المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ جمعية الشبان المسيحيين " و " جمعية الشابات المسيحيات - التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

[مصطفى الخالدي]

فهرس الكتاب

- ‌إِهْدَاءُ الكِتَابِ:

- ‌مُقَدِّمَةُ الطَّبْعَةِ الثَّالِثَةِ:

- ‌الكَلِمَةُ الأُولَى: مِنْهَاجُ هَذَا الكِتَابِ:

- ‌‌‌الكَلِمَةُ الثَّانِيَةُ: رِسَالَةُ هَذَا الكِتَابِ:

- ‌الكَلِمَةُ الثَّانِيَةُ: رِسَالَةُ هَذَا الكِتَابِ:

- ‌مَصَادِرُ هَذَا الكِتَابِ:

- ‌تَوْطِئَةٌ: وَجْهُ الحَاجَةِ إِلَى هَذَا الكِتَابِ:

- ‌وفيما يلي موجز الاتهام والحكم

- ‌الفَصْلُ الأَوَّلُ: بَوَاعِثُ التَّبْشِيرِ الحَقِيقِيَّةِ:

- ‌أَثَرُ الحُرُوبِ الصَّلِيبِيَّةِ:

- ‌خَطَرُ الوَحْدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ عَلَى الغَرْبِ:

- ‌افْتِرَاءَاتُ المُبَشِّرِينَ:

- ‌الإِسْلَامُ وَالسَّيْفُ:

- ‌طَرِيقُ الاِسْتِعْمَارِ:

- ‌إِعْدَادُ المُبَشِّرِينَ:

- ‌الغَايَةُ تُبَرِّرُ الوَاسِطَةَ عِنْدَهُمْ:

- ‌جَنِينَةُ رَسْلَانْ:

- ‌تَنَافُسُ المُبَشِّرِينَ:

- ‌المُبَشِّرُونَ يَحْتَالُونَ عَلَى النِّظَامِ الجُمْرُكِيِّ:

- ‌الفَصْلُ الثَّانِي: التَّطْبِيبُ حِيلَةٌ لِلْتَّبْشِيرِ:

- ‌اِسْتِغْلَالُ آلَامِ البَشَرِ:

- ‌أَهَمِّيَّةُ المُسْتَوْصَفَاتِ وَالمُسْتَشْفَيَاتِ:

- ‌كِبَارُ أَطِبَّائِهِمْ مُبَشِّرُونَ:

- ‌اِعْتِرَافُهُمْ بِخِدَاعِ المَرْضَى:

- ‌جَهْلُهُمْ وَكُرْهُهُمْ لِلْعِلْمِ:

- ‌العُنْصُرُ النِّسَائِيُّ فِي التَّبْشِيرِ:

- ‌الفَصْلُ الثَّالِثُ: التَّعْلِيمُ مَيْدَانٌ فَسِيحٌ لِلْتَّبْشِيرِ:

- ‌لَيْسَ لِلْتَّعْلِيمِ عِنْدَهُمْ غَايَةُ سِوَى التَّبْشِيرُ:

- ‌كَيْفَ تَخْتَارُ هَذِهِ المَدَارِسُ أَسَاتِذَتَهَا

- ‌وَسَائِلُ التَّبْشِيرِ فِي أَثْنَاءِ التَّعْلِيمِ:

- ‌إِنَّ المُبَشِّرَ الأَوَّلَ هُوَ المَدْرَسَةُ

- ‌الكُتُبُ المَدْرَسِيَّةُ خَاصَّةً وَالطَّعْنُ عَلَى الإِسْلَامِ:

- ‌وَاجِبُ الحُكُومَاتِ الوَطَنِيَّةِ:

- ‌نَشَاطُ المُبَشِّرِينَ مِنْ طَرِيقِ التَّعْلِيمِ:

- ‌التَّبْشِيرُ وِفَادَةُ البِلَادِ فِي المُسْتَقْبَلِ:

- ‌نَشَاطُ المُبَشِّرِينَ فِي إِنْشَاءِ المَدَارِسِ:

