الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يكن «ولم يكن ذلك منه صلى الله عليه وسلم تشبيهاً ولا تمثيلاً» ،وإنما هو زيادة بيان وإيضاح، لعلمه صلى الله عليه وسلم أن أصحابه لا يفهمون من فعله أن قبض الله تعالى السموات والأرض كقبض الإنسان للأشياء بيده، ولا أن سمع الله تعالى وبصره كسمعنا وبصرنا، أما إن كان فعل ذلك يترتب عليه فهم خاطيء لصفات المولى عز وجل فإن علينا أن لا نفعل ذلك، وبنحو ما قلناه قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على كتاب التوحيد المسمى بالمجموع المفيد حيث ذكر أن ذلك يختلف بحسب ما يترتب عليه فإن كان السامع لن يتقبل ذهنه ذلك إلا بأن يشعر بالتمثيل فينبغي أن نكف عن تلك الإشارة أمامه، لأن تلك الإشارة ليست بواجبة حتى نقول إنه يجب علينا أن نبلغ كما بلغ الرسول بالقول والفعل، أما إذا كنا نتكلم مع طلبة علم أو مع إنسان مكابر ينفي هذا ويريد أن يحول المعنى إلى غير الحقيقة فحينئذ نفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا والله تعالى أعلم.
(عرض الجنة:
قال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ] البقرة:255 [فنؤمن أن هناك خلقاً اسمه الكرسى، وليس بالطبع كرسياً نجلس عليه، ولكنه خلق أخبرنا به، كما أن هناك خلقاً آخر اسمه العرش، يقول الله عز وجل: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر:7]
(حديث جابر رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» أُذِن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام».
(حديث أبى ذر الغفاري رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة) أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال صلى الله عليه وسلم:» والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة».
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، «كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض» ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تَفجَّر أنهار الجنة.
(أخي الحبيب: