الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حديثُ أبي سعيدٍ في صحيح مسلم) أن جبريلَ عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمدُ اشتكيت؟ قال نعم. قال بسم الله أرقيكَ من كُلِ شئٍ يُؤذيك ومن شرِ كُلِ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيْك بسم الله أرقيك.
(حديثُ عائشةَ في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولُ للمريض: بسمِ اللهِ تُرْبَةُ أرضنا بِرِيقةِ بَعْضنا يُشْفَى سَقِيمُنا بإذن ربنا.
(مسألة: هل الإسترقاء يُنافي التوحيد؟
الإسترقاء لا يُنافي التوحيد إلا أن تركه أفضل لكمالِ التعلقِ بالله وحده.
مسألة: ما معنى التوكل؟
(التوكلُ هو: صدقُ الاعتماد على الله تعالى في جلب النفعِ أو دفع الضُرِ، وذلك بالأخذِ بالأسبابِ المشروعة دون التعلقِ بها ثم الرضا بالمقضي.
{تنبيه} : (لا يتمُ التوكلُ إلا بشيئين أساسيين:
(1)
قبل التفويضُ حدوثِ المقضي: فبعد أن يصدُق الإنسان في اعتماده على الله يُفَوِّضُ أمره إلى الله تعالى بمعنى أنه يُلقي أمره إلى الله يُصَرِّفْه كيف يشاء.
(2)
حدوث المقضي: الرضا بعد فمن لم يرضى بالمقضي فتوكله فاسد، ولذا يحسن بالإنسان أن يقول بعد تحقيقِ أسبابِ التوكل [اللهم إنا فوضنا أمرنا إليك راضِين بما قضيت فاقدر لنا الخيرَ حيث كان]
{تنبيه} : (من لم يأخذ بالأسبابِ المشروعةِ فتوكله فاسد، فمثلاً لو أن إنسان زعم أنه صدق في اعتماده على الله تعالى في حصولِ الولد ولكنه لم يتزوج فهل يُعَدُ هذا متوكلاً على الله؟ بالطبع لا، ليس هذا توكلاً إنما هذا سفهٌ وحماقة.
ولعل أوضح حديثٍ يبين ُ التوكلَ بشقَيْه قبل حدوث المقضي وبعده هو حديث الاستخارة.
(حديثُ جابر في صحيح البخاري) قال كان رسولُ الله يُعلمُنا الاستخارة في الأمورِ كلها كالسورةِ من القرآن، إذا همَّ أحدكم بالأمرِ فليركع ركعتين من غيرِ الفريضةِ ثم يقول: اللهم إني أستخِيرُك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدرُ ولا أقدرُ وتعلمُ ولا أعلمُ وأنت علَاّمُ الغيوب، اللهم إن كنت تعلمُ أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري _ أو قال عاجل أمري وآجله _ فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمرَ شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفْه عني واصرفني عنه ثم ارضِني به، ويُسَمِّي حاجته.
(ذكر حثيات الرب تبارك وتعالى الذين يدخلهم الجنة:
(حديث أَبَي أُمَامَةَ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وعدني رَبِّى أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفاً لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ» .
مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً: أي الذين لا يحاسبون من أمته ـ مع كل ألف منهم سبعون ألفاً ـ.
كم سيكون المجموع؟
أربعة ملايين وتسعمائة ألف غير الحثيات.
وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ: ذهب أهل العلم إلى أن الحثية من الله تعالى أكثر عددا من السبعين ألفا ومع كل واحد سبعين ألفا، وهذا من عظيم رحمة الله تعالى وفضله ومنِّه وكرمه، فهؤلاء من يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.
مسألة: ما حكم أن يحثو الإنسان بيده وهو يذكر ذلك الحديث؟
الجواب:
أن ذلك يتوقف والله أعلم على حال من يخاطبهم الإنسان، فإن خشي عليهم أن يقع في قلوبهم شيء من تشبيه الله بخلقه ـ والعياذ بالله ـ فإنه لا يفعل ذلك، أما إن لم يخش منهم ذلك وأراد أن يبين لهم معنى الحثية فحثا بيده لكي يعلموها فلا بأس إن شاء الله، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضه بيديه فيقول أنا الله، أنا الملك أنا الملك) وأنه صلى الله عليه وسلم كان يقبض أصابعه ويبسطها وهو يروي قول ربه سبحانه وتعالى، وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة قال: (رأيت رسول الله قرأ هذه الآية إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
…
إلى قوله سميعاً بصيراً)، قال رأيت رسول الله يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينيه).