الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ولما كان رسول أعظم الخلق عبودية لربه وأعلمهم به وأشدهم له خشية وأعظمهم له محبة كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله وهي أعلى درجة في الجنة وأمر النبي أمته أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء زلفى من الله وزيادة الإيمان وأيضا فإن الله سبحانه قدرها له بأسباب منها دعاء أمته له بها بما نالوه على يده من الإيمان والهدى صلوات الله وسلامه عليه وقوله حلت عليه يروى عليه وله فمن رواه باللام فمعناه حصلت له ومن رواه بعلى فمعناه وقعت عليه شفاعتي والله أعلم.
(أدنى أهل الجنة منزلة:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سأل موسى ربه فقال: يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول: أي رب كيف و قد نزل الناس منازلهم و أخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب فيقول: لك و مثله و مثله و مثله و مثله فقال في الخامسة: رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله و لك ما اشتهت نفسك و لذت عينك فيقول رضيت رب! قال: رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي و ختمت عليها فلم تر عين و لم تسمع أذن و لم يخطر على قلب بشر قال ومصداقة في كتاب الله عز وجل (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مّآ أُخْفِيَ لَهُم مّن قُرّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[السجدة 17]
(حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين): أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(هل تضارُّون في القمر ليلة البدر). قالوا: لا يا رسول الله، قال:(فهل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال:(فإنكم ترونه كذلك، يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتَّبعه، فيتَّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتَّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها، أو منافقوها - شك إبراهيم - فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتَّبعونه، ويُضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلِّم سلِّم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان).
قالوا: نعم يا رسول الله، قال:(فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم المؤمن يبقى بعمله، أو الموبَق بعمله، أو الموثَق بعمله، ومنهم المخردل، أو المجازى، أو نحوه، ثم يتجلى، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار، أمر الملائكة أن يُخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً، ممن أراد الله أن يرحمه، ممن يشهد أن لا إله إلا الله، فيعرفونهم في النار بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتُحِشوا، فيُصَبُّ عليهم ماء الحياة، فينبتون تحته كما تنبت الحِبَّةُ في حَميل السيل، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، هو آخر أهل النار دخولاً الجنة، فيقول: أي ربِّ اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيدعو الله بما شاء أن يدعوه، ثم يقول الله: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا اسألك غيره، ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي ربِّ قدمني إلى باب الجنة، فيقول الله له: ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير الذي أعطيت أبداً، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول: أي رب، ويدعو الله حتى يقول: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي ما شاء من عهود ومواثيق، فيُقَدِّمه إلى باب الجنة، فإذا قام إلى باب الجنة انْفَهَقَتْ له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي ربِّ أدخلني الجنة، فيقول الله: ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت، فيقول: ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول: أي ربِّ لا أكوننَّ أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنَّهْ، فسأل ربه وتمنى، حتى إن الله ليذَكِّرُهُ، يقول: كذا وكذا، حتى انقطعت به الأماني، قال الله: ذلك وعشرة أمثاله معه).
(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح الترغيب والترهيب) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم». .فذكر الحديث إلى أن قال:» حتى يمرّ الذى يُعْطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه، تخرُّ يدُ وتعلّق يدُ، وتخرّ رِجل وتعلّق رجل وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلصِ، فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله الذى أعطانى ما لَم يُعْطِ أحداً إذْ نجَّانى منها بعد إذْ رأيتها، قال: فيُنْطلق به إلى غدير ـ نهر ماء ـ عند باب الجنة فيغتسل، فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم، فيرى ما فى الجنة من خَلَل الباب، فيقول: رب أدخلنى الجنة، فيقول له: أتسألنى الجنة وقد نجيتك من النار؟ فيقول: رب اجعل بينى وبينها حجاب لا أسمع حسيسها، قال: فيدخل الجنة ويُرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حُلْم، فيقول: رب أعطنى ذلك المنزل، فيقول له: لعلك إن أَعْطَيْتُكهُ تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسأل غيره وأى منزل أحسن منه؟ فيعطاه، فينزله ويرى أمام ذلك منزلً كأن ما هو فيه إليه حلم، قال: رب أعطنى ذلك المنزل، فيقول: لا وعزتك يارب وأى منزل أحسن منه؟ فُيعْطاه فينزله ثم يسكت، فيقول الله عز جل ذكره: مالك لا تسأل؟ فيقول: رب قد سألتك حتى استحيَيْتُك وأقسمتُ حتى استحييْتُك، فيقول الله جل ذكره: ألم ترض أن أُعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيْتُها وعشرة أضعافه؟ فيقول: أتهزأ بى وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله، قال: فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه، قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: لا ولكنى على ذلك قادر، سَلْ، فيقول: ألْحقنى بالناس، فيقول: الْحَقْ بالناس، فينطلق يرمل فى الجنة حتى إذا دنا من الناس رُفع له قصر من دُرَّة فيخرُّ ساجداً فيقال له: ارفع رأسك مالك؟ فيقول: تراءى لى ربى، فيقال: إنما هو منزل من منازلك. قال: ثم يَلْقى رجلاً فيتهيَّأ للسجود له فيقال له: مَهْ!! فيقول: رأيت أنك مَلَك من الملائكة، فيقول: إنما أنا خازن من خُزَّانك وعبد من عبيدك تحت يدىَّ ألف قَهْرَمان ـ خازن ـ على ما أنا عليه،