الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: وَأَجَاز لِلقَاضِي عيَاض، وَقَالَ (1) :كَانَ حَافِظاً لِلْخلَاف وَالمنَاظرَة.
لَهُ النَّظم وَالأَدب، وَكَانَ دَيِّناً، وَرِعاً، تخلَّى عَنْ تَرِكَةِ أَبِيْهِ لِقَبُولِهِ جَوَائِز السُّلْطَان، وَكَانَتْ وَافرَةً حَتَّى احْتَاجَ بَعْدُ.
قُلْتُ: ارْتَحَلَ وَرَأَى بَغْدَاد وَاليَمَن، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِجُدَّةَ بَعْد الحَجّ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة كَهْلاً (2) .
276 - أَبُو جَعْفَرٍ الهَاشِمِيُّ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ *
الإِمَامُ، شَيْخُ الحَنْبَلِيَّة، أَبُو جَعْفَرٍ عبدُ الخَالِقِ بنِ أَبِي مُوْسَى عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْبَدِ ابْن عَمِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، البَغْدَادِيُّ.
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَسَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بنَ بِشْرَان، وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ الحَرَّانِيّ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الخَلَاّل، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ وَغَيْرهُ، وَهُوَ أَكْبَرُ تَلَامِذَةِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى.
(1) قال القاضي عياض في " ترتيب المدارك " 4 / 807 في ترجمة أبيه أبي الوليد: " وكان له ابنان أحدهما أبو القاسم خلف مجلسه، وسيأتي ذكره " ولكنه لم يورده بعد ذلك، فلعله سقط من الكتاب.
(2)
انظر " الصلة 1 / 71، و" الديباج المذهب " 1 / 183.
(*) المنتظم 8 / 315 - 317، العبر 3 / 273 - 274، دول الإسلام 2 / 5، البداية والنهاية 12 / 119، ذيل طبقات الحنابلة 1 / 15 - 26، النجوم الزاهرة 5 / 106، شذرات الذهب 3 / 336 - 337.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ حَسَنَ الكَلَامِ فِي المُنَاظرَةِ، وَرِعاً زَاهِداً، مُتْقِناً، عَالِماً بِأَحكَامِ القُرْآن وَالفَرَائِضِ (1) .
وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: لَزِمْتُهُ خَمْسَ سِنِيْنَ، وَكَانَ إِذَا بلغَه مُنْكَرٌ، عَظُمَ عَلَيْهِ جِدّاً، وَكَانَ شدِيداً عَلَى المُبْتَدِعَة، لَمْ تَزل كَلِمَتُهُ عَالِيَةٌ عَلَيْهِم، وَأَصْحَابُهُ يَقمعونهُم، وَلَا يَردُّهم أَحَد، وَكَانَ عَفِيْفاً نَزِهاً، دَرَّس بِمسجده، ثُمَّ انْتقل إِلَى الجَانب الشَّرْقِيّ يُدَرِّس، ثُمَّ درَّس بِجَامِع المَهْدِيّ، وَلَمَّا احْتُضِرَ أَبُو يَعْلَى (2) ، أَوْصَاهُ أَنْ يُغَسِّلَهُ، وَكَذَا لمَا احتُضِرَ الخَلِيْفَةُ القَائِم أَوْصَى أَنْ يُغَسِّلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، فَفَعَل، وَمَا أَخَذَ شَيْئاً مِمَّا وَصَّى لَهُ بِهِ، حَتَّى قِيْلَ لَهُ: خُذْ قَمِيْصَ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ لِلْبَرَكَةِ فَنَشَّفَهُ (3) بفوطَة وَقَالَ: حَصَلَتِ البركَة.
ثُمَّ اسْتدعَى المُقتدي، فَبَايَعَهُ منفرداً
…
إِلَى أَنْ قَالَ:
وَأُخِذَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي فِتْنَة ابْنِ القُشَيْرِيّ (4) ، وَحُبِسَ أَيَّاماً، فَسرَد الصَّوْمَ، وَمَا أَكل لأَحدٍ شَيْئاً، وَدَخَلْتُ، فَرَأَيْتُهُ يَقرَأُ فِي المُصْحَف، وَمَرِضَ، فَلَمَّا ثَقُلَ وَضَجَّ النَّاسُ مِنْ حَبْسِهِ، أُخرج إِلَى الحرِيْم، فَمَاتَ هُنَاكَ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، وَدُفِنَ إِلَى جَانب قَبْر الإِمَام أَحْمَد، وَلَزِمَ النَّاسُ قَبْره مُدَّةً حَتَّى قِيْلَ: خُتِمَ عَلَى قَبْرِهِ عَشْرَة آلَافِ خَتمَة.
(1) انظر " ذيل طبقات الحنابلة " 1 / 16.
(2)
هو القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء شيخ الحنابلة المتوفي سنة (458) وقد تقدمت ترجمته برقم (40) .
(3)
في الأصل: فشقه، وهو خطأ، والتصويب من " المنتظم " 8 / 316، و" ذيل طبقات الحنابلة " 1 / 17.
(4)
والتي وقعت بين الحنابلة والاشعرية، انظر تفصيل ذلك في " ذيل طبقات الحنابلة " 1 / 19 - 22، و" طبقات " السبكي 3 / 389 وما بعدها.
(5)
" المنتظم " 8 / 316 - 317، و" ذيل طبقات الحنابلة " 1 / 17 و22 و23، و" البداية والنهاية " 12 / 129.