الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليوم الآخر يوم القيامة، ويدخل في الإيمان به كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، كفتنة القبر وعذابه ونعيمه وغير ذلك. والإيمان به واجب، ومنزلته من الدين انه أحد أركان الإيمان الستة.
(أنواع القيامة:
مسألة؟ ما هي أنواع القيامة؟
القيامة صغري كالموت، فكل من مات فقد قامت قيامته، وكبري وهي المقصودة هنا، وهي قيام الناس بعد البعث للحساب والجزاء. وسميت بذلك لقيام الناس فيها، وقيام العدل، وقيام الأشهاد. ودليل ثبوتها من الكتاب والسنة والإجماع. فمن أدلة الكتاب قوله تعالي:(ألا يَظُنُّ أولَئِكَ أنهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ*يوم َ يقُوم النَاسُ لربِ العالًمِين)(المطففين:4 - 6). ومن أدلة السنة (حديث عائشة في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تحشرون حفاة عراة غرلا. قالت عائشة: الرجال والنساءُ ينظرُ بعضهم إلى بعض فقال: الأمرُ أشدُ من أن يهمهم ذلك.
وأما الإجماع فقد اجمع المسلمون وجميع أهل الأديان السماوية على إثبات يوم القيامة، فمن أنكره أو شك فيه فهو كافر. وللقيامة علامات تسمي الأشراط كخروج الدجال ويأجوج ومأجوح، وطلوع الشمس من مغربها. وجعلت لها هذه الأشراط؛ لأنها يوم عظيم وهام فكان لها تلك المقدمات.
(التفكر في أهوال يوم القيامة:
إن من أهم ما يُرَقِّق القلب التفكر في أهوال يوم القيامة من نفخ الصور والبعث يوم النشور والعرض على الجبار، والسؤال عن القليل والكثير ونصب الميزان لمعرفة المقادير وجواز الصراط وأحوال الناس في جوازه، وتطاير الصحف وهل ستأخذ كتابك بيمينك أو بشمالك، وسماعك المنادي وهو ينادي بصوت مسموع سعد فلان بن فلان أو شقي فلان بن فلان.
وتتفكر في طول هذا اليوم وشدة الانتظار فيه والخجل والحياء من أن تفتضح عند العرض على الجبار. في ذك اليوم لا ينفع صديق صديقه ولا والد ولده ولا قريب قريبه، ((وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)) (فاطر:18).
إذا تفكر في هذا كله فحري أن يرق قلبه ويخشع.
(إخواني تفكروا في الحشر والمعاد وتذكروا حين تقوم الأشهاد: إن في القيامة لحسرات وإن في الحشر لزفرات وإن عند الصراط لعثرات وإن عند الميزان لعبرات وإن الظلم يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى النظرات وإن الحسرة العظمى عند السيئات فريق في الجنة يرتقون في الدرجات وفريق في السعير يهبطون الدركات وما بينك وبين هذا إلَاّ أن يقال: فلان مات وتقول: رَبِّ ارجعوني فيقال: فات 0
(إخواني تفكروا في يومٍ تشيب فيه الأطفال، وتسير فيه الجبال، يوم تظهر فيه الوبال، يوم تنطق فيه الأعضاء بالخصال يوم لا تقال فيه الأعثار.
(يومُ ينصب فيه الصراط فناج وواقع، ويوضع الميزان فتكثر الفظائع، وتنشر الكتب وتسيل المدامع، وتظهر القبائح بين تلك المجامع، ويؤلم العقاب وتملى المسامع، ويخسر العاصي ويربح الطائع.
(يا له من يوم يقتص للمظلوم من الظالم، وتحيط بالظالم المظالم، وليس لمن لا يرحمه الإله عاصم.
(عجبا لعينٍ أمست بالليل هاجعة، وَنَسِيَت أهوالَ يوم الواقعة، ولأذنٍ تقرعها المواعظ فتضحى لها سامعة، ثم تعود الزواجر عندها ضائعة، ولنفوسٍأضحت في كرم الكريم طامعة، وليست له في حال من الأحوال طائعة، ولأقدامٍ سعت بالهوى في طرق شاسعة، بعد أن وضحت لها سبل فسيحة واسعة، وَلِهِمَمٍ أسرعت في شوارع اللهو شارعة، لم تكن مواعظ العقول لها نافعة، ولقلوبٍ تُضْمِرُ التوبةَ عند الزواجر الرائعة، ثم يختل العزمُ بفعل ما لا يحل مراراً متتابعة.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم).
(حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم يؤتى بالجسر فيُجعل بين ظهري جهنم). قلنا: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: (مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة، تكون بنجد، يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلَّم وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحباً.