الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِيتنَاشدُوْنَ الأَشعَارَ، وَيَتَذَاكَرُوْنَ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ (1) .
قَالَ ابْنُ الأَبَّار (2) فِي (الأَرْبَعِيْنَ) لَهُ: وَفِي (التّمهيد) يَقُوْلُ مُؤَلّفُه:
سَمِيْرُ فُؤَادِي مُذْ ثَلَاثُونَ حِجَّةً
…
وَصَيْقَلُ ذِهْنِي وَالمُفَرِّجُ عَنْ هَمِّي
بَسَطْتُ لَكُم فِيْهِ كَلَامَ نَبِيِّكُم
…
بِمَا فِي مَعَانِيهِ مِنَ الفِقْهِ وَالعِلْمِ
وَفِيْهِ مِنَ الآثَارِ مَا يُقْتَدَى بِهِ
…
إِلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَيَنَهَى عَنِ الظُّلْمِ
86 - البَيْهَقِيُّ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى *
هُوَ الحَافِظُ العَلَاّمَةُ، الثَّبْتُ، الفَقِيْهُ، شَيْخُ الإِسْلَامِ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
(1) إبراهيم العبسي: هو ابن عثمان أبو شيبة الكوفي قاضي واسط متروك الحديث كما في " التقريب " وأخرج أحمد 5 / 91، ومسلم (670) في المساجد: باب فضل الجلوس في مصلاه بعد صلاة الصبح من طريقين عن سماك بن حرب قال: سألت جابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس، قام، فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم، وكانوا يتحدثون.
وهو في سنن النسائي 3 / 80، 81، وفي رواية لأحمد، شهدت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مئة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاهلية، فربما تبسم معهم، ولابن أبي شيبة بسند حسن فيما قاله الحافظ في " الفتح " 10 / 540 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الاشعار في مجالسهم، ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء دارت حماليق عينيه، ومن طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: كنت أجالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي في المسجد، فيتناشدون الاشعار، ويذكرون حديث الجاهلية.
(2)
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي، المعروف بابن الابار، المتوفى سنة (658) هـ صاحب كتاب " الحلة السيراء ".
(*) الأنساب 2 / 381، تبيين كذب المفتري: 265 - 267، المنتظم 8 / 242، معجم البلدان 1 / 538، و2 / 370، منتخب السياق، 30، الكامل لابن الأثير 10 / 52، اللباب 1 / 202، طبقات الشافعية لابن الصلاح: الورقة 32 ب، المبهمات للنووي ورقة 35 أ، أسماء الرجال للطيبي ورقة 47 أ، وفيات الأعيان 1 / 75، 76، المختصر في أخبار البشر 2 / 185، 186، تذكرة الحفاظ 2 / 1132 - 1135، العبر 3 / 242، دول الإسلام 1 / 269، تتمة المختصر 1 / 559، 560، الوافي بالوفيات 6 / 354، طبقات السبكي 4 / 8 - 16، طبقات =
بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخُسْرَوْجِرديُّ (1) ، الخُرَاسَانِيُّ.
وَبَيْهَق: عِدَّة قُرَى مِنْ أَعْمَالِ نَيْسَابُوْر عَلَى يَوْمَيْن مِنْهَا.
وُلِدَ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلَاثِ مائَة فِي شَعْبَانَ.
وَسَمِعَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ: أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ العَلَوِيّ؛ صَاحِبِ أَبِي حَامِدٍ بن الشَّرْقِيّ، وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ عِنْدَهُ، وَفَاته السَّمَاعُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي؛ صَاحِبِ أَبِي عوَانَة، وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة فِي الْبيُوع.
وَسَمِعَ مِنَ: الحَاكِم أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَافِظ، فَأَكْثَر جِدّاً، وَتَخَرَّج بِهِ، وَمِنْ أَبِي طَاهِر بن مَحْمِش الفَقِيْه، وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرُّوْذْبارِي، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ فُوْرَك المُتَكَلِّم، وَحَمْزَة بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَيَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبِي سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السقَّا، وَظَفَرِ بن مُحَمَّدٍ العَلَوِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَالِيْنِيّ الصُّوْفِيّ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ المُؤمّلِي، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ البِسْطَامِي، وَمُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الفَقِيْه، بِالطابَرَان (2) ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
وَمِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْر، بنَوقَان.
وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الشيرَازِي، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ
= الاسنوي 1 / 198 - 200، البداية 12 / 94، النجوم الزاهرة 5 / 77، 78، طبقات الحفاظ: 433، 434، مفتاح السعادة 2 / 143، طبقات ابن هداية الله: 159، 160، كشف الظنون 1 / 9، 53، 175، 261، شذرات الذهب 3 / 304، 305، روضات الجنات: 69، 70، هدية العارفين 1 / 78، الرسالة المستطرفة:33.
(1)
بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء (وضمها ياقوت) وسكون الواو وكسر الجيم وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى خسروجرد، وهي قرية من ناحية بيهق، وكانت قصبتها.
" الأنساب " 5 / 116.
(2)
هي إحدى مدينتي طوس وأكبرهما، والاخرى نوقان.
انظر " معجم البلدان " 3 / 4.
ابْن رَجَاء الأَدِيْب، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الشَّاذْيَاخِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُزَاحِم الصَّفَّار، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الفَامِي، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ الفَقِيْه، وَإِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العَطَّار، وَإِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ السُّوسِي، وَالحَسَنِ بن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ الْمُفَسّر، وَسَعِيْدِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدَان، وَأَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلُوْكِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المِهْرَجَانِي (1) ، وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي حَامِدٍ المُقْرِئ، وَعبدِ الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّدِ بنِ بَالويه، وَعُبَيْدِ بن مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ الإِسفرَايينِي، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدٍ السُّبْعِي، وَعَلِيِّ بن حَسَن الطَّهْمَانِي، وَمَنْصُوْرِ بنِ الحُسَيْنِ المُقْرِئ، وَمَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ؛ وَهَؤُلَاءِ العِشْرُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمّ (2) .
وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ: هِلَالِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الحَفَّار، وَعَلِيِّ بنِ يَعْقُوْبَ الإِيَادِيّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان، وَطَبَقَتهم.
وَبِمَكَّةَ مِنَ: الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فِرَاس، وَغَيْره.
وَبَالكُوْفَةِ مِنْ: جَنَاح بنِ نذِير القَاضِي، وَطَائِفَة.
وَبُورِكَ لَهُ فِي عِلمه، وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ النَّافعَةَ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ (سُنَن النَّسَائِيّ) ، وَلَا (سُنَن ابْنِ مَاجَه) ، وَلَا (جَامِعُ أَبِي عِيْسَى) بَلَى عِنْدَهُ عَنِ الحَاكِم وِقْرُ بعيرٍ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ، وَعِنْدَهُ (سُنَن أَبِي دَاوُدَ) عَالِياً، وَتَفَقَّهَ عَلَى نَاصِر العُمَرِيّ، وَغَيْرِهِ.
وَانقطع بقرِيته مُقْبِلاً عَلَى الْجمع وَالتَأْلِيف، فَعمل (السُّنَن الكَبِيْر) فِي
(1) بكسر الميم، وقد ذكر ابن الأثير في " اللباب " 3 / 274 أن هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما مدينة إسفراين، لقبها والد كسرى أنو شروان بالمهرجان لحسنها وخضرتها وصحة هوائها.
والثاني: نسبة إلى الجد.
(2)
هو مسند العصر أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأموي مولاهم النيسابوري، المتوفي سنة 346 هـ.
مرت ترجمته في الجزء الخامش عشر برقم (258) .
