الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(3)
الرقائق تقوي الإيمان الذي يعين المسلم على الثبات في مواجهة الشهوات، ومن المعلوم أن الشهوات سببت ضعف إيمان كثير من المسلمين.
(4)
أن مخاطبة العقل وحده قد لا تكفي ما لم تكن ممزوجة بإثارة العاطفة، إذ إن مخاطبة العقل وحده قد لا تنتج إلا معلومات نظرية جافة لا حياة فيها، أما مخاطبة العقل والعاطفة فتؤدي إلى الإقناع والتطبيق العملي.
(5)
الرقائق تجدد الإيمان في القلب.
(6)
طلبة العلم والدعاة بحاجة إلى الرقائق، وذلك لما يلي:
أ- العناية بالرقائق تجنب طالب العلم بإذن الله الإصابة فإنه تصيبه في مقتل، كآفة العجب أو الحسد أو الهوى أو غيرها.
ب- طالب العلم والدعية يدعو الآخرين إلى طاعة الله والإنابة إلى الله والإخبات إليه والخشوع والخضوع مما يجعل هذه الأمور لابد من توفرها في هذا الداعية إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه والذي يوفر هذه الأشياء في نفس الداعية الرقائق.
ج- طالب العلم والداعية قدوة للآخرين فيستفيدون منه والاستفادة من فعله أبلغ من الاستفادة من قوله، لذا لابد أن يكون رقيق القلب، وقد كان السلف يعنون عند طلبهم للعلم بانتقاء الشيخ الذي يتعلمون منه ويأخذون عنه فينظرون إلى عبادته وهديه وسمته فإن أحسن هذه الأشياء أخذوا عنه وإلا تركوه.
د- الداعية يتعرض للامتحان والابتلاء والذي يعينه على الثبات بإذن الله الرقائق.
باب العناية بالرقائق:
لقد اعتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يُرَقِّقُ قلوبَ أصحابه ويدفعهم للامتثال، بل وجدوا منه صلى الله عليه وسلم قدوة عملية في ذلك، إذ كان أرقهم قلباً وأشدهم خشيةً لله وخوفاً منه، وأحرصهم على ما يُرَقِّقُ قلبه، وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من قلب لا يخشع، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد. (
(حديث حنظلة بن الربيع الأُسيدي الثابت في صحيح مسلم) قال لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة قال قلت نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبو بكر فوالله إنا لنلقى مثل هذا فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات.
والشاهد من هذا قوله: نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين.
والتذكير بالجنة والنار من الرقائق.
وقد قال الله تعالى: ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) (الحديد:16).
قال ابن مسعود: ((ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين)).
ولذا رَقَّتْ قلوب الصحابة واعتنوا بما يُرَقِّق قلوبهم وابتعدوا عما يسبب قسوتها، لقد تعلموا الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن، فلما تعلموا القرآن ازدادوا به إيمانا، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
(حديثُ جندب ابن عبد الله صحيح ابن ماجة) قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيانٌ حزَاوِرَة، فتعلمنا الإيمانَ قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآنَ فازددنا به إيمانا.