الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالأمر بالتقوى والعبادة مستمر حتى الموت: لتحصل الخاتمة الحسنة. وقد بين أن بعض الناس يجتهد في الطاعات ويبتعد عن المعاصي مدة طويلة من عمره، ولكن قبيل وفاته يقترف السيئات والمعاصي مما يكون سبباً في أن يختم له بخاتمة السوء وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
(حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين، وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم، فقال:(من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا). فتبعه رجل، فلم يزل على ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت، فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه، فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن العبد ليعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، ويعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها).
(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق، قال:(إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةَ مثل ذلك، ثم يُرسل الله المَلَك فينفُخُ فيه الروح ويُؤْمَرُ بأربعِ كلمات: بكتب رزقه وأجله وعملهِ وشقي أو سعيد، فوالله إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).
إذا كان العبد يرجو حسن الخاتمة ويخشى من سوئها واستحضر ذلك دفعه ذلك إلى ما يبعده عن سوء الخاتمة ويقربه إلى حسنها بإذن الله مما يجعل قلبه وجلاً خائفا من سوء الخاتمة راجياً حسنها، وإذا تفكر في هذا كله رق قلبه ورجع إلى ربه امتثل أمره وانتهى عن نهيه.
(معنى حسن الخاتمة:
حسن الخاتمة هو: أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه،
والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون
موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، ومما يدل على هذا المعنى الحديث الآتي: