الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجليل: فخر الدين الرازي، ولذلك: قال أبو حيان في: "البحر المحيط": جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير، ولذلك قال بعض العلماء1:"فيه كل شيء إلا التفسير".
وفي الحق: أنا لا أوافق هذا القائل؛ فإن فيه تفسيرًا كثيرا، ولو أنه رحمه الله اقتصر على التفسير واقتصد في مناقشة آراء الفلاسفة والمتكلمين، وسرد أقوالهم، لكان أولى وأجمل.
ومن العلماء المتأخرين المحققين من أكثر من الاستطراد، وذكر أدلة الموافق والمخالف في كل مسألة من المسائل، وقد يسر له هذا تأخره الزمني، وسعة اطلاعه على أقوال من سبقوه، ومؤلفاته، حتى إنه ليذكر في بعض الموضوعات، والمسائل، ما يصل إلى حجم رسالة صغيرة، فمن ثم: جاء كتابه شاملا، أو خلاصة لكلام كل من سبقوه في التفسير وغيره أو إن شئت فقل: معلمة للتفسير وغيره، وذلك كما صنع الإمام الجليل الآلوسي في تفسيره العظيم2.
1 قيل: هو ابن عطية.
2 الإتقان جـ 2 ص 190.
تفسيرات المبتدعة والباطنية والملحدة:
وأصحاب المذاهب المبتدعة: كالشيعة، والمعتزلة، وأضرابهم. قد نحوا بالتفسير ناحية مذاهبهم، وفي سبيل ذلك قد حرفوا بعض الآيات وخرجوا بها عن معانيها المرادة، وعن قواعد اللغة، وأصول الشريعة وصار الواحد منهم كلما لاحت له شاردة من بعيد اقتنصها، أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال لإظهار بدعته وترجيح مذهبه سارع إليه، ومن هذه التفاسير تفاسير جليلة خدمت القرآن خدمة جليلة، وذلك كتفسير الكشاف للإمام الزمخشري، ولولا ما فيه من آراء اعتزالية، لكان أجل تفسير في بابه.
قال الإمام البلقيني: استخرجت من "الكشاف" اعتزالا بالمناقيش، من قوله تعالى:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} ، قال الزمخشري:"وأي فوز أعظم من دخول الجنة"؟ أشار به إلى عدم رؤية الله في الآخرة، الذي هو مذهبهم1.
ومنها: تفاسير باطلة، ضالة مضلة، كتفاسير الباطنية2، والروافض، وبعض المتصوفة، والملحدين3 فقد ألحدوا في آيات الله، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وخالفوا القواعد اللغوية والشرعية وافتروا على الله ما لم يرده من كتاب:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّه} .
ومن تفسيرات الباطنية: قولهم في قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} أن الإمام عليا ورث النبي في علمه، ويقولون: الكعبة هي: النبي، والباب هو: علي، إلى غير ذلك من أباطيلهم.
ومن تفسيرات الباطنية: قولهم في قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان} : أن المراد بهما علي، وفاطمة، وقوله:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان} : أن المراد: الحسن والحسين، وقولهم في قوله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةَ} هي: عائشة، إلى غير ذلك: من تحريفاتهم للنصوص القرآنية4. ومن تفسيرات الملحدة: قولهم في قوله تعالى حكاية عن قول الخليل إبراهيم عليه السلام: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} : أنه كان له صديق وصفه بأنه قلبه، وفي قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِه} : إنه الحب، والعشق، إلى غير ذلك من تخريفاتهم وتحريفاتهم للقرآن الكريم.
1 الباطنية: فرقة من الفرق الضالة، قالوا: للقرآن ظاهر وباطن، والمراد منه باطنه دون ظاهره، ونسبة الباطن إلى الظاهر كنسبة اللب إلى القشر.
2 فرقة مغالية من الشيعة رفضوا إمامة الشيخين أبي بكر وعمر وكفروهما.
3 قوم مالوا عن الحق إلى الباطل ويطعنون في دين الإسلام بنشر الآراء الضالة، والأفكار الزائفة، وهم أضر الطوائف؛ لأنهم يتسترون بالإسلام فيخدع الناس بآرائهم ومنهم: الباطنية وأمثالهم من منحرفي المتصوفة.
4 مقدمة في أصول التفسير ص 38.