الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أضف إلى ذلك كله أن هذا تشويه للحقائق وكذب على التاريخ، وأن الأمم التي تريد أن تحيا نبيلة عظيمة صحيحة يجب أن تكون أرفع من تنحدر إلى ذلك.
وقد تكون المصيبة هينة لو أن صاحب هذا القول رجل من عُرض الناس، ولكنه رجل كاهن قانوني مثقف يمثل أحسن طبقات قومه. ثم إن البابا نفسه قد استحسن كتابه: قد استحسن اتجاهه واستحسن تفاصيل ما فيه من حوادث وأحكام واستحسن أسلوبه.
وَاجِبُ الحُكُومَاتِ الوَطَنِيَّةِ:
وبعد، فإن من أولويات الحكومات الوطنية أن تزيل أسباب التنافر والشقاق بإزالة هذا النوع من الكتب من بين أيدي طلاب اليوم ورجال الغد كي توجد في كل قطر وفي كل زمن وطنًا موحدًا سليمًا من الأحقاد والمخاطر؟
وهذا كتاب آخر يُدَرَّسُ مثلاً في الصف الرابع من المدرسة البطريركية في بيروت، وَيُدَرَّسُ بلا ريب في مدارس أخرى كثيرة في لبنان، وفي غير لبنان (وهو مطبوع في لبنان) والاسم الكامل لهذا الكتاب هو هذا:
" تاريخ محاضرات (ج. إيزاك). حررها (أ. ألبا) للشرق الأدنى "، لطلبة الصف الخامس (العصور الوسطى)، طبعته مطابع الآداب الفرنسية في بيروت (1).
جاء في هذا الكتاب:
ص 36 - «وَبَيْنَمَا كَانَ مُحَمَّدٌ يَعِظُ كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ يُدَوِّنُونَ كَلِمَاتِهِ عَلَى عَجَلٍ» .
ص 126 - «وَدَخَلَتْ فَلَسْطِينُ فِي سُلْطَانِ الكَفَرَةِ مُنْذُ القَرْنِ السَّابِعِ لِلْمِيلَادِ» .
(1) Histoire، cours J. Isaac، rédigée par A. Alba pour le Proche - Orient. Classe de 5 ème. Moyen Age . Les Lettres Francaises، Beyrouth
وهنالك أيضًا كتاب آخر يستحق اهتمامنا. اسمه " تاريخ فرنسا "(1)، تأليف هـ. غيومان وف. لو ستير (لصفوف الشهادة الابتدائية).
هذا الكتاب يُدَرَّسُ في مدرسة القديس يوسف للبنات في بيروت وفي مدارس هذه الإرسالية في غير بيروت بلا ريب (2) وقد جاء فيه مما نحن بصدده:
ص 80 - 81: «إِنَّ مُحَمَّدًا، مُؤَسِسُ دِينِ المُسْلِمِينَ، قَدْ أَمَرَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُخْضِعُوا العَالَمَ وَأَنْ يُبَدِّلُوا جَمِيعَ الأَدْيَانِ بِدِينِهِ هُوَ. مَا أَعْظَمَ الفَرْقَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الوَثَنِيِّينَ وَبَيْنَ النَّصَارَى. إِنَّ هَؤُلَاءِ العَرَبِ قَدْ فَرَضُوا دِينَهُمْ بِالقُوَّةِ وَقَالُوا لِلْنَّاسِ:" أَسْلِمُوا أَوْ تَمُوتُوا "، بَيْنَمَا أَتْبَاعُ المَسِيحِ رَبِحُوا النُّفُوسَ بِبِرِّهِمْ وَإِحْسَانِهِمْ.
مَاذَا كَانَتْ حَالُ العَالَمِ لَوْ أَنَّ العَرَبَ انْتَصَرُوا عَلَيْنَا؟ إِذَنْ لَكِنَّا نَحْنُ اليَوْمَ مُسْلِمِينَ كَالجَزَائِرِيِّينَ وَالمَرَّاكِشِيِّينَ».
بمثل هذا الحقد يكتب المبشرون الكتب، ويضعونها في المدارس لأبنائنا ثم يزعمون أنهم جاءوا للتعليم والتهذيب. لقد صدق العرب: إن فاقد الشيء لا يعطيه. أفبمثل هذا يسعى سعاة الأمم بأن يقروا السلام في العالم والاطمئنان بين الشعوب والأمم؟ إن الاطمئنان والسلام لن يسودا ما دام هؤلاء المبشرون يزرعون أرض العالم أحقادًا وبغضاء.
4 -
ويلحق بكتب التدريس التي عني بها المبشرون والتي تتضمن تهجمًا على العرب والإسلام كتب الخلافات، وهي كتب تتضمن ردودًا على الإسلام واعتراضات على عقائده وتاريخه (3). هذه الكتب لا تختلف كثيرًا عن النموذج الذي رأيناه قبل بضعة أسطر، ولكن يقصد بها طبقات القراء من الناس لا الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة فقط.
5 -
ومن سياسة المبشرين إقامة الاجتماعات التي تلقى فيها الخطب وتقام فيها المناظرات والمجادلات (4).
(1) Histoire de France ، du Cour moyen au certificat d'ètudes، par Guillemain et F. Le Ster، Paris . Les éditions des écoles ، 11، rue de Sèvres
(2)
قد تكون إدارة مدرسة القديس يوسف قد بدلت الآن هذا الكتاب بكتاب آخر أحسن منه اتجاهًا أو أسوأ. ولكن حينما كنا نضع كتابنا هذا؛ كان الكتاب المذكور يدرس هناك.
(3)
cf. Gairdner 285، 288
(4)
Gairdner 285، 288; cf. Re-Thinking Missions 163 - 264; cf. Methods of Missions 65 f