الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - الأَهْوَازِيُّ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزْدَادَ *
قَدْ ذَكَرْتُهُ فِي (التَّارِيْخِ) ، وَفِي (طَبَقَاتِ القُرَّاءِ) ، وَفِي (مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ (1)) مُسْتوفَىً، فَلْنَذْكُرْهُ مُلَخَّصاً.
كَانَ رَأْساً فِي القِرَاءات، مُعَمِّراً، بعيدَ الصِّيْت، صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَرحلَةٍ وَإِكثَار، وَلَيْسَ بِالمُتْقِن لَهُ، وَلَا المُجَوِّدُ، بَلْ هُوَ حَاطِبُ ليلٍ، وَمَعَ إِمَامتِهِ فِي القِرَاءات فَقَدْ تُكُلِّمَ فِيْهِ وَفِي دعَاويه تِلْكَ الأَسَانِيْدَ العَالِيَة.
وَهُوَ الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلَاّمَةُ، مُقْرِئُ الآفَاق، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزدَادَ بن هُرْمُزَ الأَهْوَازِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ.
وُلِدَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ.
وَزَعَمَ أَنَّهُ تَلَا عَلَى عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الغضَائِرِي (2) - مَجْهُولٌ لَا يُوثَقُ بِهِ، ادَّعَى أَنَّهُ قرَأَ عَلَى الأُشنَانِي (3) ، وَالقَاسِم المَطَرز (4) - وَذَكَرَ أَنَّهُ تَلَا
(*) تبيين كذب المفتري: 364 - 420، معجم الأدباء 9 / 34 - 39، ميزان الاعتدال 1 / 512، 513، معرفة القراء الكبار 1 / 322 - 325، العبر 3 / 210 - 211، مرآة الجنان 3 / 63، غاية النهاية 1 / 220 - 221، لسان الميزان 2 / 237، 240، النجوم الزاهرة 5 / 65، كشف الظنون 1 / 140، 211، و2 / 1303، شذرات الذهب 3 / 274، تهذيب تاريخ ابن عساكر 4 / 197 - 198.
(1)
انظر مصادر الترجمة.
(2)
ترجم له الذهبي في " معرفة القراء الكبار " 1 / 271، وذكر أنه بقي إلى قريب الثمانين وثلاث مئة.
(3)
بضم الالف وسكون الشين نسبة إلى بيع الاشنان وشرائه، وهو أبو العباس أحمد بن سهل المقرئ المتوفى سنة (307) هـ، ترجم له المؤلف في " معرفة القراء الكبار " 1 / 200، 201، وابن الجزري في " غاية النهاية " 1 / 59، 60.
(4)
هو أبو بكر القاسم بن زكريا بن عيسى البغدادي المطرز، المتوفى سنة (305) هـ، ترجمه المؤلف في " معرفة القراء الكبار " 1 / 195، وابن الجزري في " غاية النهاية " 2 / 17.
لِقَالُوْنَ (1) فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَة بِالأَهْوَازِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَيْرُوْز، عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُبَاب، وَأَنَّهُ قرَأَ عَلَى شَيْخٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ سَيْف، وَعَلِي الشَّنَبُوذِيّ (2) ، وَأَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَجَمَاعَة، قَبْل التِّسْعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: نَصْر بن أَحْمَدَ المُرجِي؛ صَاحِب أَبِي يَعْلَى، وَمِنَ المُعَافَى الجَرَيْرِيّ، وَالكتَّانِي، وَعِدَّة.
وَلحق بِدِمَشْقَ عَبْد الوَهَّابِ الكِلَابِيّ، وَأَنَّهُ سَمِعَ بِمِصْرَ مِنْ أَبِي مُسْلِم الكَاتِب، وَيَرْوِي العَالِي وَالنَّازل، وَخطه رَدِيء الْوَضع، جمع سيرَةً لِمُعَاوِيَةَ، وَ (مُسْنَداً) فِي بَضْعَةَ عشر جُزْءاً، حشَاهُ بِالأَبَاطيل السَّمجَة.
تَلَا عَلَيْهِ: الهُذَلِيُّ (3) ، وَغُلَام الهَرَّاس (4) ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الأَشْعَثِ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ المصِّينِي، وَعَتِيْقٌ الرِّدَائِي (5) ، وَأَبُو الْوَحْش سُبيع بن قيرَاط، وَخَلْقٌ.
(1) هو مقرئ المدينة الامام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون، المتوفى سنة (220) هـ وقد مرت ترجمته في الجزء العاشر من هذا الكتاب برقم (79) .
(2)
قال ابن الأثير: الشنبوذي: بفتح الشين المعجمة والنون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وفي آخرها ذال معجمة، هذه النسبة إلى شنبوذ - جد المنتسب إليه - والمذكور هو أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي البغدادي المتوفي سنة (388) هـ، مترجم في " معرفة القراء " رقم (252) طبع مؤسسة الرسالة.
