نبغاء الجزائر وبين أنهم منتشرون- في الماضي والحاضر- في أرضها وفي الشمال الإفريقي وفي بلاد المشرق.
وبمد أن أنهى الأستاذ بسط مقدمته المحكمة وعرج بالثناء الجزيل على الزعيم الكبير الأستاذ عبد العزيز الثعالبي وبين أنه ليس بزعيم