الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قول المنتصر عند حضور الموت:
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عبد الله بن هارون بن معمر التغلبي قال: جعل المنتصر يقول وهو يكيد بنفسه، وقائل يقول: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين، فقال:«ليس إلا هذا، لقد ذهبت الدنيا والآخرة»
(قول عبد العزيز بن مروان عند حضور الموت:
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن ابن أبي مليكة قال: رأيت عبد العزيز بن مروان حين حضره الموت وهو يقول: «ألا ليتني لم أك شيئا مذكورا، ألا ليتني كهذا الماء الجاري، أو كنابتة من الأرض، أو كراعي ثلة في طرف الحجاز من بني نصر بن معاوية، أو بني سعد بن بكر»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن داود بن المغيرة قال: لما حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة قال: «ائتوني بكفني الذي تكفنوني فيه. فلما وضع بين يديه ولاهم ظهره، فسمعوه وهو يقول: أف لك، أف لك. ما أقصر طويلك، وأقل كثيرك»
(قول بشر بن مروان عند حضور الموت:
[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن أبي وائل قال: لما حُضِرَ (1) بشر بن مروان قال: والله لوددت أني كنت عبدا حبشيا لأسوأ أهل البادية ملكة، أرعى عليهم غنمهم، وأني لم أكن فيما كنت فيه. فقال شقيق: الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا ولا نفر إليهم، إنهم ليرون فينا عبرا، وإنا لنرى فيهم غيرا.
(1)
حُضِر: حضره الموت
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن مالك بن دينار قال: «مات بشر بن مروان فدفن، ثم مات أسود فدفن إلى جنبه، فمررت بقبرهما بعد ثالثة فلم أعرف أحدهما من قبر صاحبه، فذكرت قول الشاعر: والعطيات خساس بينهم وسواء قبر مثر ومقل»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عبد الله بن بسطام قال: «احتضر بعض الملوك، فجعل يقول: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه»
(تعزية النفس عند الاحتضار بالصبر والاحتساب:
[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن إسماعيل بن عبيد الله قال: حدثتني أم الدرداء قالت: أغمي على أبي الدرداء، وبلال ابنه عنده، فقال: «اخرج عني. ثم قال: من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ (وَنُقَلّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوّلَ مَرّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)[الأنعام: 110] ثم يغمى عليه، ثم يفيق فيقولها، حتى قبض»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عمرو بن قيس: أن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ قال: فقيل: لم نصبح. حتى أتي فقيل له: قد أصبحت. قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار. مرحبا بالموت. مرحبا، زائر مغب حبيب جاء على فاقة. اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك. إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار، ولا لغرس الشجر، ولكن لظمإ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن أسد بن وداعة قال: لما مرض حذيفة مرضه الذي مات فيه، قيل له: ما تشتهي؟ قال: «أشتهي الجنة. قالوا: فما تشتكي؟ قال: الذنوب. قالوا: أفلا ندعو لك الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. لقد عشت فيكم على خلال ثلاث: للفقر فيكم أحب إلي من الغنى، وللضعة فيكم أحب إلي من الشرف، وإن من حمدني منكم ولامني في الحق سواء. ثم قال: أصبحنا؟ أصبحنا؟ قالوا: نعم. قال: اللهم إني أعوذ بك من صباح النار. حبيب جاء على فاقة. لا أفلح من ندم»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن رقبة بن مسقلة قال: لما احتضر الحسن بن علي قال: «أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، قال: فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: اللهم إني احتسبت نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عن عمير بن إسحاق قال: دخلت أنا ورجل من قريش على الحسن بن علي، فقام، فدخل المخرج، ثم خرج فقال:«لقد لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود، ولقد سقيت السم مرارا، وما سقيته مرة أشد من هذه. قال: وجعل يقول لذلك الرجل: سلني قبل أن لا تسألني. قال: ما أسألك شيئا. يعافيك الله. قال: فخرجنا من عنده، ثم عدنا إليه من غد وقد أخذ في السوق، فجاءه حسين حتى قعد عند رأسه فقال: أي أخي، من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم. قال: لئن كان صاحبي الذي أظن لله أشد له نقمة، وإن لم يكن به ما أحب أن يقتل بريئا»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن أبي إسحاق قال: قال أبو سفيان بن الحارث لما حضره الموت لأهله: «لا تبكوا علي، فما تنطفت بخطيئة منذ أسلمت»
