الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد وَفضَائِل، وَقَدِ اشْتَرَى مِنْهُ الشَّرِيْفُ المرتضَى كِتَاب (الجَمْهَرَة (1)) بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً، فَإِذَا عَلَيْهَا لِلفَالِي (2) :
أَنِسْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ حَوْلاً وَبِعْتُهَا
…
لَقَدْ طَالَ وَجدِي بَعْدهَا وَحَنِينِي
وَمَا كَانَ ظَنِّي أَنَّنِي سَأَبِيعُهَا
…
وَلَوْ خَلَّدَتْنِي فِي السُّجُونِ دُيُونِي
وَلَكِنْ لِضَعْفٍ وَافتِقَارٍ وَصِبْيَةٍ
…
صِغَارٍ عَلَيْهِم تَسْتَهِلُّ شُؤُونِي (3)
وَقَدْ (4) تُخْرِجُ الحَاجَاتُ يَا أُمَّ مَالِك
…
كَرَائِمَ مِنْ رَبٍّ بهنَّ ضَنِيْنِ (5)
تُوُفِّيَ الفَالِي: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
26 - السَّمَّانُ أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ *
الإِمَامُ الحَافِظُ، العَلَاّمَةُ البَارِعُ المُتْقِنُ، أَبُو
(1) هو كتاب " الجمهرة في اللغة " لابن دريد، وقد تحرف في الأصل إلى " الحميرة ".
(2)
الابيات في " المنتظم " 8 / 174 - 175، و" معجم الأدباء " 12 / 228 - 229، و" وفيات الأعيان " 3 / 316.
(3)
تستهل: تبكي.
وشؤوني: جمع شأن، وهو مجرى الدمع إلى العين.
وفي " المنتظم ": جفوني بدل: شؤوني.
وقد أورد ابن الجوزي وياقوت بعد هذا البيت بيتا آخر هو: فقلت ولم أملك سوابق عبرتي * مقالة مكوي الفؤاد حزين (4) في " المنتظم ": لقد.
(5)
رواية هذا الشطر في " المنتظم ". ذخائر من رزء بهن ضنين.
وهذا البيت تضمين قاله أعرابي فيما ذكره الزبير بن بكار عن يوسف بن عياش، قال: ابتاع حمزة بن عبد الله بن الزبير جملا من أعرابي بخمسين دينارا، ثم نقده ثمنه، فجعل الاعرابي ينظر إلى الجمل ويقول: وقد تخرج الحاجات يا أم مالك * كرائم من رب بهن ضنين فقال له حمزة: خذ جملك والدنانير لك، فانصرف بجمله وبالدنانير.
(*) الأنساب 7 / 130 - 131، دول الإسلام 10 / 262، العبر 3 / 209، ميزان الاعتدال 1 / 239، تذكرة الحفاظ 3 / 1121 - 1123، مرآة الجنان 3 / 62 - 63، البداية والنهاية =
سَعْدٍ (1) إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ.
وَقِيْلَ فِي جدِّهِ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجُوَيْه الرَّازِيّ (2) ، السَّمَّان.
وُلِدَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَة.
وَلحق السَّمَاع مِنْ: أَبِي طَاهِر المُخَلِّص بِبَغْدَادَ، وَسَمِعَ بِالرَّيّ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة، وَبِمَكَّةَ أَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس، وَبِدِمَشْقَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ، وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ ابْنِ النَّحَّاسِ بِمَكَّةَ.
وَمَا أَظنُّهُ دَخَلَ مِصْرَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر (3) :قَدِمَ دِمَشْق طَالبَ علم، وَكَانَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ الجوَالِين، سَمِعَ مِنْ نَحْو أَرْبَعَةِ آلَاف (4) شَيْخ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِي، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيّ مِنْهُم: ابْنُ أَخِيْهِ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد.
= 12 / 65، الجواهر المضية 1 / 424 - 427، لسان الميزان 1 / 421 - 422، النجوم الزاهرة 5 / 51، طبقات الحفاظ: 430، طبقات المفسرين للداوودي 1 / 109، الطبقات السنية: رقم 514، منتهى المقال: 57، كشف الظنون 2 / 1890، شذرات الذهب 3 / 273، إيضاح المكنون 1 / 181، 602 و2 / 18، هدية العارفين 1 / 210، الرسالة المستطرفة: 59، تهذيب تاريخ دمشق 3 / 38، أعيان الشيعة 12 / 61 - 62.
