الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن أبي عيسى قال: كانت امرأة تقية سرية توفيت، فرأت ابنة لها في المنام كأن أمها أتتها، فقالت: يا بنية كفنتموني بكفن ضيق فأنا بين صواحبي أستحي منهن، وفلانة تأتينا في يوم كذا وكذا ولي في موضع ذكرته أربعة دنانير، فاشتروا لي كفنا، وابعثوا لي معها، قالت الابنة:] ولم أكن أعلم] أن لها في الموضع الذي ذكرت بأساً، قالت: فلما كان بعد اعتلت، قالت: فجاؤوني فقالوا لي: ما تقولين؟ فقصصت عليهم القصة فقالت: فذكرت الحديث الذي روي عن عائشة أنهم يتزاورون في أكفانهم، وقلت لهم: اذهبوا إلى رجلين من أهل الحديث بزازين، يقال لأحدهما: ابن النيسابوري، والآخر أبو توبة فليشتريا لها كفناً، قال: فذهبت البنت إلى الموضع الذي ذكرت، ووضعت الكفن معها في كفنها، فلما كان بعد ذلك رأت المرأة البنت في المنام، قالت: يا بنية قد أتتنا فلانة ووصل إلي الكفن ما أحسنه وأوسعه أما إنه جزاك الله خيراً.
مسألة: كيف يتزاورون بعد الموت؟
(حديث أم هانىء الأنصارية رضي الله عنها الثابت في صحيح الجامع) أنها سألت رسول الله أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون النسم طيراً تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها ".
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
(تكون النسم) بعد الموت
(طيراً) أي على هيئة الطير أو في حواصل الطير على ما سبق تفصيله
(تعلق بالشجر) أي تأكل منه والمراد شجر الجنة
(حتى إذا كان يوم القيامة) يعني إذا نفخ في الصور النفخة الثانية
(دخلت كل نفس في جسدها) الذي كانت فيه في الدنيا بأن يعيد اللّه الأجساد كما كانت عند الموت وتسكن أرواحها إليها قال الحكيم الترمذي: لعل هذا أي كونها في جوف الطيور في أرواح كمل المؤمنين اهـ.
(ما ورد من سماع الموتى كلام الأحياء:
، ومعرفتهم بمن يسأل عليهم، ويزورهم ومعرفتهم بحالهم بعد الموت، وحال أقاربهم في الدنيا
(حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قال فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله قال فقال عمر فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا قال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها قال ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا.
(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال وجدتم ما وعد ربكم حقاً قيل له: أتدعو أمواتاً؟ قال: " ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون "! وفي رواية قال: " إنهم الآن يسمعون ما أقول ".
{تنبيه} : (قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه أهوال القبور:
وقد أنكرت عائشة ذلك كما في الصحيحين عن عروة عن عائشة انها قالت: قال رسول الله عليه وسلم: " إنهم ليسمعون الآن ما أقول " وقد وهم - يعني ابن عمر-قال: إنهم ليعلمون الآن ما كنت أقول لهم إنه حق ثم قرأت قوله {إنك لا تسمع الموتى} ، {وما أنت بمسمع من في القبور} .
وقد وافق عائشة على نفي الموتى كلام الأحياء طائفة من العلماء ورجحه القاضي أبو يعلى من أصحابنا في كتاب الجامع الكبير له واحتجوا بما احتجت به عائشة، وبأنه يجوز أن يكون ذلك معجزة مختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، وهو سماع الموتى كلامه.
وفي صحيح البخاري قال قتادة: أحياهم الله تعالى [يعني أهل القليب] حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرة وندماً.