الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحجاب الشرك من أعظم الحجب وأغلظها إثما .. وقطعه وإزالته بتجريد التوحيد لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته:
(توحيد الربوبيةِ:
هو إفرادُ الله بالخلق ِ والملك ِ والتدبير.
والدليلُ قوله تعالى (ألا له الخلقُ والأمر){الأعراف / 54}
والأمرُ هنا معناه التدبير.
وقوله تعالى (لله ملك السموات والأرض){المائدة / 17}
الشاهد: تقديم ما حقَّه التأخير يفيدُ الحصر
{تنبيه} : (التدبير الذي يختصُ به الله تعالى نوعان هما:
(1)
تدبيرٌكوني: فالله تعالى يدبرُ أمور الكون وما فيه، هو المحيي المميت الخافض الرافع المعطي المانع المعز المذل يُولج الليل في النهار ويلج النهار في الليل
قال تعالى: (قُلِ اللّهُمّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّنْ تَشَآءُ وَتُعِزّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنّكَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،تُولِجُ اللّيْلَ فِي الْنّهَارِ وَتُولِجُ النّهَارَ فِي الْلّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيّتَ مِنَ الْحَيّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) {آل عمران / 26، 27}
(2)
تدبيرٌ شرعي: يحلل ويحرِّم.
(توحيد الأ لوهية:
توحيدُ الأ لوهية هو (إفرادُ الله بالعبادة)، أي لا معبود بحقٍ إلا الله.
والدليلُ قوله تعالى قال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لَا إِلََهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لَا إِلََهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(آل عمران /18)
وقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنّهُ لَا إِلََهَ إِلا اللّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)(محمد / 19).
(حديثُ عُبَادةَ ابن الصامت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شهدَ أن لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ له وأن محمداً عبدُ الله ورسولُه وأن عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه والجنةُ حقٌ والنارُ حقٌ أدخله الله الجنةَ على ما كان من العمل.
(توحيد الأسماءِ والصفات:
توحيدُ الأسماء ِ والصفات هو إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء ِ الحسنى والصفاتِ العُلى.
{تنبيه} : (في هذا النوع من التوحيد ضابطين أساسيين:
(1)
لا نصفُ الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمامُ أحمد رحمه الله: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسَه أو وَصفَه به رسوله لا يتجاوزُ القرآن والحديث.
2) أن يكون وصفنا لله تعالى بغيرِ تحريفٍ ولا تعطيل ولا تكيفٍ ولا تمثيل.
مسألة: ما معنى التحريف؟
التحريفُ نوعان:
(النوع الأول: تحريفٌ لفظي كتغيير حرفٍ بحرف، أو زيادة حرف كمن يقول (استوى على العرش) استولى، وقوله حطه أي حنطه. نعوذ بالله من الضلال والخبال.
(النوعُ الثاني: تحريفٌ معنوي وهو التأويلُ بغير دليل، لأي صرف النص عن ظاهره بغير دليلٍ شرعي وهو ما يُسمى بالتأويلِ الفاسد، كحا لِ بعض الفرق الضالة الذين يفسرون قوله تعالى {بل يداه مبسوطتان} فيفسرون يداه بالسماوات والأرض، نعوذ بالله من الضلالِ والخبال.
مسألة: ما معنى التعطيل؟
التعطيلُ هو إنكارُ صفاتِ الله تعالى إما كلها أو بعضها، وكون الإنكارُ عن طريقتين: إما التحريف أو التكذيب
{تنبيه} : (التعطيلُ أعم من التحريف، يكون تعطيلٌ وتحريف، وإن كان التعطيلُ بالإنكار يكون تعطيلٌ فقط.
مسألة: ما معنى التكييف؟
التكييف ذكرُ كيفيةٍ للصفة، وهذا منهيٌ عنه، ولما سُئلَ الإمامُ مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال:
الاستواء غيرُ مجهول (أي من حيثُ المعنى)
والكيفُ غير معقول (أي لا تدركه العقول)
والإيمانُ به واجب (لأنه سبحانه أثبته لنفسه)
والسؤالُ عنه بدعة (لأن الصحابة َلم يسألوا عنه وهم أحرصُ الناسِ على الخير وأعلم الناسِ بما يجيزه الشرع.
مسألة: ما معنى التمثيل؟
التمثيلُ هو مماثلة صفات الله تعالى بصفاتِ المخلوقين، وهذا من الضلالِ والخبال لأن الله تعالى يقول (ليس كمثلهِ شئٌ وهو السميعُ البصير)[الشورى / 11]
{تنبيه} : (التكييف أعم من التمثيل، لأن التكييفَ إن كان له مماثل كان تكييفاً وتمثيلاٌ، وإن لم يكن له مماثل كان تكييفاٌ فقط.
[*] قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى:
وكلِ ما لهُ من الصفاتِ
…
أثبتها في محكمِ الآياتِ
أوْصَحَّ فيما قاله الرسولُ
…
فحقَّهُ التسليمُ والقبولُ
نُمِرُّها صريحةً كما أتتْ
…
مع اعتقادنا لما له اقتدتْ
من غيرِ تحرِيفٍ ولا تعطيلِ
…
وغيرِ تمثيلٍ ولا تكييفِ
(خطر الشرك والعياذ بالله:
إن الشرك والعياذ بالله خطره عظيم وأمره خطير وشره مستطير بل هو الداء الوبيل لأن الشركَ هو الذنبُ الذي لا يُغْفرُ إذا لم يتبْ الإنسانُ منه، قال الله تعالى:(إِنّ اللّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَىَ إِثْماً عَظِيماً) [سورة: النساء (النساء / 48)
ويترتبُ على ذلك: الحرمانُ من الجنةِ والخلودُ في النارِ وإحباطُ العمل. قال الله تعالى) إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة / 72)
وقال تعالى (وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(الزمر / 65)
ولخطورة الشرك كان سيدنا إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن يخافُ من الشرك:
فقد دعا الله سبحانه أن يُجنبه وبنيه عبادة الأصنام، قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ اجْعَلْ هََذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيّ أَن نّعْبُدَ الأصْنَامَ)(إبراهيم / 35)
الشاهد من الآية: إذا كان إبراهيمُ عليه السلام الذي هو خليلُ الرحمن وإمامُ الحنفاء، والذي جعله الله أمة والذي ابتلاه بكلماتٍ فأتمهن، وأمره بذبحِ ابنه وفلذةِ كبده طاعةً لله وامتثالاً لأمره، والذي كسَّرَ الأصنام واشتد نكيرُه على أهلِ الشرك، يخافُ من الشرك، فمن بابِ أولى أن نخافَ على أنفسنا من الشرك.
والشركَ في أمتنا أخفى من دبيبِ النمل على الصفا ِ:
(حديثُ ابن عباس في صحيحِ الجامع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشركُ في أمتي أخفى من دبيبِ النملِ على الصفا.
ومن أخطر أنواع الشرك: الشرك الخفي وذلك لخفائه وخطورته وهو الشرك الأصغر الذي يحبط العمل والعياذ بالله حتى يقول الله عن صاحبه: ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون * ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون [الأنعام:22 - 24].
(حديث أبي سعيد في صحيح ابن ماجة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ ". قالوا: بلي. قال: " الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يري من نظر رجل.