الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا أردتّم الأشدّ الجلدا
…
أو ذا غناء فعليكم سعدا
سعد بن زيد لا يهدّ هدّا
فلم يقبل منه سعد ولم يغن شيئا.
وقال كعب بن مالك في يوم ذي قرد للفوارس:
أتحسب أولاد اللّقيطة أنّنا
…
على الخيل لسنا مثلهم في الفوارس
وإنّا أناس لا نرى القتل سبّة
…
ولا ننثني عند الرّماح المداعس
وإنّا لنقري الضّيف من قمع الذّرى
…
ونضرب رأس الأبلج المتشاوس
نردّ كماة المعلمين إذا انتخوا
…
بضرب يسلّي نخوة المتقاعس
بكلّ فتى حامي الحقيقة ماجد
…
كريم كسرحان الغضاة مخالس
يذودون عن أحسابهم وتلادهم
…
ببيض تقدّ الهام تحت القوانس
فسائل بني بدر إذا ما لقيتهم
…
بما فعل الإخوان يوم التّمارس
إذا ما خرجتم فاصدقوا من لقيتم
…
ولا تكتموا أخباركم في المجالس
وقولوا زللنا عن مخالب خادر
…
به وحر في الصّدر ما لم يمارس
قال ابن إسحاق:
وقال شدّاد بن عارض الجشميّ في يوم ذي قرد، يعني لعيينة بن حصن، وكان عيينة يكنى بأبي مالك:
فهلّا كررت أبا مالك
…
وخيلك مدبرة تقتل
ذكرت الإياب إلى عسجد
…
وهيهات قد بعد المقفل
وطمّنت نفسك ذا ميعة
…
مسحّ النّضال إذا يرسل
إذا قبّضته إليك الشّما
…
ل جاش كما اضطرم المرجل
فلمّا عرفتم عباد الإل
…
هـ لم ينظر الآخر الأوّل
عرفتم فوارس قد عوّدوا
…
طراد الكماة إذا أسهلوا
إذا طردوا الخيل تشقى بهم
…
فضاحا وإن يطردوا ينزلوا
فيعتصموا في سواء المقا
…
م بالبيض أخلصها الصّيقل
تنبيهات
الأول: ذو قرد- بفتح القاف والراء، وحكي الضّم فيها، وحكي ضم أوله وفتح ثانيه.
قال الحازمي- رحمه الله: الأوّل ضبط أصحاب الحديث، والضّم عن أهل اللغة، وقال
البلاذري- رحمه الله الصّواب الأول.: وهي على نحو بريد مما يلي بلاد غطفان، وقيل على مسافة يوم، قال السهيلي: والقرد في اللغة الصّوف.
الثاني: قال البخاري في صحيحه في غزوة ذي قرد: كانت قبل خيبر بثلاث، وذكرها بعد الحديبية قبل خيبر.
قال الحافظ: ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد ومسلم من حديث إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه فذكر قصة الحديبية، ثم قصة ذي قرد، وقال في آخرها: فرجعنا- أي من الغزوة- إلى المدينة، فو الله ما لبثنا بالمدينة إلّا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر.
وأما ابن إسحاق، ومحمد بن عمر وابن سعد فقالوا: كانت غزوة ذي قرد في سنة ستّ قبل الحديبية.
قال محمد بن عمر وابن سعد في ربيع الأول.
وقيل في جمادى الأولى.
وقال ابن إسحاق في شعبان فيها، فإنه قال: كانت غزوة بني لحيان في شعبان سنة ست، فلما رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لم يقم إلّا ليالي حتى أغار عيينة بن حصن على لقاحه- صلى الله عليه وسلم قال ابن كثير: وما ذكره البخاريّ أشبه بما ذكره ابن إسحاق.
وقال أبو العباس القرطبي- وهو شيخ صاحب التذكرة والتفسير- تبعا لأبي عمر- رحمهم الله: لا يختلف أهل السير أنّ غزوة ذي قرد كانت قبل الحديبية، يكون ما وقع في حديث سلمة وهم من بعض الرّواة.
قال: ويحتمل أن يجمع بأن يقال يحتمل أن يكون- صلى الله عليه وسلم أغزى سريّة فيهم سلمة بن الأكوع إلى خيبر قبل فتحها، فأخبر سلمة عن نفسه وعمّن خرج معه، يعني حيث قال: خرجنا إلى خيبر قال: ويؤيده أن ابن إسحاق ذكر أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم أغزى إليها عبد الله بن رواحة قبل فتحها مرّتين. انتهى.
قال الحافظ-رحمه الله تعالى-: وسياق الحديث يأبى هذا الجمع، فإن فيه بعد قوله:
خرجنا إلى خيبر مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم فجعل عمّي يرتجز بالقوم، وفيه قول النبي- صلى الله عليه وسلم من السّائق وفيه مبارزة عمه لمرحب وقتل عامر، وغير ذلك مما وقع في غزوة خيبر حيث خرج إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم فعلى هذا ما في الصحيح أصحّ مما ذكره أهل السير.
قال الحافظ: ويحتمل في طريق الجمع أن تكون إغارة عيينة بن حصن على اللّقاح وقعت مرّتين، الأولى التي ذكرها ابن إسحاق وهي قبل الحديبية، والثانية بعد الحديبية قبل الخروج إلى خيبر.