- ‌إِجْبَارُ المُسْلِمِينَ عَلَى دُخُولِ الكَنِيسَةِ فِي مَدَارِسِ التَّبْشِيرِ:

- ‌التَّبْشِيرُ بَيْنَ الأُمِّيِّينَ:

- ‌التَّعْلِيمُ الرَّسْمِيُّ وَالتَّبْشِيرُ:

- ‌التَّعْلِيمُ النِّسَائِيُّ خَاصَّةً:

- ‌التَّبْشِيرُ بَيْنَ الدَّارِسِينَ فِي الخَارِجِ:

- ‌الفَصْلُ الرَّابِعُ: التَّعْلِيمُ مَيْدَانٌ فَسِيحٌ لِلْتَّبْشِيرِ:

- ‌1 - " مَدْرَسَةُ عَبِيهْ " (لُبْنَانُ):

- ‌2 - " كُلَّيَّةُ رُوبَرْتْ " فِي اسْتَانْبُولْ:

- ‌3 - " الجَامِعَةُ الأَمِرِيكِيَّةُ " فِي بَيْرُوتْ:

- ‌(هوارد بلس)

- ‌بْيَارْدْ ضُودْجْ:

- ‌سْتِيفَنْ بَنْرُوزْ:

- ‌4 - سَائِرُ المَدَرِاسِ الأَمِرِيكِيَّةِ:

- ‌6 - المُؤَسَّسَاتُ الفِرَنْسِيَّةِ:

- ‌الفَصْلُ الخَامِسُ: السِّيَاسَةُ طَرِيقُ التَّبْشِيرِ:

- ‌1 - تَعَاوُنُ التَّبْشِيرِ وَالسِّيَاسَةِ:

- ‌الحُرُوبُ الصَّلِيبِيَّةُ:

- ‌التَّبْشِيرُ وَالنُّفُوذُ الأَجْنَبِيُّ:

- ‌السِّلْكُ السِّيَاسِيُّ الأَجْنَبِيُّ يَحْمِي المُبَشِّرِينَ:

- ‌الجِنْسِيَّةُ الأَجْنَبِيَّةُ:

- ‌اليَسُوعِيُّونَ أَيْضًا:

- ‌اليَسُوعِيُّونَ وَالمُفَوِّضْ السَّامِي الفِرَنْسِيُّ:

- ‌سِيَاسَةُ الجِزْوِيتْ:

- ‌الفَصْلُ السَّادِسُ: السِّيَاسَةُ طَرِيقُ التَّبْشِيرِ:

- ‌2 - الفِتَنُ وَالحُرُوبُ فِي الشَّرْقِ:

- ‌إِثَارَةُ الحُرُوبِ:

- ‌الحِصَارُ العَسْكَرِيُّ عَلَى المُسْلِمِينَ وَإِبْعَادُهُمْ عَنْ الشَّوَاطِئِ:

- ‌الاِمْتِيَازَاتُ الأَجْنَبِيَّةُ:

- ‌إِثَارَةُ الاِضْطِرَابَاتِ ثُمَّ اِسْتِغْلَالُهَا:

- ‌فِتْنَةُ عَامِ 1860:

- ‌تَقْسِيمُ جَبَلِ لُبْنَانْ فِي القَرْنِ المَاضِي وَتَقْسِيمُ فِلِسْطِينَ اليَوْمَ:

- ‌الفَصْلُ السَّابِعُ: السِّيَاسَةُ طَرِيقُ التَّبْشِيرِ:

- ‌3 - الإِدَرَاةُ الأَجْنَبِيَّةُ فِي خِدْمَةِ التَّبْشِيرِ:

- ‌فِي صَمِيمِ التَّدَخُّلِ السِّيَاسِيِّ:

- ‌كَيْفَ دَخَلَ الإِنْجِلِيزُ إِلَى السُّودَانِ

- ‌فِرَنْسَا خَاصَّةً:

- ‌تَهَكُّمٌ وَاِسْتِهْزَاءٌ:

- ‌اِسْتِفْزَازٌ وَقِلَّةُ ذَوْقٍ:

