الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول: أن يلقنه الحجة عما يسأل عنه.
والثاني: يسهل عليه الحساب.
والثالث: أن يتجاوز عنه الزلل والخطايا.
فالواجب على كل مسلم أن يستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، وأن يستعد له بالأعمال الصالحة قبل أن يدخل فيه، فإنه قد سهل عليه الأمر ما دام في الدنيا، فإذا دخل القبر فإنه يتمنى أن يؤذن له بحسنة واحدة أو يؤذن بأن يصلي ركعتين، أو يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله ولو مرة واحدة، أو يؤذن له بتسبيحه واحدة، فلا يؤذن له، فيبقى في حسرة وندامة، ويتعجب من الأحياء كيف يضيعون أيامهم في الغفلة والبطالة؟!
قد كان عمرك ميلا
…
فأصبح الميل شبرا
وأصبح الشبر عقدا
…
فاحفر لنفسك قبرا
(ما يسن عند الاحتضار:
(1)
استحباب الذكر والدعاء لمن حضر الميت:
وذلك لأن الملائكة يؤمنون على ما يقولون
(حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه وسلم.
و (حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه.
(2)
تلقين الميت لا إله إلا الله:
(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر و إن أصابه قبل ذلك ما أصابه.
{تنبيهات} : ([الأول] يستحب تلقين الميت لا إله إلا الله ثلاث مرات لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمةٍ أعادها ثلاثاً حتى تُفهم عنه
(لحديث أنس الثابت في الصحيحين) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمةٍ أعادها ثلاثاً حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلَم عليهم سلَم عليهم ثلاثا.
[الثاني] كما يُكره تلقين الميت لا إله إلا الله أكثر من ثلاث مرات لئلا يضجر لشدة كربه وضيق حاله إلا أن يتكلم بشيءٍ بعد التلقين فيُسن حينئذٍ أن يعاد تلقينه بلا إله إلا الله حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله.
(حديث معاوية الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة.
[الثالث] كما يجوز تلقين الكافر لا إله إلا الله وهاك الدليل على ذلك:
(حديث سعيد ابن المسيَّب عن أبيه الثابت في الصحيحين) قال لما حضرت أبا طالبٍ الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم قل لا إله إلا الله كلمةً أشهد لك بها عند الله، فقال ابوجهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أتر غبُ عن ملةِ عبد المطلب؟، فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ويعيدُ له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملةِ عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والله لأستغفرنَّ لك ما لم أُنه عنك فأنزل الله تعالى:(مَا كَانَ لِلنّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُوَاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوَاْ أُوْلِي قُرْبَىَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)[سورة: التوبة - الآية: 113]
(3)
يُسن تذكير الميت بأخبار الرجاء:
وذلك لسببين واضحين هما:
*الأول: أن تذكير الميت بأخبار الرجاء يحببه في لقاء الله تعالى ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.
(حديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه و من كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: (ليس ذاك، ولكنَّ المؤمن إذا حضره الموت بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه.
*والثاني: أن تذكير الميت بأخبار الرجاء يجعله حسن الظن بالله تعالى.
(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله.
(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله.
(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملٍ خيرٌ منهم، وإن تقَّرب إليَّ شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعا و إن أتاني مشيا أتيته هَرْوَلَةً.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه القبور عن ثابت البناني قال: «كان شاب له رهق، وكانت أمه تعظه، تقول: يابني، إن لك يوما، فاذكر يومك، إن لك يوما فاذكر يومك. فلما نزل أمر الله، انكبت عليه أمه فجعلت تقول: يابني، قد كنت أحذرك مصرعك هذا وأقول لك: إن لك يوما فاذكر يومك. قال: يا أمه، إن لي ربا كثير المعروف، وإني لأرجو أن لا يعدمني اليوم بعض معروف ربي أن يغفر لي. قال: يقول ثابت: فرحمه الله لحسن ظنه بربه في حاله تلك»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه القبور عن حميد قال: «كان لي ابن أخت مرهق، فمرض، فأرسلت إلي أمه، فأتيتها، فإذا هي عند رأسه تبكي، فقال: يا خالي، ما يبكيها؟ قلت: ما تعلم منك، قال: أليس إنما ترحمني؟ قلت: بلى، قال: فإن الله أرحم بي منها. فلما مات أنزلته القبر مع غيري، فذهبت أسوي لبنه، فاطلعت في اللحد، فإذا هو مد بصري، فقلت لصاحبي: رأيت ما رأيت؟ قال: نعم، فليهنئك ذاك، فظننت أنه بالكلمة التي قالها»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه القبور عن إدريس بن عبد الله المروزي قال: «مرض أعرابي، فقيل له: إنك تموت. قال: إلى أين يذهب بي؟ قال: إلى الله. قال: فما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه القبور عن المعتمر بن سليمان قال: قال أبي حين حضرته الوفاة: «يا معتمر، حدثني بالرخص، لعلي ألقى الله وأنا حسن الظن به»
(4)
يُسن تغميض عينه والدعاء له:
(لحديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه.
(5)
يُسن تغطيته بثوبٍ يستر جميع بدنه:
(لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم حين تُوفيً سُجَى ببُردٍ حَبِرة.
(6)
أن يُعَجِّلوا بتجهيزه وإخراجه:
(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين)) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه و إن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم.
(7)
المبادرة بقضاء دينه فإن نفسُ المؤمن معلقةٌ بدينه حتى يُقضى عنه:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نفسُ المؤمن معلقةٌ بدينه حتى يُقضى عنه.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه و من أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.