الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان كثير الحج، فاتفق موته بمكة سنة ست ومائة، وله آراء في تفسير القرآن الكريم.
2-
وهب بن منبه الصنعاني:
عالم أهل اليمن، روى عن ابن عمر، وابن عباس وجابر، وغيرهم، وكان ثقة، توفي سنة أربع عشرة ومائة، وقد روي عنه في التفسير روايات كثيرة جدًّا، مما في كتب أهل الكتاب، وسيأتي الكلام عنه بما له، وما عليه.
طبقة أخرى من المفسرين بالمأثور:
ثم بعد هذه الطبقة أُلِّفت تفاسير تجمع أقوال الصحابة والتابعين كتفسير سفيان الثوري المتوفي سنة 161هـ، وسفيان بن عيينة، المتوفى سنة 198هـ، ووكيع بن الجراح، المتوفى سنة 196هـ، وشعبة بن الحجاج المتوفى سنة 160هـ، ويزيد بن هارون المتوفى سنة 206هـ، وعبد الرزاق الصنعاني، المتوفى سنة 1211هـ، وآدم بن أبي إياس، وإسحاق بن راهويه، المتوفى سنة 238هـ، وروح بن عبادة، وعبد بن حميد، المتوفى سنة 249هـ، وسنيد1 م "220"هـ وأبي بكر بن أبي شيبة م "235" هـ وآخرين غيرهم.
والظاهر أن هذه التفاسير كانت مستقلة عن الحديث، وأن هذا العصر كانت فيه الطريقتان: طريقة التأليف في التفسير، على أنه جزء من الحديث، وطريقة التأليف في التفسير على سبيل الاستقلال.
طبقات أخرى بعد هذه الطبقة:
ثم جاء بعد هؤلاء طبقات أخرى، ألفت في التفسير وذلك مثل الإمام أحمد بن حنبل "م 241"، والبخاري "م 256هـ"، وبقى بن مخلد القرطبي "م 279هـ" وابن ماجه "م 273هـ"، ثم محمد بن جرير الطبري، "م310هـ"، وابن أبي
1 بضم السين المهملة، وفتح النون، وسكون الياء آخره دال مهملة، لقب الحسين بن داود المصيصي، وله تفسير مسند. المتوفى سنة عشرين ومائتين.
حاتم، "م327هـ" ثم الحاكم، 405هـ" وابن مردويه، "م401هـ"، وأبو الشيخ ابن حيان في آخرين غيرهم وتفاسير هؤلاء كانت مسندة إلى الصحابة والتابعين، وأتباعهم، وليس فيها غير ذلك، إلا ما كان من تفسير ابن جرير، فإنه يتعرض للاستشهاد بالشعر على المعاني القرآنية، وتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط فهو يفوقها بذلك.
والظاهر: أن القرن الثالث الهجري، لم ينفصل فيه التفسير عن الحديث كل الانفصال، وأنه كانت فيه الطريقتان، طريقة التأليف في التفسير كجزء من الحديث، وطريقة التأليف فيه على سبيل الاستقلال. وليس أدل على ذلك، من أن الإمام البخاري ذكر في ضمن كتابه:"الصحيح" كتاب التفسير نحو عشر الصحيح، وألف في التفسير على سبيل الاستقلال كتابه:"التفسير الكبير"1 كما ألفه فيه ابن جرير الطبري على سبيل الاستقلال، ثم جاء بعده ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم، فألفوا في التفسير على سبيل الاستقلال.
حذف الأسانيد وغلبة الدخيل:
ثم ألف في التفسير بعد هذا خلائق كثيرون، فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال من غير أن يعزوها إلى قائلها، فمن ثم دخل الدخيل من ذي قبل، والتبس الصحيح بالعليل، وصار كل من يسنح له قول يورده، ومن يخطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك من يجيء بعده ظانًّا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ومن يرجع إليهم في التفسير، وولع المفسرون بالإكثار من الأقوال حتى رأينا بعضهم ذكر في تفسير قوله تعالى:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} عشرة أقوال، مع أن تفسيرها باليهود، والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجميع الصحابة، والتابعين، وأتباعهم، حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين2.
1 أعلام المحدثين للمؤلف ص 116.
2 الإتقان في علوم القرآن جـ 2 ص 190، مقدمة في أصول التفسير ص 33، 34.