- ‌التَّوْظِيفُ وَالطَّائِفِيَّةُ:

- ‌4 - الحَيَاةُ القَوْمِيَّةُ وَالاِقْتِصَادِيَّةُ:

- ‌الدَّعَوَاتُ الإِقْلِيمِيَّةُ وَالصُّهْيُونِيَّةُ:

- ‌حَذَارِ اليَسُوعِيِّينَ:

- ‌الحُرُوبُ وَالتَّبْشِيرُ:

- ‌التَّعَاوُنُ بَيْنَ التَّبْشِيرِ وَالسِّيَاسَةِ:

- ‌الحَرَكَةُ القَوْمِيَّة فِي الإِمْبْرَاطُورِيَّةِ العُثْمَانِيَّةِ:

- ‌التَّبْشِيرُ وَالوَطَنِيَّةُ:

- ‌الفَصْلُ الثَّامِنُ:‌‌ التَّبْشِيرُ وَالحَرَكَاتُ القَوْمِيَّةُ:

- ‌ التَّبْشِيرُ وَالحَرَكَاتُ القَوْمِيَّةُ:

- ‌التَّبْشِيرُ يَتَعَاوَنُ مَعَ الصُّهْيُونِيَّةِ:

- ‌الفَصْلُ التَّاسِعُ: الأَعْمَالُ الاِجْتِمَاعِيَّةُ طَرِيقُ التَّبْشِيرِ:

- ‌الإِحْسَانُ طَرِيقُ التَّبْشِيرِ:

- ‌أَيْنَ يَذْهَبُ مُعْظَمُ أَمْوَالُ الإِحْسَانِ

- ‌نَشْرُ الفَسَادِ:

- ‌ جَمْعِيَّةُ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةُ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ

- ‌المَرْأَةُ فَتَاةً وَأُمًّا:

- ‌مَاذَا تَضُمُّ هَذِهِ الأَنْدِيَةُ

- ‌مَا الهَدَفُ الصَّحِيحُ لِهَذِهِ الأَبْنِيَةِ

- ‌التَّعْلِيمُ المَجَّانِيُّ:

- ‌المَكْتَبَاتُ وَالتَّصْوِيرُ وَالاِسْتِكْشَافُ وَالنَّشْرُ:

- ‌الصَّحَافَةُ خَاصَّةٌ:

- ‌الكَشْفِيَّةُ وَالمُخَيَّمَاتُ:

- ‌اِنْتِعَاشُ القُرَى وَالصِّنَاعَةِ وَالزِّرَاعَةِ:

- ‌الفَصْلُ العَاشِرُ: تَشْوِيهُ الثَّقَافَةِ العَرَبِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ:

- ‌اللُّغَةُ العَامِّيَّةُ:

- ‌الفَصْلُ الحَادِي عَشَرَ: حَقَائِقُ عَنْ أَفْرِيقْيَا

- ‌فِي المَغْرِبِ:

- ‌فِي السُّودَانِ:

- ‌فِي السُّودَانِ الشَّرْقِيِّ:

- ‌الاِضْطِرَابُ فِي السُّودَانِ:

- ‌التَّكَاتُفُ فِي سَبِيلِ التَّبْشِيرِ:

- ‌التَّعْلِيمُ فِي أَفْرِيقْيَا:

- ‌العَامِلُ السِّيَاسِيُّ:

- ‌حَالُ السُّودِ فِي الإِسْلَامِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ:

- ‌المُسْلِمُونَ فِي الحَبَشَةِ:

- ‌ثَلَاثَةُ مَلَاحِقَ:

- ‌المُلْحَقُ الأَوَّلُ: حِزْبُ البَعْثِ (1): المَارْكْسِيَّةُ وَالقَوْمِيَّةُ العَرَبِيَّةُ:

- ‌المُلْحَقُ الثَّانِي: زِيَارَةُ البَابَا لِفَلَسْطِينَ:

- ‌المُلْحَقُ الثَّالِثُ: مِنَ الحَمَلَاتِ عَلَى الثَّقَافَةِ العَرَبِيَّةِ:

