الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَصَنَّفَ شرحاً حَافلاً (لِلإِيضَاح (1)) يَكُوْن ثَلَاثِيْنَ مجلداً، وَلَهُ (إِعجَاز القُرْآن (2)) ضَخْم، وَ (مُخْتَصَر شرح الإِيضَاح) ، ثَلَاثَة أَسفَار، وَكِتَاب (العوَامل المائَة (3)) ، وَكِتَاب (المِفْتَاح) ، وَفسّر الفَاتِحَة فِي مُجَلَّد، وَلَهُ (الْعمد (4) فِي التَّصرِيف) ، وَ (الْجمل) وَغَيْر ذَلِكَ (5) .
وَكَانَ شَافعيّاً، عَالِماً، أَشعرِيّاً، ذَا نُسُكٍ وَدين.
قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ وَرِعاً قَانِعاً، دَخَلَ عَلَيْهِ لِصّ، فَأَخَذَ مَا وَجد، وَهُوَ يَنظر، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَمَا قَطَعَهَا (6) .
وَكَانَ آيَة فِي النَّحْوِ.
تُوُفِّيَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ رحمه الله.
220 - ابْنُ زِيْرَكَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ القُوْمَسَانِيُّ *
العَلَاّمَةُ، شَيْخُ هَمَذَانَ، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ
(1) هو كتاب " الايضاح في النحو " لأبي علي الفارسي المتوفى سنة 377 هـ، قال حاجي خليفة عند الكلام عليه: وقد اعتنى به جمع من النحاة، وصنفوا له شروحا، وعلقوا عليه، منهم الشيخ العلامة عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471، كتب أولا شرحا مبسوطا في نحو ثلاثين مجلدا، وسماه " المغني " ثم لخصه في مجلد، وسماه " المقتصد ".
وله مختصر " الايضاح " المسمى ب " الايجاز ".
(2)
وقد طبع بمصر.
(3)
في النحو، وقد طبع في ليدن عام 1617 م، ثم في كلكتة عام 1803 ج، ثم في بولاق عام 1247 هـ.
(4)
في " كشف الظنون " و" فوات الوفيات " و" طبقات " السبكي: " العمدة ".
(5)
ومن مصنفاته العظيمة المشهورة كتاب " أسرار البلاغة " في علم البيان.
وكتاب " دلائل الاعجاز " في علم المعاني، وكلاهما مطبوع.
(6)
انظر " طبقات " السبكي 5 / 149، و" طبقات " الاسنوي 2 / 492.
(*) معجم البلدان 4 / 414، العبر 3 / 277، تذكرة الحفاظ 3 / 1177، الوافي بالوفيات 4 / 84، شذرات الذهب 3 / 341.
مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَزْدِين (1) القُوْمَسَانِيُّ (2) ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ.
عُرف بِابْنِ زِيْرك (3) .
وُلِدَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَمِّه أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد، وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان، وَيُوْسُف بن كجّ الفَقِيْه، وَالحُسَين بن فَنْجُويه (4) ، وَعِدَّة.
وَبَالإِجَازَة عَنْ أَبِي الحَسَنِ بن رَزْقُوَيْه، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.
قَالَ شِيْرَوَيْه: أَكْثَرتُ عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، لَهُ شَأْنٌ وَحِشْمَة، وَيدٌ فِي التَّفْسِيْر، فَقِيْهاً، أَديباً، مُتَعَبِّداً (5) .
مَاتَ: فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ (6) .
وَقَبرُهُ يُزَار، وَيُتَبَرَّكُ بِهِ (7) .
سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَرِضْتُ، وَاشتدَّ الأَمْرُ، فَكَانَ أَبِي يَقُوْلُ: يَا بنِيَّ! أَكْثَر ذِكْرَ الله.
فَأَشْهَدتُه عليَّ أَنَّنِي عَلَى الإِسْلَامِ وَالسُّنَّة، فَرَأَيْتُ وَأَنَا فِي تِلْكَ الحَالِ كَانَ هيبَةً دَخَلتْنِي، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ ذِي هيبَةٍ وَجمَال، كَأَنَّهُ يَسْبَحُ فِي الهوَاء، فَقَالَ لِي: قل.
