الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ الطِّيبِيُّ: فَإِنْ قُلْتَ كَيْفَ التَّوْفِيقُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا وَرَدَ مِنْ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم {وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ عدة أمة الإسلام} (1)، قُلْتُ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الثَّمَانُونَ صَفًّا مُسَاوِيًا فِي الْعَدَدِ لِلْأَرْبَعَيْنِ صَفًّا، وَأَنْ يَكُونُوا كَمَا زَادَ عَلَى الرُّبُعِ وَالثُّلُثِ يَزِيدُ عَلَى النِّصْفِ كَرَامَةً لَهُ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَقِّ رحمه الله فِي اللُّمَعَاتِ: لَا يُنَافِي هَذَا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم {أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ} (2) لِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رَجَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ ثُمَّ زِيدَ وَبُشِّرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالزِّيَادَةِ بَعْدَ ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُ الطِّيبِيِّ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الثَّمَانُونَ صَفًّا مُسَاوِيًا لِأَرْبَعَيْنِ صَفًّا فَبَعِيدٌ؛ لِأَنَّ الظَّاهِرَ مِنْ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم (أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ) أَنْ يَكُونَ الصُّفُوفُ مُتَسَاوِيَةً وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، انْتَهَى.
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح:
لا تنافي بينها وبين حديث الشطر لأنه رجا أولا أن يكونوا شطر أهل الجنة فأعطاه الله سبحانه رجاءه وزاد عليه سدسا أخر.
(النساء في الجنة أكثر من الرجال وكذلك هم في النار:
(1) - البخاري الرقاق (6163) ،مسلم الإيمان (221) ،الترمذي صفة الجنة (2547) ،أحمد (1/ 386).
(2)
- البخاري أحاديث الأنبياء (3170) ،مسلم الإيمان (222) ،أحمد (3/ 32).