- ‌الفَصْلُ الثَّانِي عَشَرَ: نَتَائِجُ التَّبْشِيرِ - الحِوَارُ - التَّبْشِيرُ وَإِسْرَائِيلُ:

- ‌1 - نَتَائِجُ التَّبْشِيرِ:

- ‌2 - الحِوَارُ وَغَايَتُهُ الحَقِيقِيَّةُ:

- ‌3 - التَّبْشِيرُ وَالاِسْتِعْمَارُ فِي فَلَسْطِينَ:

- ‌وُجُودُ إِسْرَائِيلَ:

- ‌مَوْقِفُ البَابَوِيَّةِ مِنَ اليَهُودِ وَإِسْرَائِيلَ:

- ‌إِذَاعَةُ الوَثِيقَةِ فِي الصُّحُفِ العَالَمِيَّةِ:

- ‌وَثِيقَةٌ أَقَرَّهَا الفَاتِيكَانْ تَطْلُبُ مِنَ الكَاثُولِيكْ الاِعْتِرَافَ بِالمَعْنَى الدِّينِي لِدَوْلَةِ إِسْرَائِيلَ:

- ‌فهرس هجائي لأعلام الناس

- ‌ آ، أ

- ‌ب

- ‌ت

- ‌ث

- ‌ح

- ‌ ج

- ‌س

- ‌ص

- ‌ر

- ‌د

- ‌ خ

- ‌ش

- ‌ ز

- ‌ف

- ‌ ض

- ‌ط

- ‌ع

- ‌ ظ

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ غ

- ‌ل

- ‌ م

- ‌ن

- ‌ ه

- ‌ي

- ‌و

الفصل: ‌ جمعية الشبان المسيحيين " و " جمعية الشابات المسيحيات

"‌

‌ جَمْعِيَّةُ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةُ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ

":

مما لا ريب فيه أننا أصبحنا مقتنعين الآن بأن للتبشير ظاهرًا وباطنًا، وبأن المبشرين يتوسلون بظاهر الأعمال الاجتماعية الرحيمة إلى باطن التبشير الاستعماري. فمن أوجه النشاط الاجتماعي التي تستغل في التبشير:" جَمْعِيَّةُ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةُ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ "(1)، المخيمات، مؤتمرات الطلاب، الألعاب الرياضية، بيوت الطلبة، ملاجئ الأطفال ثم نشر الكتب (2)؛ مظاهر كلها بريئة مفيدة ولكنها تحمل في طياتها التبشير الذي يقود إلى الاستعمار. وبما أن الكلام على هذه كلها معناه إعادة الكلام على التبشير كله فإننا سنشير إلى ما لم تسبق الإشارة إليه من قبل إشارة موجزة.

إن فروع " جَمْعِيَّةِ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةِ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ " قد نشرت في الشرق لتكون عَوْنًا على تغلغل التبشير المسيحي. يقول (أديسون)(3): «إِنَّ عَوَامِلَ التَّعْلِيمِ المَسِيحِيِّ فِي مِصْرَ، تَزِيدُ قُوَّةً عَلَى قُوَّتِهَا بِمُؤَسَّسَتَيْ " جَمْعِيَّةِ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةِ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ "، وَهُمَا مُؤَسَّسَتَانِ غَيْرِ طَائِفَتَيْنِ (4)

إِنَّ لِهَاتَيْنِ الجَمْعِيَّتَيْنِ مَرَاكِزَ نَشِيطَةٍ، وَخُصُوصًا فِي القَاهِرَةِ وَالإِسْكَنْدَرِيَّةِ. هَذِهِ الفُرُوعُ تُقَدِّمُ (لِلْمُسْلِمِينَ) مُنَاسَبَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلأَلْعَابِ الرِّيَاضِيَّةِ .. وَتُهَيِّئُ فِي المُجْتَمَعِ أَلْوَانًا مِنَ النَّشَاطِ تَنْدُرُ فِي الشَّرْقِ

وَفِي هَذَا اِقْتِرَابٌ مِنَ المُسْلِمِينَ (بِالتَّبْشِيرِ)».

