الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4-
زيد بن ثابت:
هو: زيد بن ثابت بن الضحاك، بن زيد بن لوذان، من بني مالك بن النجار، كاتب الوحي وأحد فقهاء الصحابة، وحفاظهم القرآن، والمشهورين بإقرائه، وقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن قتادة عن أنس رضي الله عنه. قال:"جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل وأبو زيد، وزيد بن ثابت1، قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي"، وقد اختلف في اسم أبي زيد هذا على أقوال، أرجحها: أنه قيس بن السكن، من بني حرام الأنصاري النجاري، رواه ابن أبي داود2.
وبحسبه فضلا ومفخرة أنه هو الذي جمع القرآن في الصحف في عهد الصديق، بعد أن كان مفرقا في العسب، والأكتاف، واللخاف، والظرر3، وأنه رئيس الجماعة التي كتبت المصاحف في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه4.
وقد كان له أصحاب تفقهوا به، وأخذوا عنه، ونشروا علمه، وقد سبقت في ذلك مقالة الإمام ابن المديني آنفا، وقد ورد عنه في التفسير مرويات كثيرة، إلا أنه أقل من سابقيه، وقد نقدها الأئمة الحفاظ، وبينوا منزلتها من الصحة، أو الحسن، أو الضعف، وكانت وفاته سنة خمس وأربعين للهجرة، فرضي الله عنه وأرضاه.
1 المراد بجمعه: حفظه واستظهاره عن ظهر قلب، والمراد: أنهم أكثر الصحابة حفظا للقرآن من الأنصار من قبيلة الخزرج، وإلا فقد كان يحفظه العدد الجم من المهاجرين، وغيرهم من القبائل.
2 فتح الباري جـ9 ص 44، وانظر تحقيق هذا في كتابنا: المدخل لدراسة القرآن الكريم.
3 الظر، والظررة، والظرر: الحجر عامة. وقال ابن شميل: حجر أملس عريض "لسان العرب".
4 صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن.
5-
عبد الله بن عباس:
هو: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وهو ترجمان القرآن، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل". رواه أحمد والطبراني وفي صحيح البخاري بلفظ:
"اللهم علمه الحكمة" وفي رواية: "اللهم علمه الكتاب"، وهو مفسِّر لما قبله، وأن المراد بالحكمة: علم القرآن، وكان ابن عباس من أعلم الصحابة بتفسير القرآن، قال فيه ابن مسعود:"نِعْمَ ترجمان القرآن ابن عباس" رواه ابن سعد، والبيهقي في الدلائل، وقد عرف بغزارة العلم، حتى لقب بالحبر، والبحر، وكانت له مدرسة لها سماتها وخصائصها، وأصحاب يقومون بعلمه، ويقولون بقوله، ونشروا علمه على أوسع ما يكون النشر، ولعلك على ذكر من مقالة ابن المديني الآنفة، وكان الفاروق عمر رضي الله عنه يجلسه على حداثة سنة في مجلسه ويعرف قدره حتى كان يدخله مجسه مع الأشياخ من الصحابة، يروي عن الحسن البصري: أن ابن عباس كان من القرآن بمنزل، كان عمر يقول:"ذاكم فتى الكهول، إن له لسانا سئولا، وقلبا عقولا" وقد مر أنه لما وجد بعض الصحابة من إدخاله معهم، وقالوا: إن لنا أبناء مثله دعاه، ودعاهم، ثم سألهم وسأله، فتبين لهم أنه ليس كغيره، وأن له من العلم ما يؤهله لذلك، ومن أراد زيادة في هذا فليرجع إلى الإتقان1.
وقال الأعمش عن أبي وائل: "استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك، والديلم لأسلموا"2.
وقد ورد عنه في تفسير القرآن ما لا يحصى كثرة، ورويت عنه من طرق كثيرة، وفيها الصحيح، والحسن، والضعيف، بل والموضوع شيء كثير، وأما التفسير المطبوع المنسوب إليه، ففي صحة نسبته إليه شك غير قليل، وليس هنا موضع بيان ذلك.
وقد نقد أئمة الحديث، وصيارفته العارفون بالرجال جرحا، وتعديلا، وبالعلل المرويات عنه، وطرقها عنه، وبيَّنوا الغث من السمين، والمقبول من المردود. وما حمله عن أهل الكتاب الذين أسلموا من الإسرائيليات، مما حمله عن غيرهم، وسنعرض لذلك بالتفصيل في نقد التفسير بالمأثور إن شاء الله تعالى، وكانت وفاته بالطائف سنة ثمانٍ وخمسين للهجرة، وقبره هناك معروف، فرضي الله عنه وأرضاه.
1 الإتقان جـ 2 ص 187، 188.
2 مقدمة في أصول التفسير ص 45.