(3)
هو أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي، المتوفى سنة (465) هـ، له ترجمة وافية في " معرفة القراء الكبار " 1 / 346 - 349، و" غاية النهاية " 2 / 397 - 401.
(4)
هو أبو علي الحسن بن القاسم بن علي الواسطي المتوفى سنة (468) هـ.
انظر ترجمته في " معرفة القراء الكبار " 1 / 344، 346، و" غاية النهاية " 1 / 228، 229.
(5)
هو عتيق بن محمد أبو بكر الردائي شيخ الاقراء بقلعة حماد من أرض المغرب، دخل دمشق فقرأ على الاهوازي، مترجم في " غاية النهاية " 1 / 500، 501، وقد تصحف فيها 1 / 222 إلى " الرذاني " بالذال المعجمة والنون.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالكَتَّانِي، وَالفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِي، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَوَثَّقَهُ، وَبَالإِجَازَة أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيّ (1) .
وَأَلَّفَ كِتَاباً طَوِيْلاً فِي الصِّفَات (2) فِيْهِ كَذِبٌ، وَمِمَّا فِيْهِ حَدِيْث عَرَقِ الْخَيل (3) ، وَتِلْكَ الفضَائِح، فَسبَّه عُلَمَاء الكَلَام وَغَيْرهُم.
وَكَانَ يَنَالُ مِنِ ابْنِ أَبِي بِشْرٍ (4) ، وَعلَّق فِي ثَلْبِهِ، وَالله يَغْفِرُ لَهُمَا.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر (5) :كَانَ عَلَى مَذْهَب السَّالمِيَّة (6) ؛يَقُوْلُ بالظَّاهِر، وَيَتمسكُ بِالأَحَادِيْث الضَعِيْفَة الَّتِي تُقَوِّي رَأْيه.
وَسَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بنَ قُبَيْسٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
لَمَّا ظهر مِنْ أَبِي عليٍّ الإِكثَارُ مِنَ الروَايَات فِي القِرَاءات اتُّهِمَ، فَسَارَ رشَأُ بنُ نَظيف (7) ، وَابْنُ الفُرَاتِ، وَقَرَؤُوا بِبَغْدَادَ عَلَى الَّذِيْنَ رَوَى عَنْهُم الأَهْوَازِيّ، وَجَاؤُوا، فَمَضَى إِلَيْهِم أَبُو عَلِيٍّ، وَسَأَلهُم أَنْ يُروه
(1) واسمه أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، المتوفى سنة 517 هـ. ستأتي ترجمته في الجزء التاسع عشر من هذا الكتاب برقم (270) .
(2)
ذكره ابن عساكر باسم " البيان في شرح عقود أهل الايمان " انظر " تبيين كذب المفتري "369.
(3)
انظر اللآلي المصنوعة 1 / 3 و" تنزيه الشريعة " 1 / 134.
(4)
يعني أبا الحسن الأشعري، له فيه كتاب " مثالب ابن أبي بشر الأشعري " وقد رد عليه ابن عساكر ردا وافيا في كتابه " تبيين كذب المفتري ": 364 - 420.
(5)
انظر " تهذيب تاريخ ابن عساكر " 4 / 197.
(6)
قال العلامة الكوثري في تعليقه على " تبيين كذب المفتري " 369: السالمية فرقة من المشبهة، يقولون: إن الله تعالى يرى في صورة آدمي، وإنه تعالى يقرأ على لسان كل قارئ، وإنهم إذا سمعوا القرآن من قارئ يرون أنهم إنما يسمعونه من الله تعالى، ويعتقدون أن الميت يأكل في القبر ويشرب وينكح إلى غير ذلك.
وهذه النحلة معروفة بالبصرة وسوادها بالسالمية نسبة إلى مقالة الحسن بن محمد بن أحمد بن سالم السالمي البصري وابنه أبي عبد الله المتصوف.
(7)
هو المقرئ أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله، الدمشقي، المتوفي سنة 444 هـ، مترجم في " معرفة القراء الكبار " 1 / 321، 322، و" غاية النهاية " 1 / 284.
الإِجَازَاتِ، فَأَخَذَهَا، وَغَيَّر أَسْمَاءَ مَنْ سَمَّى ليستُرَ دعوَاهُ، فَعَادت عَلَيْهِ بركَةُ القُرْآن، فَلَمْ يُفْتَضَحْ، وَعُوتِبَ رَجُل فِي القِرَاءةِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَقرَأ عَلَيْهِ لِلْعِلْمِ، وَلَا أُصدقه فِي حَرْفٍ (1) .
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي: اجْتَمَعتُ بِهِبَةِ اللهِ اللَاّلْكَائِيّ، فَسَأَلنِي: مَنْ بِدِمَشْقَ؟
فَذَكَرت مِنْهُم الأَهْوَازِيّ.
فَقَالَ: لَوْ سَلِمَ مِنَ الروَايَات فِي القِرَاءات (2) .
