الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَرْبَعِ مائَة وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ.
وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَكَانَ رَئِيْسَ المُحَدِّثِيْنَ بسَرْخَس.
وَفِيْهَا (1) مَاتَ: أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَد بن مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ (2) ، وَإِبْرَاهِيْم (3) بن مَنْصُوْر سِبْط بَحْرُويه، وَأَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيّ (4) ، وَمُصَنِّفُ (العنوَان) أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ خَلَف (5) بِمِصْرَ، وَالسُّلْطَانُ طُغْرُلْبَك السَّلْجُوْقِي (6) ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حمدُوْنَ السُّلَمِيّ (7) ، وَأَبُو الخَطَّاب العَلَاء بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ حَزْمٍ الرَّحَّال نَسيبُ أَبِي مُحَمَّدٍ الفَقِيْه شَابّاً.
73 - ابْنُ بُنْدَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ العِجْلِيُّ *
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلَامِ، أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارٍ العِجْلِيُّ، الرَّازِيُّ، المَكِّيُّ المَوْلِدِ، المُقْرِئُ.
تَلَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ المُجَاهِدي؛ تِلْمِيْذِ ابْن مُجَاهِد، وَتَلَا بِحرف ابْن
(1) أي في سنة (455) .
(2)
تقدمت ترجمته برقم (63) .
(3)
تقدمت ترجمته برقم (33) .
(4)
تقدمت ترجمته برقم (35) .
(5)
الأنصاري الأندلسي السرقسطي، وكتابه " العنوان " في القراءات، مترجم في:" الصلة " 1 / 105، و" معجم الأدباء " 6 / 165 - 167، و" وفيات الأعيان " 1 / 233، و" معرفة القراء " 1 / 341، و" الوافي بالوفيات " 9 / 116، و" غاية النهاية " 1 / 164.
(6)
تقدمت ترجمته برقم (52) .
(7)
تقدمت ترجمته برقم (45) .
(*) التقييد: الورقة: 50 أ، العبر 3 / 232، تذكرة الحفاظ 3 / 1128، معرفة القراء الكبار 1 / 335 - 338، غاية النهاية 1 / 361 - 363، النجوم الزاهرة 5 / 71، بغية الوعاة 2 / 75، شذرات الذهب 3 / 293.
عَامِرٍ عَلَى مُقْرِئ دِمَشْق عَلِيِّ بن دَاوُدَ الدَّارَانِي، وَتَلَا بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي، وَجَمَاعَة.
وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: أَحْمَد بن فِرَاس، وَعَلِيِّ بن جَعْفَرٍ السيروَانِي الزَّاهِد، وَوَالدِه أَبِي العَبَّاسِ بن بُنْدَار، وَبَالرَّيّ مِنْ جَعْفَرِ بن فنَاكِي.
وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ الرّفَاء، وَعِدَّة.
وَبِدِمَشْقَ مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ الكِلَابِيّ.
وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة.
وَبِالبَصْرَةِ، وَالكُوْفَة، وَحَرَّان، وَتستر، وَالرُّهَا، وَفَسَا، وَحِمْص، وَمِصْر، وَالرّملَة، وَنِيسَابور، وَنَسَا، وَجُرْجَان، وَجَال فِي الآفَاق عَامَّة عُمُره، وَكَانَ مِنْ أَفرَادِ الدَّهْر عِلْماً وَعملاً.
أَخَذَ عَنْهُ: المُسْتغفرِي (1) أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَنَصْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشيرَازِيُّ؛ شَيْخٌ لِلسِّلَفِيِّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخلَاّل، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ سَعْدَوَيْه، وَفَاطِمَةُ بِنْت البَغْدَادِيّ، وَخَلْق.
وَلحقَ بِمِصْرَ أَبَا مُسْلِمٍ الكَاتِب (2) .
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ ثِقَةً، جَوَّالاً، إِمَاماً فِي القِرَاءات، أَوحدَ فِي طرِيقِهِ، كَانَ الشُّيُوْخ يُعَظِّمُونَهُ، وَكَانَ لَا يَسْكُنُ الخَوَانِق، بَلْ يَأْوِي إِلَى مَسْجِد خرَابٍ، فَإِذَا عُرِفَ مَكَانُه نَزَحَ، وَكَانَ لَا يَأْخُذُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً، فَإِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ آثَرَ بِهِ (3) .
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: قرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن جَمَاعَةٌ، وَخَرَجَ مِنْ عِنْدنَا إِلَى
(1) هو أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري النسفي، المتوفى سنة (342) هـ.
وقد مرت ترجمته في الجزء السابع عشر برقم (372) .
(2)
مرت ترجمته في الجزء السادس عشر برقم (411) .
(3)
انظر " معرفة القراء الكبار " 1 / 336.
كَرْمَان، فَحَدَّثَ بِهَا.
