الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حديث أبي كبشة الأنماري في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبدٌ رزقه الله مالاً وعلماً: فهو يتقي في ماله ربه ويصلُ فيه رحمه ويعلم لله فيه حقه فهذا بأحسن المنازل عند الله، ورجلٌ رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً: فهو يقول لو أن لي مالاً لعملتُ بعمل فلان، فهو بنيته وهما في الأجر سواء ورجلٌ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً: فهو يخبِطُ في ماله لا يتقي فيه ربه ولا يصلُ فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأسوأ المنازل عند الله. ورجلٌ لم يرزقه الله مالاً ولا علما: فهو يقول لو أن لي مالاً لعملتُ بعمل فلان، فهو بنيته وهما في الوزر سواء.
مسألة: إذا هم الإنسان بسيئةً ولكن تركها هل يؤجر عليها أم لا؟
المسألة على التفصيل الآتي:
[1]
إن تركها عن عجز فهو آثم مثل إثم من عملها.
(حديث أبي بكرة في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه.
[2]
إن تركها من أجل الله تعالى كتبت له حسنة:
(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أن يعمل حسنةً فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها بعشرِ أمثالها إلى سبعمائةِ ضعف.
[3]
إن تركها لأن نفسه عزفت عنها لا لله ولا عجزاً فهذا لا إثم عليه ولا يؤجر.
(حساب الخلائق:
مسألة: ما هو الحساب، وما الدليل على أنه حقٌ ثابت؟
الحساب وهو محاسبة الخلائق على أعمالهم و الدليل على أنه حقٌ ثابت (حديث أبي برزة في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن علمه ما فعل فيه.
مسألة: هل هناك فرقٌ بين محاسبة المؤمن و محاسبة الكافر؟
هناك فرقٌ شاسع بين محاسبة المؤمن و محاسبة الكافر
كيفيته بالنسبة للمؤمن إن الله يخلو به فيقرره بذنوبه، ثم يقول (قد سترتها عليك في الدنيا وأنا اغفرها لك اليوم). وأما بالنسبة للكافر فانه يوقف على عمله ويقرر به، ثم ينادى على رؤوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين.
(حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، يقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه و رأى في نفسه أنه قد هلك قال: سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم; و أما المنافق والكافر فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين.
*وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الصلاة.
(حديث أنس في صحيح الجامع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله و إن فسدت فسد سائر عمله.
*وأول ما يقضي بين الناس في الدماء.
(حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء.
*ومن الناس من يدخل الجنة بلا حساب، وهم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، ومنهم عكاشة بن محصن رضي الله عنه.
(حديثُ ابن عباس في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عُرِضت عليَّ الأمم فجعل يمرُ النبي معه الرجل والنبيُ معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد، ورأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فرجوتُ أن تكون أمتي فقِيل هذا موسى وقومه، ثم قِيل ليَ انظر هكذا وهكذا فرأيتُ سواداً كثيراً سدَّ الأفق فقِيل هؤلاء أمتُك ومع هؤلاءِ سبعون ألفاً يدخلون الجنةَ بغيرِ حساب فتفرَّقَ الناسُ ولم يبينْ لهم، فتذاكرَ أصحابُ النبيِ صلى الله عليه وسلم فقالوا نحن وُلدنا في الشرك ولكن هؤلاء أبناؤنا، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال {هم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون} فقام عُكَّاشةُ ابن مِحصن فقال: أمنهم أنا يا رسولَ الله؟ قال: أنت منهم، فقام آخر فقال أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عُكَّاشة.
{تنبيه} : (الحساب اليسير هو العرض ومن نوقش الحساب عُذِّّب