الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهم كتب التفسير بالمأثور
جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري
…
أهم كتب التفسير بالمأثور:
وسأقتصر في هذا الفصل على الكتب المطبوعة التي هي في أيدي الناس، ولن أذكر من المخطوطات، إلا إذا كان أصلا لبعض المطبوعات كتفسير الثعلبي، فإنه أصل لتفسير البغوي، في التفسير المأثور، كما ذكر ذلك البغوي في مقدمة تفسيره1.
ومن هذه الكتب: ما كله أو معظمه في التفسير بالمأثور، كتفسير ابن جرير، والسيوطي، ومنها: ما اشتمل على المأثور، والرأي، والاجتهاد كتفسير الثعلبي، والبغوي، وابن كثير، وإليك كلمة موجزة عن كل منها:
جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري:
ومؤلفه: هو الإمام الحافظ، المفسر، الفقيه، المؤرخ أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري2 ولد بآمل من بلاد طبرستان، سنة أربع وعشرين ومائتين للهجرة، لقي الكثيرين من الشيوخ وأخذ عنهم، وروى عنه الكثيرون، وكان من القناعة والزهد بمكان، وهو رأس المفسرين الذين وصلت إلينا كتبهم، جمع من العلوم ما لم يشاركه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله عالما بالقراءات بصيرا بالمعاني، عالما بالسنن، وطرقها، وصحيحها وسقيمها وناسخها، ومنسوخها، عالما باللغة، والأدب، عالما بأحوال الصحابة والتابعين، وكان مثالا مشرفا للتفاني في العلم والبحث والتأليف، وما ظنك برجل مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة؟! وبعد هذه الحياة الحافلة بالعلم، والتأليف، توفي ببغداد، ليومين بقيا من شوال، سنة عشر وثلاثمائة، وقد صلى على قبره عدة شهور، ورثاه خلق كثير3.
منهج ابن جرير في تفسيره:
وتفسيره من أجل التفاسير بالمأثور، وأعظمها قدرا، ذكر فيه ما روي في التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، وأتباعهم.
1 تفسير البغوي مع تفسير ابن كثير ص 4.
2 نسبة إلى طبرستان إقليم من بلاد العجم لا إلى طبرية في أرض الشام.
3 أعلام المحدثين للمؤلف ص 293 وما بعدها.
وقد كانت التفاسير قبل ابن جرير لا يذكر فيها إلا الروايات الصرفة، من غير أن يذكروا من عندهم شيئا، حتى جاء ابن جرير، فزاد توجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، وذكر الأعاريب والاستنباطات، والاستشهاد بأشعار العرب على معاني الألفاظ.
ثناء الأئمة عليه:
وقد حظي تفسير ابن جرير بثناء الأئمة عليه، قال الإمام النووي في تهذيبه:"وكتاب ابن جرير لم يصنف أحد مثله"، وقال الشيخ الإمام أبو حامد الإسفراييني شيخ الشافعية:"لو رحل رجل إلى الصين، حتى يَحصُلَ على تفسير ابن جرير، لم يكن ذلك كثيرا عليه"، وقال الإمام ابن تيمية:"هو من أجل التفاسير، وأعظمها قدرا"1، ولم أجد من فضَّل غيره عليه، إلا ما كان من ابن حزم، فقد فضل عليه تفسير الإمام بقي بن مخلد، حيث قال: أقطع إنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، لا تفسير ابن جرير ولا غيره"2 وهو غير مطبوع.
ما أُخِذَ على تفسير ابن جرير:
وقد أُخِذ على تفسير ابن جرير: أنه يذكر الروايات من غير بيان وتمييز لصحيحها من ضعيفها، والظاهر أنه من المحدثين الذين يرون أن ذكر السند، ولو لم ينص على درجة الرواية، يخلي المؤلف عن المؤاخذة والتبعة.
ولم يسلم تفسير ابن جرير على جلالة مؤلفه من الروايات الواهية والمنكرة، والضعيفة والإسرائيليات، وذلك مثل ما ذكره من حديث الفتون، وفي قصص الأنبياء، وما ذكره في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة زينب بنت جحش، على ما يرويها القصاص والمبطلون، وإن كان ذكر الرواية الصحيحة، ويا ليته اقتصر عليها، وسأنبه على ذلك فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
1 الإتقان ج 2 ص 178، 190.
2 أعلام المحدثين ص 106.