الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
57 - الإِسْكَافُ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ *
العَلَاّمَةُ، الأُسْتَاذُ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْكَانَ الإِسْفَرَايينِيُّ، الأَصَمُّ، المُتَكَلِّمُ.
عُرِفَ بِالإِسكَاف.
أَخَذَ عَنِ: الأُسْتَاذ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِي، وَغَيْرِهِ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَطَائِفَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ أَبِي نَاصِر، وَغَيْرهُ.
وَقرَأَ عَلَيْهِ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ فَنَّ الأُصُوْل.
وَكَانَ وَرِعاً، قَانِتاً، عَابِداً، زَاهِداً، مُفْتِياً مُتَبَحِّراً، مُبَرِّزاً فِي رَأْي أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ (1) .
تُوُفِّيَ: فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفر سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
ذكره ابْن عَسَاكِرَ فِي (طَبَقَات العُلَمَاء الأَشعرِيَّة)(2) .
58 - نَصْرُ الدَّوْلَةِ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ دوسْتكَ الكُرْدِيُّ **
صَاحِبُ دِيَارِ بَكْرٍ وَمَيَّافَارِقين، المَلِكُ، نَصْرُ الدَّوْلَةِ (3) ، أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ
(*) تبيين كذب المفتري: 265، السياق الورقة 99، طبقات الشافعية لابن الصلاح: 55 / ب، طبقات السبكي 5 / 99 - 100، طبقات الاسنوي 1 / 91، هدية العارفين 1 / 499.
والاسكاف، بالكسر: نسبة لمن يعمل الخفاف. وذكر الاسنوي 1 / 91 أن إسكاف بلدة من نواحي النهروان. فعلى هذا ينبغي أن تكون نسبته الاسكافي.
(1)
انظر " تبيين كذب المفتري ": 265.
(2)
انظر مصادر الترجمة.
(* *) المنتظم 8 / 222 - 223، الكامل لابن الأثير 10 / 17 - 18، وفيات الأعيان 1 / 177 - 178، العبر 3 / 299، دول الإسلام 1 / 266، تتمة المختصر 1 / 553، الوافي بالوفيات 8 / 176 - 177، البداية والنهاية 12 / 87، تاريخ ابن خلدون 316 - 320، شذرات الذهب 3 / 290 - 291.
(3)
في " دول الإسلام " و" تاريخ " ابن خلدون: نصير الدولة.
بنِ دوسْتك (1) الكُرْدِيُّ.
قَتَلَ أَخَاهُ مَنْصُوْراً بِقَلْعَة الهَتَّاخ (2) ، وَتَمَكَّنَ، وَكَانَتْ دَوْلَتُه إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.
وَكَانَ رَئِيْساً حَازِماً عَادِلاً، مُكِبّاً عَلَى اللَّهْو، وَمَعَ ذَا فَلَمْ تَفُتْهُ صَلَاةُ الصُّبْح فِيْمَا قِيْلَ، وَكَانَ لَهُ ثَلَاثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ سُرِّيَّة، يَخلو كُلّ لَيْلَةٍ بوَاحِدَة، خَلَّفَ عِدَّة أَوْلَاد، مَدَحَتْهُ الشُّعَرَاء، وَوزر لَهُ الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ ابْن المَغْرِبِيّ (3) - صَاحِب الأَدب - مرَّتين، ثُمَّ وَزر لَهُ فَخر الدَّوْلَة بن جَهِيْر، وَكَانَ مُحْتَشِماً، كَثِيْرَ الأَمْوَال، نَفَّذ إِلَى السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَك تَقدِمة سَنِّيَّة، وَتُحَفاً مِنْ جملتهَا الْجَبَل (4) اليَاقُوْت، الَّذِي كَانَ لِبَنِي بُويه، أَخَذَه بِالثمن مِنِ ابْنِ جَلَال الدَّوْلَة، وَكَانَ مِنْ كَرَمِهِ يَبذُرُ الْقَمْح مِنَ الأَهرَاءِ لِلطُّيور (5) .
تُوُفِّيَ: فِي شَوَّال سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَعَاشَ نَحْوَ الثَّمَانِيْنَ وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه نِظَام الدَّوْلَة نَصْر (6) .
فَمِنْ أَخْبَار نَصْر الدَّوْلَة - وَالحَدِيْثُ شجُوْنٌ - أَنَّ مملكَةَ المَوْصِلِ ذَهَبت مِنْ أَوْلَاد نَاصِر الدَّوْلَة (7) ابْنَ حَمْدَان سَنَوَات، وَانضمَّ وَلدَاهُ إِبْرَاهِيْمُ وَحُسَيْن إِلَى شرف الدَّوْلَة (8) ، ابْنِ عَضُدِ الدَّوْلَة، فَكَانَا مِنْ أُمَرَائِهِ، فَلَمَّا تَملَّكَ أَخُوْهُ بَهَاءُ
(1) دوست: كلمة فارسية معناها صاحب أو صديق، والكاف علامة التصغير.
