الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله- صلى الله عليه وسلم وأذكر رؤيته إيّاي في كلّ موطن مع المشركين ثم أذكر برّه ورحمته وصلته فألقاه وهو داخل المسجد، فلقيني بالبشر، فوقف حتى جئته فسلّمت عليه، وشهدت بشهادة الحقّ، فقال: الحمد لله الّذي هداك، ما كان مثلك يجهل الإسلام
قال الحارث: فو الله ما رأيت مثل الإسلام جهل [ (1) ] .
ذكر إسلام سهيل بن عمرو- رضي الله عنه
روى محمد بن عمر- رحمه الله عن سهيل بن عمرو قال: لما دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم مكّة وظهر، اقتحمت بيتي وأغلقت بابي عليّ، وأرسلت إلى ابني عبد الله إن اطلب لي جوارا من محمد فإني لا آمن أن أقتل، فذهب عبد الله إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله!! أبي تؤمنه؟ قال: «نعم، هو آمن بأمان الله فليظهر» ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم لمن حوله: «من لقي سهيل بن عمرو فلا يحد إليه النّظر فلعمري إنّ سهيلا له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام، ولقد رأى ما كان يوضع فيه إنه لم يكن بنافع له» فخرج ابنة عبد الله إلى أبيه فأخبره بما قاله رسول الله- صلى الله عليه وسلم
فقال سهيل: كان والله برا صغيرا، برا كبيرا، فكان سهيل يقبل ويدبر آمنا وخرج إلى حنين مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم وهو على شركه حتى أسلم بالجعرّانة [ (2) ] .
ذكر إسلام عتبة ومعتب ولدي أبي لهب- رضي الله عنهما
روى ابن سعد عن ابن عباس عن أبيه- رضي الله عنهما قال: لما قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح قال لي: «أين ابنا أخيك عتبة ومعتّب ابني أبي لهب. لا أراهما» ؟
قلت: تنحّيا فيمن تنحّى من مشركي قريش، قال:«ائتني بهما» فركبت إليهما بعرنة فأتيت بهما، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما وبايعا، ثم قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم فأخذ بأيديهما وانطلق بهما حتّى أتى الملتزم، فدعا ساعة ثم انصرف والسّرور يرى في وجهه، فقلت: يا رسول الله سرّك الله إنّي أرى السرور في وجهك، فقال:«إني استوهبت ابني عمّي هذين من ربي فوهبهما لي» .
ذكر إسلام عبد الله بن الزّبعري- رضي الله عنه
روى محمد بن عمر عن شيوخه قال: هرب عبد الله بن الزّبعرى إلى نجران، فأرسل حسان بن ثابت- رضي الله عنه أبياتا يريد بها ابن الزّبعري:
[ (1) ] الواقدي في المغازي 2/ 831.
[ (2) ] الواقدي في المغازي 2/ 848.
لا تعدمن رجلا أحلّك بغضه
…
نجران في عيش أحذّ لئيم
بليت قناتك في الحروب فألفيت
…
خوّارة خوفاء ذات وصوم
غضب الإله على الزّبعري وابنه
…
وعذاب سوء في الحياة مقيم
وذكر ابن إسحاق البيت الأوّل فقط فلمّا جاء ابن الزّبعري شعر حسّان، خرج إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه، فلما نظر إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال: «هذا ابن الزّبعرى، ومعه وجه فيه نور الإسلام فلمّا وقف على رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال السلام عليك يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، الحمد لله الذي هداني للإسلام، لقد عاديتك، وأجلبت عليك وركبت الفرس والبعير، ومشيت على قدميّ في عدواتك، ثم هربت منك إلى نجران، وأنا أريد أن لا أقرّ بالإسلام أبدا، ثم أزادني الله منه بخير، وألقاه في قلبي، وحبّبه إليّ.
وذكرت ما كنت فيه من الضلالة واتباع ما لا ينبغي من حجر يذبح له ويعبد، لا يدرى من عبده، ولا من لا يعبده.
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم «الحمد لله الذي هداك للإسلام، إنّ الإسلام يجب ما كان قبله»
وقال عبد الله حين أسلم:
يا رسول المليك إنّ لساني
…
راتق ما فتقت إذ أنا بور
إذ أباري الشّيطان في سنن الغيّ
…
ومن مال ميله مثبور
آمن اللّحم والعظام لربيّ
…
ثمّ قلبي الشّهيد أنت النّذير
إنّني عنك زاجر ثمّ حيا
…
من لؤيّ وكلّهم مغرور
وقال عبد الله أيضا حين أسلم:
منع الرّقاد بلابل وهموم
…
واللّيل معتلج الرّواق بهيم
ممّا أتاني أنّ أحمد لامني
…
فيه فبتّ كأنّني محموم
يا خير من حملت على أوصالها
…
عيرانة سرح اليدين غشوم
إنّي لمعتذر إليك من الّذي
…
أسديت إذ أنا في الضّلال أهيم
أيّام تأمرني بأغوى خطّة
…
سهم وتأمرني بها مخزوم
وأمدّ أسباب الرّدى ويقودني
…
أمر الوشاة وأمرهم مشئوم
فاليوم آمن بالنّبيّ محمّد
…
قلبي ومخطئ هذه محروم
مضت العداوة فانقضت أسبابها
…
ودعت أواصر بيننا وحلوم
فاغفر فدى لك والداي كلاهما
…
زللي فإنّك راحم مرحوم
وعليك من علم المليك علامة
…
نور أغرّ وخاتم مختوم