عشر مُجَلَّدَات (1) ، لَيْسَ لأَحدٍ مِثْلُهُ، وَأَلَّفَ كِتَابَ (السُّنَن وَالآثَار) فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَات (2) ، وَكِتَابَ (الأَسْمَاء وَالصِّفَات) فِي مُجَلَّدتين (3) ، وَكِتَابَ (المُعتقد) مُجَلَّد، وَكِتَابَ (البَعْث) مُجَلَّد، وَكِتَابَ (التَّرغِيب وَالتَّرهيب) مُجَلَّد، وَكِتَابَ (الدَّعوَات) مُجَلَّد، وَكِتَابَ (الزُّهْد) مُجَلَّد، وَكِتَابَ (الخلَافِيَات) ثَلَاث مُجَلَّدَات، وَكِتَابَ (نُصُوص الشَّافِعِيّ) مُجَلَّدَان، وَكِتَابَ (دلَائِل النُّبُوَّة) أَرْبَع مُجَلَّدَات (4) ، وَكِتَابَ (السُّنَن الصَّغِيْر) مُجَلَّد ضَخْم، وَكِتَابَ (شُعَب الإِيْمَان) مُجَلَّدَان (5) ، وَكِتَابَ (الْمدْخل إِلَى السُّنَن) مُجَلَّد، وَكِتَابَ (الآدَاب) مُجَلَّد، وَكِتَابَ (فَضَائِل الأَوقَات) مُجيليد، وَكِتَابَ (الأَرْبَعِيْنَ الكُبْرَى) مُجيليد، وَكِتَابَ (الأَرْبَعِيْنَ الصُّغْرَى) ، وَكِتَابَ (الرُّؤْيَة) جُزْء، وَكِتَابَ (الإِسْرَاء (6)) ، وَكِتَابَ (مَنَاقِب الشَّافِعِيّ) مُجَلَّد (7) ، وَكِتَابَ (مَنَاقِب أَحْمَد) مُجلَّد، وَكِتَابَ (فَضَائِل
(1) وقد طبع في الهند بمطبعة دائرة المعارف النظامية في حيدر أباد سنة 1344 - 1355 هـ في عشر مجلدات، وفي ذيله " الجوهر النقي " للعلامة علاء الدين بن علي بن عثمان المارديني الشهير بابن التركماني، المتوفي سنة 745 هـ.
(2)
ويسمى أيضا " معرفة السنن والآثار " وقد طبع الجزء الأول منه بتحقيق السيد أحمد صقر في مصر نشر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء أمهات كتب السنة.
(3)
طبع في حيدر آباد بالهند عام 1333 هـ في مجلد واحد، ثم أعيد طبعه في القاهرة في مطبعة السعادة عام 1358 هـ بتعليق العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري.
(4)
توجد منه عدة أجزاء في دار الكتب المصرية، انظر فهرس المخطوطات المصورة، الجزء الثاني، القسم الأول ص 133، 134.
(5)
توجد نسخة منه في ثلاث مجلدات في مكتبة أحمد الثالث برقم 499 حديث وعندنا منه نسخة مصورة.
وقد اختصره عدة علماء، منهم الامام أبو القاسم عمر بن عبد الرحمن القزويني الشافعي المتوفى سنة 699 هـ، وهو مختصر لطيف جدا اقتصر فيه على ذكر الشعب، مع إيراد دليل من الكتاب والسنة على كل شعبة وهو مطبوع.
(6)
ورد اسمه في " طبقات " السبكي: الاسرى، وفي " هدية العارفين ": الاسرار.
(7)
نشرته مكتبة دار التراث بالقاهرة عام 1971 م في مجلدين بتحقيق السيد أحمد صقر.
الصَّحَابَة) مُجلد، وَأَشيَاءَ لَا يَحضُرنِي ذكرهَا (1) .
قَالَ الحَافِظُ عبد الغَافِر بن إِسْمَاعِيْلَ فِي (تَارِيْخِهِ) :كَانَ البَيْهَقِيّ عَلَى سيرَة العُلَمَاء، قَانِعاً بِاليَسِيْر، مُتَجَمِّلاً فِي زُهْده وَوَرَعه.
