الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29 - المَاوَرْدِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ *
الإِمَامُ العَلَاّمَةُ، أَقْضَى القُضَاةِ، أَبُو الحَسَنِ (1) عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ البَصْرِيُّ، المَاوَرْدِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الجَبَلِي (2) ، صَاحِب أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيّ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيّ المِنْقَرِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَلَّى، وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَوَثَّقَهُ، وَقَالَ (3) :مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَدْ بلغَ سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبلدَان شَتَّى، ثُمَّ سَكَنَ بَغْدَاد.
(*) تاريخ بغداد 12 / 102 - 103، طبقات الفقهاء للشيرازي: 131، الأنساب: ورقة 504 أ، المنتظم 8 / 199 - 200، معجم الأدباء 15 - 52 - 55، الكامل لابن الأثير 9 / 651، اللباب / 156، مختصر تاريخ دولة آل سلجوق: 24، طبقات ابن الصلاح: الورقة 70 ب، وفيات الأعيان 3 / 282 - 284، المختصر في أخبار البشر، دول الإسلام 1 / 265، العبر 3 / 223، ميزان الاعتدال 3 / 155، تتمة المختصر 1 / 549، مرآة الجنان 3 / 72 - 73، طبقات السبكي 5 / 267 - 285، طبقات الاسنوي 2 / 387 - 388، البداية والنهاية 12 / 80، طبقات ابن قاضي شهبة: ورقة / 23 / أ، لسان الميزان 4 / 260 - 261، النجوم الزاهرة 5 / 64، طبقات المفسرين للسيوطي: 25، طبقات المفسرين للداوودي 1 / 423 - 425، مفتاح السعادة 1 / 322، طبقات ابن هداية الله: 151 - 152، كشف الظنون 1 / 19، 45، 140، 168، 408، 628 و2 / 1101، 1315، 1978، شذرات الذهب 3 / 285 - 287، روضات الجنات: 483، هدية العارفين 1 / 689.
(1)
في " كامل " ابن الأثير، و" مختصر " أبي الفداء، وتتمته لابن الوردي: أبو الحسين.
(2)
من بلاد الجبل كما نص عليه الحافظ في " التبصير " 1 / 294، وقد تحرفت في " العبر " و" الشذرات " إلى: الجيلي بالياء المثناة التحتية، وفي " لسان الميزان " إلى: الخليلي، وفي " طبقات السبكي " إلى: الحيلي، بالحاء المهملة والمثناة التحتية.
(3)
" تاريخ بغداد " 12 / 102، 103.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي (الطَّبَقَات (1)) :وَمِنْهُم أَقضَى القُضَاة المَاورديُّ، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الصَّيْمَرِيّ بِالبَصْرَةِ، وَارْتَحَلَ إِلَى الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي، وَدرس بِالبَصْرَةِ وَبغدَاد سِنِيْنَ، وَلَهُ مُصَنّفَات كَثِيْرَة فِي الفِقْه وَالتَّفْسِيْر، وَأُصُوْلِ الفِقْه وَالأَدب، وَكَانَ حَافِظاً لِلمَذْهَب.
مَاتَ بِبَغْدَادَ.
وَقَالَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ فِي (وَفِيَات الأَعيَان (2)) :مَنْ طَالَعَ كِتَاب (الحَاوِي (3)) لَهُ يَشْهَد لَهُ بِالتَّبَحُّر وَمَعْرِفَة المَذْهَب، وَلِيَ قَضَاءَ بلَاد كَثِيْرَة، وَلَهُ تَفْسِيْر القُرْآن سَمَّاهُ (النّكت (4)) وَ (أَدب الدُّنْيَا وَالِدّين (5)) وَ (الأَحكَام السّلطَانِيَّة (6)) وَ (قَانُوْنَ الوزَارَة وَسيَاسَة
(1) ص 131.
(2)
3 / 382.
(3)
ويسمى " الحاوي الكبير ".