ويصرح الكاتب نفسه بمهمة " جَمْعِيَّةِ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةِ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ " في آخر كتابه، وحينما يتكلم عن فلسطين خاصة، فيقول: «مُنْذُ الاِحْتِلَالِ البَرِيطَانِيِّ لِفَلَسْطِينَ اتَّسَعَ التَّبْشِيرُ البْرُوتِسْتَانْتِي وَأَخَذَ المُبَشِّرُونَ يَسْتَخْدِمُونَ

(1) لقد تبدل اسم هاتين الجمعيتين فأصبح: " الجَمْعِيَّةُ المَسِيحِيَّةُ لِلْشُّبَّانِ " و" الجَمْعِيَّةُ المَسِيحِيَّةُ لِلْشَّابَّاتِ ". وفي هذا التبديل غرض غير خفي. إن معناها اللفظي الأول كان: " جَمْعِيَّةٌ لِلْشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وحدهم وللشابات المسيحيات وحدهن. أما الآن فالمعنى اللفظي قد أصبح: جمعية مسيحية (يديرها المسيحيون) للشبان (لكل الشبان) وللشابات (لكل الشابات). على أن المقصد الحقيقي كان من قبل كما هو الآن. وهو الآن كما كان من قبل.

(2)

Christian Workers 23 - 26 ; 61 ff

(3)

Addison 159، cf. 110

(4)

ibid 328 f

لما قال (أديسون) عن " جَمْعِيَّةِ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةِ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ ": أنهما (غَيْرِ طَائِفَتَيْنِ) عَنِيَ أنهما تقبلان أعضاء من جميع الأديان والمذاهب، ولم يعن أنهما لا تشتغلان بالأمور الدينية الطائفية.

ص: 201

كُلَّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ التَّبْشِيرِ اِسْتِخْدَامًا فَعَّالاً. مِنْ ذَلِكَ التَّبْشِيرُ الإِجْمَاعِيُّ وَالفَرْدِيُّ، وَمِنْ ذَلِكَ تَوْزِيعُ الأَنَاجِيلِ وَالكُتُبِ المَسِيحِيَّةِ الأُخْرَى، وَكَذَلِكَ التَّعْلِيمُ الاِبْتِدَائِيُّ وَالثَّانَوِيُّ (حَتَّى أَصْبَحَ فِي فِلَسْطِينَ وَاحِدَةٌ وَأَرْبَعُونَ مَدْرَسَةٍ فِيهَا أَرَبْعَةُ آلَافٍ وَثَمَانِمِائَةِ تِلْمِيذَةٍ. ثَمَّ هُنَالِكَ الأَعْمَالُ الطِّبِّيَّةُ وَالمُسْتَشْفيَاتُ وَالمُسْتَوْصَفَاتُ. وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا الأَعْمَالُ الاِجْتِمَاعِيَّةُ التِي تُقَدِّمُهَا مُؤَسَّسَاتٌ مِثْلَ مُؤَسَّسَتَيْ " جَمْعِيَّةِ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ " وَ " جَمْعِيَّةِ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيَّاتِ ".

وَلَقَدْ كَانَ (وَلْبَرْتْ سْمِيثْ) أَشَدَّ صَرَاحَةَ فِي مَقَالٍ لَهُ عُنْوَانُهُ: " جَمْعِيَّةُ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ فِي الشَّرْقِ الأَدْنَى "(1)، قَالَ:" إِنَّ جَمْعِيَّةَ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ قَدْ جَاءَتْ إِلَى الشَّرْقِ الأَدْنَى لِتُعَاوِنَ المُؤَسَّسَاتِ المَسِيحِيَّةِ. أَمَّا هَدَفُهَا الرَّئِيسِيُّ فَهُوَ تَنْشِئَةُ الشُّبَّانِ عَلَى أُسُسٍ مَسِيحِيَّةٍ. وَلِفُرُوعِ هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ مِنْهَاجٌ دَائِمٌ، وَلَهَا اِجْتِمَاعَاتٌ تُعْرَضُ فِيهَا الدَّعْوَةُ بِلَا اِسْتِحْيَاءٍ وَلَا تَحْوِيرٍ. وَهُنَالِكَ أَيْضًا سِلْسِلَةٌ مِنَ الاِجْتِمَاعَاتِ التَّبْشِيرِيَّةِ ".