(2)
وَقَالَ أَيْضاً: هُوَ أَبُو بَكْرٍ الفَقِيْهُ، الحَافِظُ الأُصُوْلِي، الدَّيِّنُ الوَرِع، وَاحِدُ زَمَانِهِ فِي الحِفْظِ، وَفَردُ أَقرَانه فِي الإِتْقَان وَالضَّبط، مِنْ كِبَارِ أَصْحَاب الحَاكِم، وَيَزِيْدُ عَلَى الحَاكِم بِأَنْوَاع مِنَ العلُوْم، كتبَ الحَدِيْثَ، وَحَفِظه مِنْ صبَاهُ، وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ، وَأَخَذَ فَنَّ الأُصُوْل، وَارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَالجِبَال وَالحِجَاز، ثُمَّ صَنَّف، وَتوَالِيفُهُ تُقَارِبُ أَلفَ جُزْءٍ مِمَّا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ، جمع بَيْنَ علم الحَدِيْث وَالفِقْه، وَبيَانِ علل الحَدِيْث، وَوجهِ الْجمع بَيْنَ الأَحَادِيْث، طلبَ مِنْهُ الأَئِمَّةُ الَانتقَالَ مَنْ بَيْهَقَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ، لسَمَاع الكُتُب، فَأَتَى فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَعَقدُوا لَهُ المَجْلِس لسَمَاع كِتَاب (المَعْرِفَة (3)) وَحضره الأَئِمَّة (4) .
قَالَ شَيْخُ القُضَاة أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ البَيْهَقِيّ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حِيْنَ ابْتدَأْتُ بتصنِيف هَذَا الكِتَاب - يَعْنِي: كِتَاب (المَعْرِفَة فِي السُّنَن وَالآثَار) - وَفرغتُ مِنْ تَهْذِيْب أَجزَاء مِنْهُ، سَمِعْتُ الفَقِيْه مُحَمَّد بن أَحْمَدَ (5) - وَهُوَ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِي وَأَكْثَرهم تِلَاوَة وَأَصدقهم لَهْجَة - يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الشَّافِعِيّ -
(1) منها " المبسوط في فروع الشافعية " قال في " كشف الظنون " 2 / 1582: وهو من أعظم كتبه قدرا، وأبسطها علما، يكون في عشرين مجلدا - اهـ.
وله رسالة مطبوعة في دلهي بالهند باسم: " القراءة خلف الامام ".
(2)
انظر " تبيين كذب المفتري " 266، 267.
(3)
أي " معرفة السنن والآثار ".
(4)
انظر " تبيين كذب المفتري ": 266.
(5)
في " تبيين كذب المفتري ": سمعت الفقيه أبا محمد أحمد بن أبي علي
…
رَحِمَهُ اللهُ - فِي النَّوْمِ، وَبِيَدِهِ أَجزَاءُ مِنْ هَذَا الكِتَاب وَهُوَ يَقُوْلُ: قَدْ كَتَبتُ اليَوْم مِنْ كِتَاب الفَقِيْه أَحْمَد سَبْعَة أَجزَاء - أَوْ قَالَ: قرَأْتُهَا -.
وَرَآهُ يَعْتَدُّ بِذَلِكَ.
قَالَ: وَفِي صبَاح ذَلِك اليَوْم رَأَى فَقِيْهٌ آخر منْ إِخْوَانِي الشَّافِعِيَّ قَاعِداً فِي الجَامِع عَلَى سرِير وَهُوَ يَقُوْلُ: قَدِ اسْتفدتُ اليَوْمَ مِنْ كِتَاب الفَقِيْهِ حَدِيْثَ كَذَا وَكَذَا (1) .
وَأَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الفَقِيْه أَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ الحَافِظ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ الفَقِيْه مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ المَرْوَزِيّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي المَنَامِ كَأنَّ تَابوتاً علَا فِي السَّمَاءِ يَعلُوْهُ نورٌ.
فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟
قَالَ: هَذِهِ تَصنِيفَاتُ أَحْمَد البَيْهَقِيّ.
ثُمَّ قَالَ شَيْخُ القُضَاة: سَمِعْتُ الحِكَايَاتِ الثَّلَاثَة مِنَ الثَّلَاثَة المَذْكُوْرِيْنَ (2) .
