الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصم يومك الأدنى لعلك في غد
…
تفوز بعيد الفطر والناس صوم
وأقدم ولا تقنع بعيش منغص
…
فما فاز باللذات من ليس يقدم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها
…
ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدن فإنها
…
منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى
…
نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن العدو إذا نأى
…
وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأي اغتراب فوق غربتنا التي
…
لها أضحت الأعداء فينا تحكم
وحي على السوق الذي فيه يلتقي ال
…
محبون ذاك السوق للقوم يعلم
فما شئت خذ منه بلا ثمن له
…
فقد أسلف التجار فيه وأسلموا
وحي على يوم المزيد الذي به
…
زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحي على واد هنالك أفيح
…
وتربته من إذفر المسك أعظم
منابر من نور هناك وفضة
…
ومن خالص القيان لا تتقصم
وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا
…
لمن دون أصحاب المنابر يعلم
فبينا همو في عيشهم وسرورهم
…
وأرزاقهم تجرى عليهم وتقسم
إذا هم بنورٍ ساطع أشرقت له
…
بأقطارها الجنات لا يتوهم
تجلى لهم رب السماوات جهرة
…
فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميعهم
…
بآذانهم تسليمه إذ يسلم
يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما
…
تريدون عندي أنني أنا أرحم
فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا
…
فأنت الذي تولى الجميل وترحم
فيعطيهمو هذا ويشهد جمعهم
…
عليه تعالى الله فالله أكرم
فيا بائعا هذا ببخس معجل
…
كأنك لا تدرى؛ بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة
…
وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم
(حُفَّت الجنة بالمكاره:
(حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ» .
مسألة: ما معنى حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ؟
ِالْمَكَارِهِ: هي الأمور التي تكرهها النفس لمشقتها، فلا يصل إلى الجنة أحدٌ إلا إذا تجرَّع من غصص هذه المكاره التي تحيط بها، فالطريق إليها سهلاً، بل هو طريق وعرٌ محفوف بالمتاعب والآلام والدموع والعرق والدم والتضحيات، وبذل كل ما في الوسع، ليس طريقًا مليئًا بالمتع والشهوات والنزوات، فمن أراد الجنة ونعيمها فليوطِّن نفسه لتحمل هذه المكاره التي حُفت بها الجنة والتي ينبغي على من يريد الجنة أن يؤديها ويقوم بها خير قيام كالصبر على المحن والبلايا والمصائب، والصبر على الطاعات التي تشق على النفس كالجهاد في سبيل الله وغير ذلك.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داود والترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال فرجع إليه قال فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت
لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها.
ولعلّ هذا هو السبب الذي جعل جبريل عليه السلام عندما رأى ما أعده الله تعالى من النعيم المقيم لعباده في الجنة، ظنّ أن كل من يسمع بالجنة ونعيمها سيعمل من أجل أن يدخلها، لذا قال" فوعزتك لا يسمع بها أحدٌ إلا دخلها".
بعد أن قال جبريل عليه السلام ذلك، أمر الله تعالى بالجنة فحفّت بالمكاره، ثمّ قال لجبريل: ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها، فرجع إليها، فإذا هي قد حفّت بالمكاره. فعلم بذلك أنّه لم يعد الطريق إليها سهلاً، بل هو طريق وعرٌ محفوف بالمتاعب والآلام والدموع والعرق والدم والتضحيات، وبذل كل ما في الوسع، ليس طريقًا مليئًا بالمتع والشهوات والنزوات، فمن أراد الجنة ونعيمها فليوطِّن نفسه لتحمل هذه المكاره التي حُفت بها الجنة ـ وهي الأمور التي تكرهها النفس لمشقتها ـ فلا يصل إلى الجنة أحدٌ إلا إذا تجرَّع من غصص هذه المكاره التي تحيط بها، ففي الحديث الشريف قد شبه حال التكاليف الشاقة على النفس ـ التي حُفت بها الجنة ـ والتي ينبغي على من يريد الجنة أن يؤديها ويقوم بها خير قيام كالصبر على المحن والبلايا والمصائب، والصبر على الطاعات التي تشق على النفس كالجهاد في سبيل الله وغير ذلك، شبّه كل ذلك بحال أسوار ٍكثيفةٍ من الأشواك التي يكمن فيها كل حيوان ضارٍّ من الوحوش والحيات والعقارب، وهذه الأسوار الكثيفة الكريهة محيطة ببستان ٍعظيم ٍتلتف به من كل مكان بحيث لا يستطيع أن يصل أحدٌ إلى هذا البستان ولا يحظى بالتنعم بما فيه إلا بعد أن يتخطى هذه الأسوار البغيضة، ويتجشم المشاق التي تلحقه حين سلوكه فيها، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى جهادٍ طويل شاق، وصبر ٍدائم، كذلك الجنة لا ينالها ويحظى بنعيمها الدائم إلا من تخطى شدائد دنياه، مجاهدًا نفسه، صابرًا على ما يصيبه، راضيًا بقضاء الله تعالى، قائمًا بتكاليف الإسلام خير قيام، مضحيًا بالنفس والمال في سبيل نيل مطلوبه، فالجنة هي الثمن الذي اشترى الله به نفوس المؤمنين وأموالهم، قال تعالى:(إنّ اللهَ اشترى من المؤمنين أنفُسَهمْ وأموالَهمْ بأنَّ لهمُ الجنّة َيُقاتِلون في سبيل ِاللهِ فيَقتُلونَ ويُقتَلونَ وعْدًا عليهِ حقًا في التوراةِ والإنجيل ِوالقرآن ِومَنْ أَوْفَى بعهدِهِ مِنَ اللهِ فاسْتَبشِرُوا بِبَيْعكمُ الذي بايَعْتُمْ به وذلك هو الفوزُ العظيمُ){التوبة:111} قال شمر بن عطية: ما من مسلم ٍإلا لله عز وجل في عنقه بيعة، وفَّّى بها أو مات عليها ثمّ تلا الآية السابقة (1).