وقد نقل ابن الجوزي في " المنتظم " 8 / 199 عن الماوردي قوله: بسطت الفقه في أربعة آلاف ورقة، واختصرته في أربعين، يريد بالمبسوط:" الحاوي "، وبالمختصر:" الاقناع ". وقد ألفه في شرح " مختصر " المزني. وأجزاؤه المخطوطة مفرقة في مكتبات العالم.
وقد طبع منه أربعة أجزاء منتزعة في " أدب القاضي " بتحقيق الأستاذ يحيى هلال السرحان - بغداد - ديوان الاوقاف 1971 - 1978. وقد نقل السبكي في " طبقاته " عدة مسائل منه أثناء ترجمة المؤلف.
(4)
ويسمى " النكت والعيون " وتوجد منه أجزاء مخطوطة. (انظر مقدمة: " أدب الدنيا والدين " لمصطفى السقا) .
(5)
ويسمى أيضا: " البغية العليا في أدب الدين والدنيا " وموضوعه الاخلاق والفضائل الدينية من الناحية العلمية الخالصة، وبعضه في الآداب الاجتماعية، وهي التي سماها المؤلف " آداب المواضعة "، وقد جعله على خمسة أبواب، وقد طبع أول مرة في مطبعة الجوائب سنة 1299، ثم طبع بعد ذلك عدة مرات منها طبعة البابي الحلبي التي حققها الأستاذ مصطفى السقا.
(6)
ويسمى: " الاحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية "، و" الاحكام السلطانية والولايات الدينية "، ويعد هذا الكتاب هو وكتاب " غياث الأمم " لامام الحرمين أبي المعالي الجويني مثلا عاليا للفقه السياسي الإسلامي، وقد جعله مؤلفه على عشرين بابا، وهو أشبه =
المُلك (1)) وَ (الإِقنَاع) مُخْتَصَر فِي المَذْهَب (2) .
وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يُظْهِرْ شَيْئاً مِنْ تَصَانِيْفه فِي حيَاتِهِ، وَجَمَعهَا فِي مَوْضِع، فَلَمَّا دَنَتْ وَفَاتُه، قَالَ لمَنْ يَثِقُ بِهِ: الكُتُبُ الَّتِي فِي المَكَان الفُلَانِي كُلُّهَا تَصنِيفِي، وَإِنَّمَا لَمْ أُظْهِرهَا لأَنِّي لَمْ أَجِدْ نِيَّة خَالصَةً، فَإِذَا عَايَنْتُ المَوْتَ، وَوَقَعْتُ فِي النزع، فَاجعل يَدَكَ فِي يَدي، فَإِنَّ قبضتُ عَلَيْهَا وَعَصَرْتُهَا، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُقبلْ مِنِّي شَيْءٌ مِنْهَا، فَاعْمَدْ إِلَى الكُتُب، وَأَلقهَا فِي دِجْلَة (3) ، وَإِن بَسَطْتُ يَدي، فَاعْلَمْ أَنَّهَا قُبِلَتْ.
قَالَ الرَّجُلُ: فَلَمَّا احتُضِرَ، وَضَعْتُ يَدي فِي يَدِهِ، فَبَسطهَا،
= بدستور عام للدولة، وللاسس التي تقوم عليها، وقد نشر في بون عام 1853، وترجم إلى الفرنسية، ونشر في الجزائر عام 1915. وقد طبع بعد ذلك عدة طبعات بالعربية غير محققة.
(1)
وهو كتاب واحد، وقد ذكره حاجي خليفة في موضعين في " كشف الظنون " 2 / 1011 و1315، وقد شرح فيه مؤلفه حال الوزير ومزاياه ووظيفته، بحيث يعد مرجعا في بابه، وقد نشرته مكتبة الخانجي بمصر عام 1929، ثم أعادت نشره دار الطليعة في بيروت عام 1979 بتحقيق ودراسة الدكتور رضوان السيد.
