الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: خلَّط فِي غَيْر شَيْء، وَسَمَّعَ لِنَفْسِهِ، وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة (1) .
ثُمَّ قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَوْلُ ابْنِ خَيْرُوْنَ لَا يَقْدَحُ فِيْهِ، لأَنَّ عُمدَة قَدْحِهِ فِيْهِ كَوْنُه اسْتَعَار مِنِ ابْنِ خَيْرُوْنَ جُزْءاً، فَنقل فِيْهِ سَمَاعَه، وَردَّه، وَمَا زَالَ الطَّلبَةُ يَفعلُوْنَ ذَلِكَ.
قُلْتُ: وَقَعَ لِي (المُجتبَى (2)) لابْنِ دُرَيْد عَالِياً مِنْ طرِيقه، سمِعنَاهُ مِنْ عُمَرَ بن القوَّاس.
194 - هَيَّاجُ بنُ عُبَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ الحِطِّيْنِيُّ *
الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الزَّاهِدُ، شَيْخُ الإِسْلَامِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ الحِطِّيْنِيُّ، الشَّافِعِيُّ، شَيْخُ الحَرَمِ.
وُلِدَ: بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَة.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ السِّمْسَار، وَعبدِ الرَّحْمَن بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ ابْن الطُّبيز، وَمُحَمَّدِ بنِ عَوْف بِدِمَشْقَ، وَعَبْد العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي، وَعِدَّة بِبَغْدَادَ، وَمِنْ أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ بِمَكَّةَ، وَمِنَ السكن بن جُمَيْع بِصَيْدَا، وَمِنْ
(1) انظر " المنتظم " 8 / 325.
(2)
في بعض مصادر ترجمة ابن دريد " المجتبى " بالباء كما هنا، وفي أخرى " المجتنى " بالنون، وقد طبع باسم المجتنى في حيدر آباد الدكن سنة 1362.
(*) الأنساب المتفقة: 43 - 44، الأنساب 4 / 170، المنتظم 8 / 326، معجم البلدان 2 / 273 - 274، اللباب 1 / 374، دول الإسلام 2 / 5، العبر 3 / 278 - 279، طبقات السبكي 5 / 355، طبقات الاسنوي 1 / 427 - 428، البداية والنهاية 12 / 120 - 121، العقد الثمين 7 / 380 - 381، النجوم الزاهرة 5 / 109، شذرات الذهب 3 / 342 - 343.
وقد ورد اسمه في " الأنساب " و" اللباب " و" معجم البلدان ": هياج بن محمد بن عبيد، وفي " البداية ": هياج بن عبد الله.
مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَهْل بقيسَارِيَّة، وَمِنْ عَلِيِّ بنِ حِمِّصَة الحَرَّانِيّ بِمِصْرَ.
وَكَانَ اعتنَاؤُه جَيِّداً بِالحَدِيْثِ، وَلَهُ بَصَرٌ بِالمَذْهَب، وَقَدَمٌ فِي التَّقْوَى، وَجَلَالَةٌ عَجِيْبَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ الشيرَازِي فِي (مُعْجَمه)، فَقَالَ: حَدَّثَنَا هَيَّاجٌ الزَّاهِد الفَقِيْه، وَمَا رَأَتْ عينَاي مِثْلَه فِي الزُّهْد وَالوَرَع (1) .
وَحَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ الرَّازقِي، وَالمُحَدِّث مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ، وَثَابِتُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللهِ السِّجْزِيّ، وَطَائِفَة.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: كَانَ هَيَّاج قَدْ بلغَ مِنْ زُهْده أَنَّهُ يَصُوْمُ ثَلَاثَةَ أَيَّام، وَيُوَاصِلُ، لَكِن يُفْطِرُ عَلَى مَاء زَمْزَم، فَمَنْ أَتَاهُ بَعْد ثَلَاث بِشَيْءٍ أَكله، وَكَانَ قَدْ نَيَّف عَلَى الثَّمَانِيْنَ، وَكَانَ يَعْتَمِرُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاث عُمَر، وَيدرِّس عِدَّة دُرُوس، وَيزور ابْن عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ كُلَّ سَنَة مرَّة، لَايَأْكُلُ فِي الطَّرِيْق شَيْئاً، وَيزور قَبْر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كُلَّ سَنَة مَعَ أَهْل مَكَّةَ، فِيخرج، فَمَنْ أَخَذَ بِيَدِهِ، كَانَ فِي مَؤونتِه حَتَّى يَرْجِعَ، وَكَانَ يَمْشِي حَافِياً مِنْ مَكَّة إِلَى المَدِيْنَةِ، وَسَمِعْتُ مَنْ يَشْكُو إِلَيْهِ أَنَّ نَعليه سُرِقَتَا، فَقَالَ: اتَّخَذ نَعلين لَا يَسرقُهُمَا أَحَد - يَعْنِي: الحفَاء - وَرُزِقَ الشَّهَادَة فِي كَائِنَة بَيْنَ السُّنَّة وَالرَّافِضَّة (2) ، وَذَلِكَ أَن بَعْض الرَّافِضَّة شكَا إِلَى أَمِيْر مَكَّة أَنَّ أَهْلَ السّنَّة يَنَالُوْنَ مِنَّا، فَأَنفذ، وَطلب هَيَّاجاً وَأَبَا الفَضْل بن قوَام وَابْنَ الأَنْمَاطِيّ، وَضَرَبَهُم، فَمَاتَ هَذَانِ فِي الحَال، وَحُمِلَ هَيَّاج، فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّام رضي الله عنهم (3) .
(1) انظر " طبقات " الاسنوي 1 / 482، و" العقد الثمين " 7 / 380.
(2)
زيادة من: " الأنساب المتفقة " و" أنساب " السمعاني و" المنتظم " و" معجم البلدان ".
(3)
انظر " الأنساب المتفقة ": 43 - 44، و" الأنساب " 4 / 170 - 171، و" المنتظم " 8 / 326، و" معجم البلدان " 2 / 273 - 274.