وَمَعَ كُلَّ هَذِهِ الأَدِلَّةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى أَنَّ " جَمْعِيَّةَ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّةَ " و " جَمْعِيَّةَ الشَّابَّاتِ المَسِيحِيِّةَ " أَلَاتٌ لِلْتَّبْشِيرِ، فَإِنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْدِقَائِنَا قَدْ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَأَنْكَرُوا عَلَيْنَا حَشْرَ هَاتَيْنِ الجَمْعِيَّتَيْنِ بَيْنَ المُؤَسَّسَاتِ التِي تَعْمَلُ فِي التَّبْشِيرِ، وَكَانُوا يَدْعُونَ دَائِمًا وَيُصِرُّونَ عَلَى دَعْوَاهُمْ بِأَنَّ النَّصَّ الآتِي مِنْ كِتَابِ " عَمَلُ الإِرْسَالِيَّاتِ " تَأْلِيفِ (كُورْنِيلْيُوسْ بَاتُونْ) صَرِيحٌ فِي هَذَا الشَّأْنِ كُلَّ الصِّرَاحَةِ (2): " إِنَّ تَقْسِيمَ العَمَلِ بَيْنَ العَامِلِينَ المَسِيحِيِّينَ (فِي حَقْلِ التَّبْشِيرِ) قَدْ اِقْتَضَى، بِنَاءً عَلَى التَّرْتِيبِ الحَكِيمِ، أَنْ يَعْهَدَ إِلَى جَمْعِيَّةِ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ بِالعَمَلِ فِي المُدُنِ، وَخُصُوصًا بَيْنَ الطُّلَاّبِ وَالطَّبَقَاتِ المُثَقِّفَةِ فِي المُدُنِ. أَمَّا الصِّينُ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ المَيَادِينِ المُوَافِقَةِ فِي العَالَمِ لَمِثْلِ هَذَا النُّوْعِ مِنَ التَّقْرِيبِ مِنْ شَعْبٍ غَيْرَ مَسِيحِيِّ

إِنَّ هَذِهِ الجَمْعِيَّةَ، تَسْتَطِيعُ، بِوَاسِطَةِ نَشَاطِهَا الجَانِبِيِّ فِي الحَيَاةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّةِ، أَنْ تَجْتَذِبَ رِجَالاً لَيْسَ بِالإِمْكَانِ أَنْ يَتَقَبَّلُوا النَّصْرَانِيَّةَ بِطْريقَةً شَخْصِيَّةً

إِنَّ جَمْعِيَّةَ الشُّبَّانِ المَسِيحِيِّينَ قَدْ قَامَتْ بِخِدْمَةٍ قَيِّمَةٍ جِدًّا

مِنْ طَرِيقِ الاِجْتِمَاعَاتِ الخِطَابِيَّةِ العَامَّةِ. فَقَدْ طَافَ بَعْضُ الخُطَبَاءِ بِشَيْءٍ مِنْ وَسَائِلِ الإِيضَاحِ المُتَعَلِّقَةِ بِالتِّلِغْرَافِ اللَاّسِلْكِيِّ وَبِغَيْرِهِ مِنَ الاِخْتِرَاعَاتِ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ يُثِيرَ فُضُولَ الصِّينِيِّينَ وَاِهْتِمَامِهِمْ. وَقَدْ سَمِعَ مُحَاضِرَاتِ الأُسْتَاذِ (رُوبَرْتْسُونْ) مَا لَا يَقِلُّ عَنْ مِائَةِ أَلْفِ شَخْصٍ وَشَاهَدُوا

(1) The Y.M.C.A in the Near East، by Wilbert B. Smith، MW. Apr. 33، pp. 148 ff

(2)

باتون: 79 - 83.

ص: 202