(2)
وقد ألفه بطلب من الخليفة القادر بالله، فقال له بعد ما عرض عليه: حفظ الله عليك دينك كما حفظت علينا ديننا.
انظر " معجم الأدباء " 15 / 54 - 55.
ومن مؤلفاته الأخرى المطبوعة، كتاب " أعلام النبوة " وهو مختصر اشتمل على أمرين: أحدهما فيما اختص بأعلام النبوة، والثاني فيما يختلف من أقسامها وأحكامها، ويقع في أحد
وعشرين بابا، وقد طبع في مطبعة مصطفى محمد عام 1319 هـ.
وله من المؤلفات غير المطبوعة: " أمثال القرآن "، أو " الأمثال والحكم "، و" تسهيل النظر وتعجيل الظفر " في السياسة وأنواع الحكومات.
انظر مقدمة " أدب الدين والدنيا " بتحقيق مصطفى السقا.
ومن الابيات المنسوبة له: وفي الجهل قبل الموت موت لاهله * فأجسادهم دون القبور قبور وإن امرءا لم يحي بالعلم صدره * فليس له حتى النشور نشور انظر " معجم الأدباء " 15 / 53.
(3)
زاد ابن خلكان: ليلا.
فَأَظْهَرْتُ كُتُبهُ (1) .
قُلْتُ: آخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو العزِّ بنُ كَادش.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ رَجُلاً عَظِيْمَ القَدْرِ، مُتَقَدِّماً عِنْد السُّلْطَان، أَحَد الأَئِمَّةِ، لَهُ التَّصَانِيْفُ الحِسَان فِي كُلِّ فَن، بَيْنَهُ وَبَيْنَ القَاضِي أَبِي الطَّيب فِي الوَفَاة أَحَدَ عشرَ يَوْماً (2) .
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلَاح: هُوَ مُتَّهَمٌ بِالاعتزَال (3) ، وَكُنْتُ أَتَأَوّلُ لَهُ، وَأَعْتَذِر عَنْهُ، حَتَّى وَجَدْتُهُ يَختَارُ فِي بَعْضِ الأَوقَات أَقْوَالهُم، قَالَ فِي تَفْسِيْرِهِ: لَا يَشَاءُ عبَادَة الأَوثَان.
وَقَالَ فِي {جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً} [الأَنعَام:112] مَعْنَاهُ: حَكَمْنَا بِأَنَّهُم أَعْدَاء، أَوْ تركنَاهُم عَلَى العدَاوَة، فَلَمْ نَمْنَعهُم مِنْهَا.
فَتَفْسِيْرُه عَظِيْم الضّرر، وَكَانَ لَا يَتظَاهِر بِالَانتسَاب إِلَى المُعْتَزِلَة، بَلْ يَتكتَّمُ، وَلَكِنَّهُ لَا يُوَافقهُم فِي خَلْقِ القُرْآن، وَيُوَافقهُم فِي القَدَرِ (4)، قَالَ فِي قَوْله:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القَمَر:49] أَي: بِحُكْمٍ سَابِق.
وَكَانَ لَا يَرَى صِحَّة الرِّوَايَة بِالإِجَازَة.
وَرَوَى خطيبُ المَوْصِلِ، عَنِ ابْنِ بَدْرَان الحُلْوَانِيّ، عَنِ المَاورديّ.
(1)" وفيات الأعيان " 3 / 282 - 283، و" طبقات السبكي " 5 / 268، وفيه عقب هذه القصة: لعل هذا بالنسبة إلى " الحاوي "، وإلا فقد رأيت من مصنفاته غيره كثيرا وعليه خطه، ومنه ما أكملت قراءته عليه في حياته.
(2)
" طبقات السبكي " 5 / 268.
(3)
قال المؤلف في " ميزان الاعتدال " 3 / 155: صدوق في نفسه لكنه معتزلي، فتعقبه ابن حجر في " اللسان " 4 / 260 بقول: ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال.
(4)
الخبر بنحوه إلى هنا في " طبقات السبكي " 5 / 270.