[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عيينة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي: أن أبا بكرة لما اشتكى عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب، فأبى (1). فلما ثقل وعرف الموت من نفسه وعرفوه منه قال: «أين طبيبكم ليردها إن كان صادقا؟ قالوا: وما يغني الآن؟ قال: ولا قبل قال: فجاءت ابنته أمة الله، فلما رأت ما به بكت، فقال: أي بنية، لا تبكي. قالت: يا أبتاه، فإن لم أبك عليك فعلى من أبكي؟ قال: لا تبكي، فو الذي نفسي بيده، ما في الأرض نفس أحب إلي أن تكون خرجت من نفسي هذه، ولا نفس هذا الذباب الطائر. ثم أقبل على حمران ـ وهو عند رأسه ـ فقال: ألا أخبرك لماذا أخشيته؟ والله إن أمر فيحول بيني وبين الإسلام»
(1)
أبى: رفض وامتنع
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن يونس بن عبيد قال: لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع، فأكب عليه ابنه عبد الله فقال: يا أبه، إنك قد غممتنا، فهل رأيت شيئا؟ قال:«هي نفسي التي لم أصب بمثلها»
[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن سهل السراج، قال: لما حضر ابن سيرين الموت جعل يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، فيقال له: قل: لا إله إلا الله، فيقول:(إنا لله وإنا إليه راجعون)
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن الحسن بن دينار: أن محمد بن سيرين كان يقول وهو في الموت: «في سبيل الله، نفسي أحب الأنفس علي»
139 -
حدثنا عبد الله قال: وحدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبد الملك بن عمير قال: قيل للربيع بن خثيم: «ألا ندعو لك طبيبا؟ فقال: انظروا. ثم تفكر فقال: (وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ الرّسّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً) [الفرقان: 38] فذكر من حرصهم على الدنيا ورغبتهم فيها، كانت فيهم مرضى، وكانت فيهم أطباء، فما أرى المداوي بقي، ولا المتداوي، هلك الناعت والمنعوت له»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن زكريا بن يحيى الكندي قال: دخلت على الشعبي وهو يشتكي، فقلت له: كيف تجدك؟ قال: «أجدني وجعا مجهودا. اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي»
[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن بشر الأمي الأفوه قال: قال أبو حازم لما حضره الموت: ما أتينا على شيء من الدنيا إلا على ذكر الله، وإن كان هذا الليل والنهار لا يأتيان على شيء إلا أخلقاه. وفي الموت راحة للمؤمنين. ثم قرأ: (وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لّلأبْرَارِ)[آل عمران:198]
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عمر بن بكير النحوي، عن شيخ من قريش قال: دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال: «يا بني كيف تجدك؟ قال: أجدني في الحق. قال: يا بني، لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك. قال ابنه: وأنا يا أبه، لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عبد الله بن مسلم العبدي قال: قال مطرف لما حضره الموت: «اللهم خر لي في الذي قضيته علي من أمر الدنيا والآخرة. قال: وأمرهم بأن يحملوه إلى قبره، فختم فيه القرآن قبل أن يموت»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن زهير بن أبي عطية قال: لما احتضر العلاء بن زياد العدوي بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: «كنت والله أحب أن أستقبل الموت بالتوبة. قال: فافعل رحمك الله. قال: فدعا بطهور، فتطهر، ثم دعا بثوب له جديد، فلبسه، ثم استقبل القبلة، فأومأ برأسه مرتين أو نحو ذلك، ثم اضطجع فمات»
[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه قال: «لما اشتد وجع الحسن بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال:» نفيسة ضعيفة، وأمر هؤول عظيم، (إنا لله وإنا إليه راجعون)