قُلْتُ: هَذِهِ رُؤْيَا حق، فَتصَانِيفُ البَيْهَقِيّ عَظِيْمَةُ الْقدر، غزِيْرَةُ الفَوَائِد، قلَّ مَنْ جَوَّد تَوَالِيفَهُ مِثْل الإِمَام أَبِي بَكْرٍ، فَيَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَعتَنِي بِهَؤُلَاءِ سِيمَا (سُننَه الكَبِيْر) وَقَدْ قَدِمَ قَبْلَ مَوْته بِسَنَة أَوْ أَكْثَر إِلَى نَيْسَابُوْرَ، وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَةُ، وَسَمِعُوا مِنْهُ كُتُبهُ، وَجُلِبَتْ إِلَى العِرَاقِ وَالشَّام وَالنَّوَاحِي، وَاعْتَنَى بِهَا الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيّ، وَسَمِعَهَا مِنْ أَصْحَابِ البَيْهَقِيّ، وَنقلَهَا إِلَى دِمَشْقَ هُوَ وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ.
وَبَلَغَنَا عَنْ إِمَام الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيّ قَالَ: مَا مِنْ فَقِيْهٍ شَافعِيٍّ إِلَاّ وَللشَافعِيّ عَلَيْهِ مِنَّةٌ إِلَاّ أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيّ، فَإِنَّ المِنَّةَ لَهُ عَلَى الشَّافِعِيّ لِتَصَانِيْفه فِي نُصرَة مَذْهَبِهِ (3) .
(1)" تبيين كذب المفتري ": 267.
(2)
المصدر السابق.
(3)
" تبيين كذب المفتري " 266، و" وفيات الأعيان " 1 / 76، و" المختصر في أخبار البشر " 2 / 186.
قُلْتُ: أَصَاب أَبُو المَعَالِي، هَكَذَا هُوَ، وَلَوْ شَاءَ البَيْهَقِيّ أَنْ يَعمل لِنَفْسِهِ مَذْهَباً يَجتهد فِيْهِ؛ لَكَانَ قَادِراً عَلَى ذَلِكَ، لسعَة علُوْمه، وَمَعْرِفَته بِالاخْتِلَاف، وَلِهَذَا ترَاهُ يُلوِّح بِنَصْر مَسَائِل مِمَّا صَحَّ فِيْهَا الحَدِيْثُ.
وَلَمَّا سَمِعُوا مِنْهُ مَا أَحَبّوا فِي قَدَمته الأَخيرَة، مرض، وَحَضَرت المنِيَّة، فَتُوُفِّيَ: فِي عَاشر شَهْر جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ (1) وَأَرْبَعِ مائَة، فَغُسِّلَ وَكُفِّنَ، وَعُمِلَ لَهُ تَابوت، فَنُقِلَ وَدُفِنَ بِبيهق؛ وَهِيَ نَاحِيَةٌ قصبتُهَا خُسْرَوْجِرد، هِيَ مَحْتِدهُ، وَهِيَ عَلَى يَوْمَيْن مِنْ نَيْسَابُوْر، وَعَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
وَمِنَ الرُّوَاة عَنْهُ: شَيْخُ الإِسْلَامِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، بِالإِجَازَة، وَوَلَده إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، وَحَفِيْده أَبُو الحَسَنِ عبيدُ الله بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَنْدَة الحَافِظ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفَرَاوِي، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ، وَعبدُ الجَبَّار بن عَبْدِ الوَهَّابِ الدَّهَان، وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي (2) ، وَأَخُوْهُ عبدُ الحمِيد بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحيرِي النَّيْسَابُوْرِيّ؛ المُتوفَى سَنَة أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم.
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ شَمَة الأَصْبَهَانِيّ (3) ، صَاحِبُ ابْنِ المُقْرِئ، وَإِمَام اللُّغَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سيدَة (4) ، وَشيخُ الحنَابلَة القَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاء البَغْدَادِيّ (5) .
(1) تفرد ياقوت بذكر وفاته سنة أربع وخمسين.
انظر " معجم البلدان " 1 / 538.
(2)
نسبة إلى خوار: قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور " معجم البلدان " 3 / 394.
(3)
تقدمت ترجمته برقم (82) .
(4)
تقدمت ترجمته برقم (78) .
(5)
تقدمت ترجمته برقم (40) .