فَقُلْتُ: نَعم.
فَكرَّر عليّ، ثُمَّ قَالَ لِي: قُل: الإِيْمَان يَزِيْدُ وَيَنْقُص، وَالقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوْق بِجمِيْع
(1) كذا في الأصل بالزاي، وفي " معجم البلدان " و" الوافي بالوفيات ": مردين، بالراء المهملة.
(2)
نسبة إلى قومسان من نواحي همذان. (ياقوت) .
(3)
تصحفت في " شذرات الذهب " إلى: زبرك بالباء الموحدة.
(4)
تصحفت في " العبر " إلى: فتحويه.
(5)
الخبر في " معجم البلدان " 4 / 414.
(6)
أي أربع مئة، وفي " الوافي ": وثلاث مئة، وهو خطأ بين.
(7)
الزيارة المشروعة للقبور تكون لتذكر الزائر بالآخرة، ولنفع الموتى بالدعاء لهم بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم " السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين
والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون " وفي رواية " أسأل الله لنا ولكم العافية ".
وأما الزيارة للتبرك بالميت مهما كان شأن هذا الميت، فليس مما يقره الشرع، بل هو مما ابتدعه العامة والدهماء ممن لا بصر له بحقائق الدين الإسلامي الحنيف.
جهَاته، وَإِنَّ اللهَ يُرَى فِي الآخِرَةِ.
قُلْتُ: لَسْتُ أُطِيْقُ أَنْ أَقُوْلَ مِنَ الهَيبَة.
فَقَالَ: قُل مَعِي.
فَأَعَاد الكَلِمَات، فَقلتُهَا مَعَهُ، فَتَبَسَّم، وَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ لَكَ عِنْد الْعَرْش.
فَأَردتُ أَنْ أَسأَلَه: هَلْ أَنَا ميت، فَبدَرَ، وَقَالَ: أَنَا لَا أَدْرِي.
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا مَلَكٌ، وَعُوفِيت.
وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي قَوْله عليه الصلاة والسلام: (مَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَ مِنِّي (1)) عَنَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَر (2) ، لأَنَّه (3) رَآهُمَا، فَقَالَ:(هُمَا مِنَ الدِّيْن بِمَنْزِلَةِ السَّمْع وَالبَصَر (4)) .
فَورثَا خِلَافَة النُّبُوَّة.
(1) قطعة من حديث مطول أخرجه الترمذي (3502) في الدعوات، وابن السني رقم (440) من حديث ابن عمر، وحسنه الترمذي، وهو كما قال وصححه الحاكم 1 / 528، ووافقه الذهبي ونصه بتمامه، قال ابن عمر: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا " وأخرجه الحاكم 1 / 523 من حديث أبي هريرة قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني، وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري " وسنده حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(2)
لم يتابع على هذا التفسير، وهو غريب جدا، قال البغوي في " شرح السنة "
5 / 175: قيل: أراد بالسمع: وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى، وقيل: يجوز أن يكون أراد بقاء السمع والبصر بعد الكبر وانحلال القوى، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى، والباقيين بعدها، ورد الهاء إلى الامتاع، فلذلك وحده، فقال:" واجعله الوارث منا ".
(3)
في الأصل: لانهما.
(4)
حديث قوي رواه الترمذي (3671) والحاكم 3 / 69 وصححه من حديث عبد الله بن حنطب بلفظه " هذان السمع والبصر يعني أبا بكر وعمر " وأخرجه الخطيب 8 / 459، 460 من حديث جابر بن عبد الله بلفظ " أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس " وسنده حسن وله شاهد من حديث عمرو بن العاص وآخر من حديث حذيفة بن اليمان ذكرهما الهيثمي في " المجمع " 9 / 52، 53، ونسب الأول للطبراني في " الكبير " والثاني للطبراني في " الأوسط ".