ثُمَّ قَالَ الكَتَّانِي: وَكَانَ مُكْثِراً مِنَ الحَدِيْثِ، وَصَنَّفَ الكَثِيْر فِي القِرَاءات وَفِي أَسَانِيْدهَا، لَهُ غَرَائِبُ يذكر أَنَّهُ أَخَذَهَا رِوَايَةً وَتِلَاوَةً. وَمِمَّنْ وَهَّاهُ ابْنُ خَيْرُوْنَ.
وَقَالَ الدَّانِي: أَخَذَ القِرَاءات عَرْضاً وَسَمَاعاً مِنْ أَصْحَابِ ابْن شَنَبُود، وَابْنِ مُجَاهِد.
قَالَ: وَكَانَ وَاسِع الرِّوَايَة، حَافِظاً ضَابطاً، أَقرَأَ دَهْراً بِدِمَشْقَ.
قُلْتُ: فِي نَفْسِي أُمُوْرٌ مِنْ علُوِّهِ فِي القِرَاءات.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: عقيب حَدِيْثٍ كذِبٍ: الأَهْوَازِيّ مِتَّهم.
قُلْتُ: الحَدِيْثُ أَنْبَأَني بِهِ ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنِ ابْنِ بَوْش، عَنْ أَحْمَدَ بن عبد الجَبَّار، عَنِ الأَهْوَازِيّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَطرَابُلُسِيّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ القَاضِي، عَنِ البَغَوِيّ، عَنْ هُدْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، عَنْ وَكِيْع بنِ عُدَس، عَنْ أَبِي رَزِيْنٍ:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (رَأَيْتُ
(1)" تبيين كذب المفتري ": 415، 416، و" تهذيب تاريخ ابن عساكر " 4 / 198.
(2)
" تبيين كذب المفتري ": 368.
رَبِّي بِمِنَىً عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جُبَّة (1)) .
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر فِي (تَبيين كذب المفترِي (2)) :لَا يَسْتَبعدنَّ جَاهِلٌ كَذِبَ الأَهْوَازِيّ فِيمَا أَوْرَدَهُ مِنْ تِلْكَ الحِكَايَات، فَقَدْ كَانَ مِنْ أَكذبِ النَّاسِ فِيمَا يَدَّعِي مِنَ الروَايَاتِ فِي القِرَاءاتِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المِلحِي: كُنْت عِنْد رَشَأُ بن نَظيف فِي دَارِهِ عَلَى بَابِ الجَامِع، فَاطَّلع مِنْهَا، وَقَالَ: قَدْ عبر رَجُلٌ كَذَّابٌ.
فَاطَّلعتُ، فَوَجَدتُهُ الأَهْوَازِيّ (3) .
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: أَبُو
(1) هو في تهذيب تاريخه 4 / 197، وقال: هذا الحديث منكر، وفي إسناده غير واحد من المجهولين، وللاهوازي أمثاله في كتاب جمعه في الصفات سماه كتاب " البيان في عقود أهل الايمان " أودعه أحاديث منكرة، كحديث:" إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل، فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق " مما لا يجوز أن يروى، ولا يحل أن يعتقد، وكان مذهبه مذهب السالمية يقول بالظاهر، ويتمسك بالاحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه، وحديث إجراء الخيل موضوع وضعه بعض الزنادقة، ليشنع على أصحاب الحديث في روايتهم لينتحل فيقبله بعض من لا عقل له، وهو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا.
وقد علق الشيخ عبد القادر بدران رحمه الله على كلام الحافظ ابن عساكر هذا، فقال: إن بعض ضعفاء العقول ممن ينتسب إلى العلم في زمننا هذا يسلكون مسالك السالمية على غير معرفة بمذهبهم، فيتمسكون بكل ما قيل: إنه حديث، فيأخذون بالموضوع والمفترى، وإذا قيل لهم: إن هذا حديث موضوع، قالوا: أو ليس وقد قيل بأنه حديث، ويزعمون أن فعلهم هذا محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسوا الحديث المجمع على تواتره - وهو قوله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار، فتراهم يسردون الأحاديث المكذوبة في دروسهم ليغشوا بها العامة، وليوهموا الاغراب على السامع، ويكون كلامهم بدرجة أن كل غافل يأبى سماعه، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تحصل بالكذب عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بما يناقضه العقل الصحيح والكتاب المبين، فليربأ العاقل بنفسه عن نسبة شيء إلى الرسول تكون الزنادقة قد دسته، لافساد شرعه الطاهر بزعمهم، ومن فعل ذلك كان ظهيرا للزنادقة غاشا للمسلمين.
وانظر الكلام على هذا الخبر في " اللآلي المصنوعة " 1 / 27 - 28، وتنزيه الشريعة 1 / 138 - 139، و" الفوائد المجموعة " ص 447، و" ميزان الاعتدال " 1 / 513.
(2)
ص: 415.
(3)
" تبيين كذب المفتري ": 416.