(2)
قال ياقوت: هي قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميافارقين.
(3)
مرت ترجمته في الجزء السابع عشر برقم (257) .
(4)
كذا في الأصل بالجيم، ومثله في " الكامل "، وفي " البداية " و" الوافي ": حبل بالحاء.
(5)
انظر " المنتظم " 8 / 222 - 223، و" الكامل " 10 / 17 - 18، و" وفيات الأعيان " 1 / 177.
والاهراء، جمع هري بالضم: وهو بيت كبير يجمع فيه طعام السلطان.
(6)
" الكامل " 10 / 18، و" وفيات الأعيان " 1 / 178.
(7)
مرت ترجمته في الجزء السادس عشر برقم (131) .
(8)
مرت ترجمة شرف الدولة في الجزء السابع عشر برقم (268) وفيها: مشرف الدولة.
الدَّوْلَة (1) ؛اسْتَأْذنَاهُ فِي المَسِيْر لأَخذ المَوْصِل، فَأَذنَ لَهُمَا، فَقَاتَلهُمَا عَامِلُهَا، فَمَالتِ المَوَاصلَةُ إِلَى الأَخوين، فَهَرَبَ العَامِلُ وَجُنده، وَدَخَلَ الأَخَوَانِ المَوْصِلَ، فَطَمِعَ فِيْهِمَا الأَمِيْرُ بَاد، صَاحِبُ ديَار بكر، فَالتقَاهُمَا، فَقِيْلَ: فَبَادَرَ ابْنُ أُخْته الأَمِيْرُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَرْوَانَ الكُردي فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلَاثِ مائَة إِلَى حصنِ كَيْفَا (2) ، وَهُنَاكَ زَوْجَةُ بَاد، فَقَالَ لَهَا: قُتِلَ خَالِي، وَأَنَا أَتَزَوَّجُكِ، فَمَلَّكَتْهُ الحِصنَ وَغَيْرهُ، وَاسْتَوْلَى عَلَى بلَاد خَالِهِ، وَحَارَبَ وَلَدَي نَاصِرِ الدَّوْلَة مَرَّات، وَسَارَ إِلَى مِصْرَ، وَتَقلَّد مِنَ العَزِيْز حلبَ وَأَمَاكن، وَرجَعَ فَوَثَبَ عَلَيْهِ شُطَّارُ آمِدَ (3) بِالسكَاكين، فَقتلُوْهُ، وَتَملَّك بآمِدَ ابْنُ دمنَة، وَقَامَ مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخُو أَبِي عَلِيٍّ، فَتَمَلَّك مَيَّافَارِقين، فَعمل الأَمِيْرُ شروَةُ لَهُ دَعْوَةً قَتَلَهُ فِيْهَا، وَاسْتَوْلَى عَلَى ممَالِك بنِي مَرْوَان سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة، وَحَبَس مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخَاهُ، وَهُوَ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ صَاحِبُ التَّرْجَمَة لأَجْل رُؤْيَا، فَإِنَّهُ رَأَى الشَّمْس فِي حَجْره، وَقَدْ أَخَذَهَا مِنْهُ أَحْمَدُ، فَأَخْرَجَهُ شروَةٌ مِنَ السجْن، وَأَعْطَاهُ أَرْزَن (4) .
هَذَا كُلّه وَأَبُوْهم مَرْوَان باقٍ أَعْمَى، مقيمٌ بِأَرْزَنَ، فَتمكَّن أَحْمَدُ، وَخَرَجتِ البِلَادُ عَنْ طَاعَة شَروَة، وَاسْتَوْلَى أَحْمَدُ عَلَى مَدَائِن ديَار بكر، وَامتدت أَيَّامُهُ، وَأَمَّا المَوْصِل فَقصدهَا الأَمِيْرُ أَبُو الذّوَّاد مُحَمَّدُ بنُ المُسيِّب العُقَيْلِيّ، وَحَارَبَ، وَظفر بصَاحِبهَا أَبِي الطَّاهِر إِبْرَاهِيْمَ بن نَاصِر الدَّوْلَة، وَبأَوْلَادِه وَبجَمَاعَةٍ مِنْ قُوَاده، فَقَتَلَهُم، وَتَملَّك زَمَاناً (5) .
(1) مرت ترجمته في الجزء السابع عشر برقم (106) .
(2)
قال الفيروزآبادي: وحصن كيفى، كضيزي: بين آمد وجزيرة ابن عمر.
(3)
قال ياقوت: هي أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا.
(4)
قال ياقوت: هي مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي ارمينية.
وأرزن الروم: بلدة أخرى من بلاد ارمينية أيضا، وأهلها أرمن، وأرزن أيضا: موضع بأرض فارس قرب شيراز.
(5)
انظر هذه الاخبار في " الكامل " 9 / 66، 67، 70 - 74.