الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَاب مِنْ حَقِّ الْجُلُوسِ عَلَى الطَّرِيقِ: رَدُّ السَّلَامِ
[2161]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: كُنَّا قُعُودًا بِالْأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ:((مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ؟ ! اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ))، فَقُلْنَا: إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِ مَا بَاسٍ، قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ، قَالَ:((إِمَّا لَا فَأَدُّوا حَقَّهَا: غَضُّ الْبَصَرِ، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ)).
[2121]
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ))، قَالَوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((إِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ))، قَالَوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: ((غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ)).
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ هِشَامٍ- يَعْنِي: ابْنَ سَعْدٍ- كِلَاهُمَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
قوله: ((بِالْأَفْنِيَةِ)): حريم الدار، وما كان في جوانبها وقريبًا منه.
وقوله: ((الصُّعُدَاتِ)) هي الطرقات، واحدها: صعيد، وهو الطريق.
وقوله: ((إِمَّا لَا فَأَدُّوا حَقَّهَا))، أي: إن لم تتركوها.
وقوله: ((غَضُّ الْبَصَرِ)): هو عن المرأة الأجنبية إذا رأيتَها، وإلا فإنك لم
تعطِ الطريقَ حقَّه، فلا تجلس.
وقوله: ((وَكَفُّ الْأَذَى)): هو كفُّ الأذى عن الناس؛ فلا تغتب ولا تنمَّ، ولا تسخر، ولا تتكلم بباطل، ولا تهمز، ولا تلمز من رأيت، ولا تحتقر أحدًا.
وقوله: ((وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَر)): فإذا رأيت منكرًا تنهى عنه، وإذا رأيت أحدًا يشرب الدخان تنهاه عن منكره، وإذا رأيت أحدًا مسفرًا ثيابه تنهاه، وإذا رأيت إنسانًا يسمع الغناء تنهاه، فإذا كانت هذه الأمور صعبة عليك فاجلس في بيتك ولا تجلس في الدكاكين، ولا تجلس في الطرقات.
هذا الحديث فيه: أن الجلوس في الطرقات يترتب عليه مفاسد، منها:
1 -
تعرض الإنسان للفتنة، قد يفتن بالنظر إلى امرأة.
2 -
أنه قد يرى منكرًا فلا ينهى عنه.
3 -
أنه قد يغتاب أحدًا أو يسخر بأحد.
4 -
أنه قد يتأخر بعض الناس عن قضاء حوائجهم، فقد تكون امرأة ليس لها أحد تريد أن تشتري حاجتها فإذا رأت الرجال تأخَّرت.
5 -
فإذا جلس في بيته سلم من هذه الأمور، وسلم منه الناس.