وَتُوُفِّيَ فِي بلد أَوْشِير: فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ: وَوُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَة، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَرع، مُتَدَيِّن، عَارِفٌ بِالقِرَاءات، عَالِمٌ بِالأَدب وَالنَّحْو، هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهِ مِثْلِي، وَأَشهرُ مِنَ الشَّمْس، وَأَضوَأُ مِنَ القَمَر، ذُو فُنُوْن مِنَ العِلْمِ، وَكَانَ مَهِيْباً منظوراً، فَصِيْحاً، حسنَ الطّرِيقَة، كَبِيْرَ الْوَزْن (1) .
قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ عبدَ السَّلام بن سَلَمَةَ بِمَرَنْدَ (2) يَقُوْلُ: اقْتَدَى أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيُّ بِالسيروَانِي شَيْخِ الحَرم، وَصَحِبَ السيروَانِيُّ أَبَا مُحَمَّدٍ المُرْتَعِشَ (3) صَاحِبَ الجُنَيْدِ.
وَقَالَ الخلَاّل: خَرَجَ أَبُو الفَضْلِ الإِمَامُ نَحْو كَرْمَان، فَشيَّعه النَّاسُ، فَصرفهُم، وَقصد الطَّرِيْق وَحْدَه، وَهُوَ يَقُوْلُ:
إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ إِمَامُنَا
…
كَفَى لِمَطَايَانَا بِذِكْرَاكَ حَادِيَا (4)
قَالَ الخَلَاّلُ: وَأَنشدنِي لِنَفْسِهِ:
يَا مَوْتُ مَا أَجْفَاكَ مِنْ زَائِرٍ
…
تَنْزِلُ بِالمَرْءِ عَلَى رَغْمِهِ
وَتَأْخُذُ العَذْرَاءَ مِنْ خِدْرِهَا
…
وَتَأْخُذُ الوَاحِدَ مِنْ أُمِّهِ
قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي (الذّيل) :كَانَ مُقْرِئاً فَاضِلاً، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف،
(1) انظر " معرفة القراء الكبار " 1 / 337.
(2)
قال ياقوت: بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ودال: من مشاهير مدن أذربيجان، بينها وبين تبريز يومان
…
(3)
مرت ترجمته في الجزء الخامس عشر برقم (87) .
(4)
البيت مع الخبر في " معرفة القراء الكبار " 1 / 337.
حَسَنَ السِّيْرَةِ، زَاهِداً، مُتَعَبِّداً، خَشِنَ الْعَيْش، منفرداً، قَانِعاً، يُقرِئ وَيُسمِعُ فِي أَكْثَر أَوقَاتِهِ، وَكَانَ يُسَافر وَحْدَه، وَيدخل البَرَارِي (1) .
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق قَالَ:
وَردَ عَلَيْنَا الإِمَامُ الأَوحدُ أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيّ - لَقَّاهُ اللهُ رضوَانه، وَأَسكنه جنَانَه - وَكَانَ إِمَاماً مِنَ الأَئِمَّةِ الثِّقَات فِي الحَدِيْثِ وَالروَايَات وَالسّنَة وَالآيَات، ذِكْرُهُ يَملأُ الْفَم، وَيَذْرِفُ الْعين، قَدِمَ أَصْبَهَان مرَاراً، سَمِعْتُ مِنْهُ قطعَةً صَالِحَةً، وَكَانَ رَجُلاً مَهِيْباً، مديدَ القَامَة، وَلياً مِنْ أَوْلِيَاء الله، صَاحِبَ كَرَامَات، طَوَّفَ الدُّنْيَا مُفِيداً وَمُسْتفِيداً (2) .
وَقَالَ الخلَاّل: كَانَ أَبُو الفَضْلِ فِي طَرِيْق، وَمَعَهُ خُبْز وَفَانِيذ (3) ، فَأَرَادَ قُطَّاعَ الطَّرِيْق أَخَذَه مِنْهُ، فَدَفَعهم بعَصَاهُ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لأَنَّه كَانَ حَلَالاً، وَرُبَّمَا كُنْت لَا أَجِدُ مِثْله (4) .
وَدَخَلَ كَرْمَان فِي هَيئَةٍ رَثَّةٍ وَعَلَيْهِ أَخلَاقٌ وَأَسمَال، فَحُمِلَ إِلَى الْملك، وَقَالُوا: جَاسوس.
فَقَالَ المَلِكُ: مَا الخَبَر؟
قَالَ: تسَأَلُنِي عَنْ خَبَرِ الأَرْضِ أَوْ خَبَر السَّمَاء؟ فَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ خَبَر السَّمَاء ف* ـ {كُلُّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرَّحْمَن:29] وَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ خَبَر الأَرْض فـ {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرَّحْمَن:26] فَتَعَجَّبَ المَلِكُ مِنْ كَلَامِهِ، وَأَكْرَمَهُ، وَعرض عَلَيْهِ مَالاً، فَلَمْ يَقبله (5) .
(1) انظر " معرفة القراء الكبار " 1 / 336.
(2)
" معرفة القراء الكبار " 1 / 337.
(3)
نوع من الحلواء يعمل بالنشاء معرب بانيذ، وقد تصحفت في " معرفة القراء الكبار " إلى: القانيد.
(4)
" معرفة القراء الكبار " 1 / 337.
(5)
" معرفة القراء الكبار " 1 / 338.