وكان رأس الذين أغاروا عبد الرحمن بن عيينة كما في سياق سلمة عند مسلم، ويؤيّده أنّ الحاكم ذكر في الإكليل أنّ الخروج إلى ذي قرد تكرّر، ففي الأولى خرج إليها زيد بن حارثة قبل أحد، وفي الثانية خرج إليها النبي- صلى الله عليه وسلم في ربيع الآخر سنة خمس، والثّالثة هذه المختلف فيها- انتهى. فإذا ثبت هذا قوي الجمع، الذي ذكرته، والله أعلم.
الثالث: في حديث سلمة عند مسلم: إن عبد الرحمن بن عيينة بن حصن أغار على اللّقاح، وفي حديثه عند الطبراني أنه عيينة بن حصن، ولفظ ابن عقبة: أنه عيينة بن بدر، ويقال إن مسعدة كان رئيسا للقوم في هذه الغزوة، ولا منافاة بين ما ذكر، فإن كلا منهما كان رئيسا فيهم، وكان حاضرا.
الرابع: حديث سلمة- رضي الله عنه أنه استنقذ جميع ظهر رسول الله- صلى الله عليه وسلم وعبارة بن عقبة: استنقذوا السّرح. والذي ذكره ابن إسحاق، وابن عمر، وابن سعد وغيرهم أنه استنقذ من اللّقاح عشرة فقط، وما في حديث سلمة- رضي الله عنه هو المعتمد، لصحة سنده.
الخامس: في حديث سلمة- رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم ركب في رجوعه إلى المدينة العضباء، وأردف سلمة وراءه، وفي حديث عمران بن حصين السّابق: إن امرأة أبي ذرّ أخذتها من العدو وركبتها.
السادس: في بيان غريب ما سبق:
حصن- بكسر الحاء الفزاريّ- بفاء مفتوحة فزاي فألف فراء: قبيلة من غطفان.
غطفان: بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة المشالة، وبالفاء.
اللّقاح- بكسر اللام، وتخفيف القاف فمهملة: ذوات اللّبن من الإبل، واحدها لقحة- بكسر اللام وفتحها، واللّقوح: الحلوب.
عيينة- بضم العين المهملة وكسرها.
البيضاء- تأنيث أبيض: اسم موضع عند الجبل.
الغابة- بالغين المعجمة، والموحدة: مال من أموال عوالي المدينة.
الأثل: شجر عظيم لا ثمر له، الواحدة أثلة.
الطّرفاء: شجر من شجر البادية وشطوط الأنهار، واحدتها طرفة بفتح الطاء والرّاء مثل قصبة وقصباء.
يئوب: يرجع.
الضاحية: الناحية البارزة.
ذويه: أصحابه.
أحدق به- بهمزة مفتوحة فحاء مهملة ساكنة فدال مهملة فقاف: أطاف.
قبل أن يؤذّن بالأولى: يعني صلاة الصّبح.
الظّهر: الرّكاب التي تحمل الأثقال في السّفر.
أندّية- بضم أوّله وبالنّون وتشديد الدال المهملة، والتّندية أن يورد الماء ساعة، ثم يرد إلى المراعي ساعة ثم الماء، كذا قال أبو عبيد والأصمعي وقال ابن قتيبة: إنما هو أبدّيه- بالموحدة، أي أخرجه إلى البدو، وأنكر الأوّل. وقال: ولا يكون إلا للإبل خاصة وقال الأصمعي التندية تكون للإبل والخيل، أو هو الصحيح وهذا الحديث يشهد له. وخطّأ الأزهري ابن قتيبة وصوّب الأوّل.
السّرح- بفتح السين وسكون الراء وبالحاء المهملات: المال السّائم المرسل في المرعى.
سلع بفتح السين المهملة، وسكون اللّام، وبالعين المهملة: جبل بالمدينة يا صباحاه: كلمة تقال عند استنفار من كان غافلا عن عدوّه، لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصّباح، ويسمّون يوم الغارة يوم الصّباح.
اللّبّتان: تثنية لابّة: وهي الحرّة، وهي الأرض ذات الحجارة السّود.
أردّيهم- بضم الهمزة، وفتح الرّاء، وتشديد الدال المهملة: يرميهم.
أعقر بهم: أقتل دوابهم.
الأكوع- بهمزة مفتوحة، فكاف ساكنة، فواو مفتوحة، فعين مهملة العظيم الكاع:
الكوع، وهو طرف الزند ممّا يلي الرّسغ، والكوع طرفه الذي يلي الإبهام، والكاع طرفه الذي يلي الخنصر وهو الكرسوع والكوع أخفاهما وأشدهما، درمة، والدّرم أن لا يظهر للعظم حجم.
اليوم يوم الرّضّع- بالرفع فيهما، وينصب الأول ويرفع الثاني على جعل الأوّل ظرفا.
قال: وهو جائز إذا كان الظّرف واسعا ولم يضق عن الثاني.
الرّضّع- بضمّ الرّاء كركّع، ورضاع: وهو اللئيم. قال السهيلي: قال أهل اللّغة: يقال في اللؤم- رضع- بالفتح- يرضع بالضّمّ رضاعة لا غير. ورضع الصّبيّ ثدي أمّه يرضع بالفتح- رضاعا مثل سمع. يسمع سماعا، والمعنى اليوم يوم هلاك اللئام، والأصل فيه أن شخصا كان