(1) - تفسير ابن كثير (2/ 399)
بل أكدَّ الله تعالى الوعد الذي ذكره في هذه الآية وأخبر بأنّه قد كتبه على نفسه الكريمة وأنزله على رسله في كتبه العظيمة: التوراة والإنجيل والقرآن، ثمّ بشَّر من قام بمقتضى هذا العقد، ووفََّّى بهذا العهد بالفوز العظيم والنعيم المقيم.
ومن هنا يتضح معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم أَلَا إِنّ سِلْعَةَ الله غَالِيَةٌ كما في الحديث الآتي:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ أَلَا إِنّ سِلْعَةَ الله غَالِيَةٌ أَلَا إِنّ سِلْعَةَ الله الْجَنّةُ» .
(ولله درُ من قال:
يا سلعةَ الرحمن ِلست رخيصة
…
بل أنتِ غالية ٌعلى الكسلان
يا سلعة الرحمن ليس ينالُها
…
في الألفِ إلا واحدٌ لا اثنان
يا سلعة الرحمن أين المشتري
…
فلقد عُرِضتِ بأيسر الأثمان
يا سلعة الرحمن هل من خاطب
…
فالمهرُ قبل الموتِ ذو إمكان
يا سلعة الرحمن لولا أنَّها
…
حُجِبَتْ بكلِّ مكاره ِالإنسان
ِما كان قطُّ من متخلفٍ
…
وتَعَلتْ دارُ الجزاءِ الثاني
لكنَّها حُجِبَتْ بكلِّ كريهةٍ
…
ليُصدَّ عنها المبطلُ المتواني
وتنالها الهممُ التي تَسْمُو
…
إلى ربِّ العلا بمشيئةِ الرحمن
فاتْعَبْ ليوْم ِمعادِك الأدنى
…
تَجِدْ راحاتهِ يومَ المعادِ الثاني
ولنذكرـ الآن ـ طرفًا من بعض التكاليف التي قد حُفَّت بها الجنة مع مشقتها على النفس:
(1)
الجهاد في سبيل الله:
وهو فرض كفاية على المسلمين ليكفُّوا شرَّ الأعداء عن حوزة الإسلام، ولنشر تعاليم الدين السمحة، وفضله عظيم، وهاك غيضاً من فيض ونقطةً من بحر مما ورد في فضل الجهاد في سبيل الله:
(1)
َفَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً بنص القرآن الكريم:
قال تعالى: (لاّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَىَ وَفَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً)[سورة: النساء - الآية: 95]
(2)
وعد الله تعالى لمن قتل في سبيله أن يدخله الجنة وليس هناك فوزيعدل الجنة كما هو معلوم شرعاً وعقلاً وبداهةً.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل).
(حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أن رجلا كان قبلكم، رغسه الله مالا، فقال لبنيه لما حضر: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإني لم أعمل خيرا قط، فإذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه الله عز وجل فقال: ما حملك؟ قال: مخافتك، فتلقاه برحمته.
(حديث عبد الرحمن بن جبرالثابت في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أُغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار).
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يلج النار رجل بكي من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم.
(حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.
(3)
ليس هناك عملٌ يعدل الجهاد في سبيل الله تعالى بنص السنة الصحيحة:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد، قال:(لا أجده). قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر). قال: ومن يستطيع ذلك. قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد ليَسْتَنُ في طِوَلِه، فيكتب له حسنات.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل كَلْمٍ يُكْلَمْهُ المسلم في سبيل الله تعالى يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طُعِنت تُفَجَّرُ َدما و اللون لون الدم و العَرْفُ عَرْفُ مسك.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من احتبس فرسا في سبيل الله، إيمانا بالله، وتصديقا بوعده، فإن شِبْعَهُ وَرِيهَ ورَوَثَه وبَوله في ميزانه يوم القيامة).
(4)
بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا و ما فيها: