الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصراط وهو الجسر المنصوب على متن جهنم بين الجنة والنار، وهو أدق من الشعر وأحد من السيف، عليه كلابيب تخطف الناس بأعمالهم، يمرون عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركائب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف فيلقي في النار فيعذب بقدر عمله.
مسالة: من الذي يمر على الصراط؟
الذي يمر على الصراط هم المؤمنون فقط، أما الكفار فإنهم يسحبون إلى جهنم.
قال تعالى: (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىَ جَهَنّمَ وِرْداً)[سورة: مريم - الآية: 86]
و قال تعالى: (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلَىَ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسّ سَقَرَ)[سورة: القمر - الآية: 48]
مسألة: من جاز الصراط هل يجد الجنة مفتوحةً فيدخلها مباشرة؟
من جاز الصراط لم يجد الجنة مفتوحةً فيدخلها مباشرة بل يجدها مغلقة فيقف على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض قصاصا تزول به الأحقاد والبغضاء والغل حتى إذا ما دخلوا الجنة بعد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم حق عليهم أن يصفهم الله تعالى بقوله تعالى:(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَاناً عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ)[سورة: الحجر - الآية: 47]
…
.
(حديث أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقصُ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذِّبوا ونقوا أُذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا.
(الإيمان بالجنة والنار:
مسألة: اذكر الدليل على وجوب الإيمان بالجنة والنار؟
قال تعالى: (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتّقُواْ النّارَ الّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَبَشّرِ الّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رّزْقاً قَالُواْ هََذَا الّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مّطَهّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[البقرة – 24، 25]
قال تعالى: (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىَ * عِندَهَا جَنّةُ الْمَأْوَىَ)[النجم 14، 15]
(حديث عبادة بن الصامت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عيسى عبده و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه و أن الجنة حق و النار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل.
مسألة: هل الجنة والنار موجودان الآن؟
نعم الجنة والنار موجودان الآن قال تعالى: (وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ)[سورة: آل عمران - الآية: 133]
و قال تعالى في النار (فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتّقُواْ النّارَ الّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدّتْ لِلْكَافِرِينَ)[سورة: البقرة - الآية: 24]
(حديث ابن عمر في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداةِ و العشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة.
(حديث عمران بن حُصَين في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء و اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء.
(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا أنا بامرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فذكرت غيرتك فوليت مدبرا.
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح:
لم يزل أصحاب رسول الله والتابعون وتابعوهم وأهل السنة والحديث قاطبة وفقهاء الإسلام وأهل التصوف والزهد على اعتقاد ذلك وإثباته مستندين في ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة وما علم بالضرورة من أخبار الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم فإنهم دعوا الأمم إليها وأخبروا بها إلى أن نبغت نابغة من القدرية والمعتزلة فأنكرت أن تكون مخلوقة الآن وقالت بل الله ينشئها يوم القيامة وحملهم على ذلك أصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة فيما يفعله الله وأنه ينبغي له أن يفعل كذا ولا ينبغي له أن يفعل كذا وقاسوه على خلقه في أفعالهم فهم مشبهة في الأفعال ودخل التجهم فيهم فصاروا مع ذلك معطلةً في الصفات وقالوا خلق الجنة قبل الجزاء عبث فإنها تصير معطلة مُددا متطاولة ليس فيها سكانها قالوا ومن المعلوم أن ملكا لو أتخذ دارا واعد فيها ألوان الأطعمة والآلات والمصالح وعطلها من الناس ولم يمكنهم من دخولها قرونا متطاولة لم يكن ما فعله واقعا على وجه الحكمة ووجد العقلاء سبيلا إلى الاعتراض عليه فحجروا على الرب تعالى بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وشبهوا أفعاله بأفعالهم وردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي وضعوها للرب أو حرفوها عن مواضعها وضللوا وَبَدَّعُوا من خالفهم فيها والتزموا فيها لوازم أضحكوا عليهم فيها العقلاء.
مسألة: هل الجنة والنار يفنيان؟
الجنة والنار لا يفنيان أبداً قال تعالى: (وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[سورة: التوبة - الآية: 100]
و قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاّ طَرِيقَ جَهَنّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً)[النساء 168، 169]