(1)
تحرف في " ميزان الاعتدال " و" البداية " و" كشف الظنون " إلى: سعيد.
(2)
وهم محقق " النجوم الزاهرة "، فقال عند هذه النسبة: وفي " تاريخ بغداد ": الاستراباذي وهذا خطأ، إذ ليس له ترجمة في " تاريخ بغداد " إنما ذاك أبو سعد آخر.
(3)
انظر " تهذيب تاريخ دمشق " 3 / 38.
(4)
في " تهذيب " ابن عساكر: سمع الحديث من نحو من أربع مئة شيخ.
أُنْبِئت عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَبِي (1) ، سَمِعْتُ مَعْمَرَ بن الفَاخر، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَعبد الرَّحِيْم بن عَلِيٍّ الحَاجِي يَقُوْلَانِ:
سمِعنَا مُحَمَّدَ بنَ طَاهِرٍ الحَافِظ، سَمِعْتُ المرتضَى أَبَا الحَسَنِ المُطَهِّر بن عَلِيٍّ العَلَوِيّ بِالرَّيّ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ أَبَا سَعدٍ السَّمَّان إِمَام المُعْتَزِلَة، يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَكتُبِ الحَدِيْثَ لَمْ يَتَغَرْغَرْ بِحَلَاوَةِ الإِسْلَام (2) .
وَبِهِ: قَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ أَبَا مَنْصُوْر عَبْدَ الرَّحِيْم بن مُظَفَّر بِالرَّيِّ عَنْ وَفَاة أَبِي سَعْدٍ السَّمَّان الرَّازِيّ، فَقَالَ: فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِيْنَ (3) .
قَالَ: وَكَانَ عَدْلِيَّ المَذْهَب - يَعْنِي: مُعْتَزِليَا (4) - وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَةُ آلَاف وَسِتُّ مائَة شَيْخ (5) ، وَصَنَّفَ كتباً كَثِيْرَة، وَلَمْ يَتَأَهَّل قَطُّ.
وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي: كَانَ أَبُو سَعْدٍ مِنَ الحُفَّاظِ الكِبَار، زَاهِداً وَرِعاً، وَكَانَ يَذْهَب إِلَى الاعتزَال (6) .
أَنبؤونَا عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيّ قَالَ:
وَجَدْتُ عَلَى ظهر جُزْء: مَاتَ الزَّاهِدُ أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ السَّمَّانُ فِي شَعْبَانَ سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، شَيْخُ العَدْليَّة
(1) هو الامام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، المعروف بابن عساكر، المتوفى سنة (571) هـ سترد ترجمته.
(2)
انظر " تهذيب تاريخ دمشق " 3 / 38.
(3)
في " تهذيب " ابن عساكر: وكانت وفاته سنة ثلاث، وقيل سبع، وقيل خمس وأربعين، وقد أورده ابن تغري بردي في وفيات سنة ثلاث وأربعين، وأورده ابن كثير في وفيات خمس وأربعين.
(4)
لانهم يسمون أنفسهم " أهل العدل ".
(5)
عقب الذهبي على هذا القول في " تذكرة الحفاظ " 3 / 1122 بقوله: قلت: هذا العدد لشيوخه لا أعتقد وجوده ولا يمكن.
(6)
انظر " تهذيب تاريخ دمشق " 3 / 38 - 39.
وَعَالِمُهُم، وَفَقِيْهُهُم وَمُحَدِّثُهُم، وَكَانَ إِمَاماً بِلَا مُدَافعَة فِي القِرَاءات، وَالحَدِيْثِ وَالرِّجَال، وَالفَرَائِضِ وَالشروط، عَالِماً بفقهِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَبَالخلَافِ بَيْنَ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيّ وَفقه الزَّيْدِيَّة.
قَالَ: وَكَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الحَسَن البَصْرِيّ (1) ، وَمَذْهَبَ الشَّيْخ أَبِي هَاشِمٍ (2) ، وَدَخَلَ الشَّام وَالحِجَاز وَالمَغْرِب، وَقرَأَ عَلَى ثَلَاثَة آلَاف شَيْخ، وَقصد أَصْبَهَانَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ لطلب الحَدِيْث (3) .
قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ فِي مَدحه: إِنَّهُ مَا شَاهَد مِثْلَ نَفْسِهِ، كَانَ تَارِيخ الزَّمَان وَشيخَ الإِسْلَامِ (4) .
قُلْتُ: وَذَكَرَ أَشيَاء فِي وَصْفِهِ، وَأَنَّى يُوصَفُ مِنْ قَدِ اعتزلَ وَابتدعَ، وَبَالكِتَاب وَالسّنَة فَقَلَّ مَا انْتفع؟ فَهَذَا عِبْرَة، وَالتَّوفِيقُ فَمِنَ الله وَحْدَه.
هَتَفَ الذَّكَاءُ وَقَالَ لَسْتُ بنَافِعٍ
…
إِلَاّ بتَوفِيقٍ مِنَ الوَهَّابِ
وَأَمَّا قَوْل القَائِل: كَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الحَسَنِ، فَمَرْدُوْدٌ، قَدْ كَانَتْ هَفْوَةٌ فِي ذَلِكَ مِنَ الحَسَنِ، وَثَبَتَ أَنَّهُ رَجَعَ عَنْهَا (5) وَللهِ الحَمْدُ.
(1) في " الجواهر المضية ": وكان يذهب مذهب أبي الحسين البصري، وأشار محققه إلى أنه ورد في " الطبقات السنية ": أبو الحسن، ثم قال: ولعل الصواب: " أبو عبد الله الحسين بن علي المتوفى سنة (369) هـ.
وهو ممن أخذ الكلام عن الجبائي " وكل ذلك خطأ.
والصواب ما هنا، وسيبين المؤلف ذلك في تعليقه على هذا الخبر.
(2)
هو شيخ المعتزلة أبو هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب البصري الجبائي،
المتوفى سنة (321) هـ، مرت ترجمته في الجزء الخامس عشر برقم (32) .
(3)
انظر " تهذيب تاريخ دمشق " 3 / 38، 39.
(4)
المصدر السابق.
(5)
المقصود بذلك كلامه في القدر الذي ابتدعه المعتزلة، انظر ترجمة الحسن البصري في الجزء الرابع من هذا الكتاب برقم (223) .
وَأَمَّا أَبُو هَاشِمٍ الجُبَّائِيُّ، وَأَبُوْهُ أَبُو عَلِيٍّ فَمِنْ رُؤُوْس المُعْتَزِلَة، وَمِنَ الجَهَلَةِ بآثَار النُّبُوَّة، برعُوا فِي الفلسفَة وَالكَلَام، وَمَا شَمُّوا رَائِحَةَ الإِسْلَام، وَلَوْ تَغَرْغَرَ أَبُو سَعدٍ بحَلَاوَة الإِسْلَام، لَانتَفَعَ بِالحَدِيْثِ.
فَنسَأَلُ الله تَعَالَى أَنْ يَحْفَظُ عَلَيْنَا إِيْمَاننَا وَتوحيدنَا.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْر، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مَرْدَكْ بِالرَّيّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عَلِيٍّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَكَّةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاق، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْر، عَنْ عَلِيّ رضي الله عنه قَالَ:
خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رضي الله عنهما (1) -.
قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَسُلَيْمَانَ بنِ قُدَامَةَ، وَأَبِي (2) عَلِيّ بن الخَلَاّل:
أَخبركُم جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا كُوهِي ابْنُ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَهْل بنِ عَسْكَر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ صَلَاةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخَذَ عَنْ عَطَاء، وَأَخَذَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ
(1) رجاله ثقات، وأخرجه أحمد 1 / 112 و113 و114 و115 و126 و128 من طرق عن عبد خير، عن علي، وأخرجه أحمد وابنه عبد الله 1 / 106 و110 و127 من طرق عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي، عن علي، وأخرجه البخاري (3671) في فضائل الصحابة، وأبو داود (4729) كلاهما من طريق محمد بن كثير، حدثنا سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلى، عن محمد بن الحنفية، قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
(2)
في الأصل: أبو.