الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المناطق في جنوب آسيا وشمال استراليا. ويتميز بالمناخ المداري المطير الذي تسمح الحرارة السائدة به باستمرار فصل النمو على امتداد السنة بأكملها طالما تسمح الموارد المائية بذلك وتتباين مناطق هذه البيئة في كمية الأمطار الساقطة وتوزيعها على شهور السنة وإن كان بعضها يتصف بفصل جاف. وتصل كمية الأمطار إلى نحو 80 بوصة في السنة بل إن بعض المناطق يسقط بها أكثر من 200 بوصة مما يشكل عائقا كبيرا أمام النشاط البشري فيه، وتتميز هذه البيئة بمناخها الذي ترتبط فيه الأمطار الغزيرة بالحرارة العالية مما يحقق ظروفا ملائمة لنمو النبات.
وتتمثل أنواع الزراعة السائدة في البيئة المدارية المطيرة في الزراعة البدائية من ناحية والمتقدمة من ناحية أخرى وذلك على النحو التالي:
1-
الزراعة المتنقلة:
وهي زراعة بدائية تمارسها بعض الجماعات البشرية المتخلفة في الأقاليم المدارية المطيرة ولا يبذل فيها جهد كبير حيث تزال النباتات الطبيعية من مساحة صغيرة من الأرض ثم تبذر البذور وتترك بعد ذلك حتى يحل موعد الحصاد وتنتقل الجماعة البدائية في ثنايا الغابة لتعود وقت الحصاد إلى المنطقة التي زرعتها، وقد تقيم بجوار الحقل فترة مؤقتة حتى ينمو المحصول ويتم حصاده ثم تنتقل بعد ذلك لمنطقة أخرى لتطهيرها من النباتات البرية وزراعتها والانتظار حتى حصاد المحصول وهكذا. وفي كل ذلك ترتبط الزراعة البدائية بحرفة الجمع والالتقاط أو قد ترتبط بقرى شبه دائمة تسكنها الجماعة لمدة ثلاث أو أربع سنوات، وبعد مضي هذه الفترة تكون الأرض قد أنهكت واستنفدت مواردها ثم ما تلبث الجماعة في اختيار موضع جديد تنتقل إليه القرية وتبدأ العملية كلها من جديد في أراضٍ بكر.
وباستمرار تزايد السكان، فإن نمط الزراعة المتنقلة يبدأ في التغيير ويتمثل في قرية كبيرة ودائمة في معظم الأحيان كذلك يكون الاستغلال الاقتصادي لموارد البيئة الطبيعية أكثر تقدما وكثافة نسبيا حيث تتبع الجماعة نوعا من الدورات الزراعية -وفيها تنظف الأرض وتستغل الزراعة لمدة عام أو عامين أو ربما ثلاثة- ثم ما تلبث أن تهمل بعد ذلك وتترك للنمو
الطبيعي الغابي. والمدة المثالية اللازمة لإراحة أرض الغابة ينبغي أن تتراوح بين 25 - 30 سنة حتى تتاح الفرصة لاسترداد خصوبتها الطبيعية وقد يؤدي تزايد السكان في معظم المناطق إلى تقليل فترة راحة الأرض ويتبع ذلك تدهور بطيء في التربة يعقبه انتقال القرية بأكملها ورحيلها إلى منطقة أخرى.
وتوجد الجماعات البشرية التي تمارس الزراعة المتنقلة في كل الأقاليم المدارية المطيرة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا بما في ذلك الجزر الواقعة في هذه الأقاليم. وتختلف هذه الجماعات فيما بينها بالنسبة للمحاصيل المزروعة ففي أمريكا اللاتينية يعد المانيوق محصولا رئيسيا "المانيوق يعرف بأسماء كثيرة منها الكاسافا والتابيوكا وهو نبات ذو جذور هي صالحة للأكل وتقسم إلى نوعين: أحدهما مر والآخر حلو، وكلاهما يستخدمان في الأكل" وكذلك البطاطا واليام والفول والذرة والفول السوداني وكلها محاصيل أصلية وذلك بالإضافة إلى المحاصيل التي جلبها الأوروبيون مثل قصب السكر والموز.
أما الشعوب الأفريقية التي تمارس الزراعة المتنقلة فتزرع الذرة الرفيعة واليام الغيني "نوع من البطاطا" والصرغم "نبات كالذرة يستخرج من بعض أنواعه عصير سكري وتستخدم أنواعه الأخرى في أغراض مختلفة" والبطاطس وبعض المحاصيل الوطنية مثل الذرة والموز وأرز المرتفعات الجاف والكاسافا "وهو نبات يستخرج من جذره نشا" والقلقاس وغيرها.
أما المحاصيل الوطنية في آسيا المدارية المطيرة فتشمل الأرز والقلقاس واليام والموز وكذلك بعض المحاصيل المجلوبة مثل الذرة والمانيوق والذرة الرفيعة والبطاطا.
وتختلف هذه المناطق في طرق الزراعة وكذلك في نمط الحياة البشرية بها فمعظم السكان في الأمريكتين يمارسون بالإضافة للزراعة المتنقلة جمع منتجات الغابة موسميا -والتي يصدرونها إلى خارج منطقتهم- ففي أمريكا الوسطى يجمعون اللبان، وفي البرازيل الجوز البرازيلي والمطاط البري ومع ذلك فإن بعض الجماعات الأفريقية أصبحت مستقرة بعد تزايد عدد سكانها بل وتحولوا بعد ذلك الاستقرار إلى زراعة محاصيل نقدية مثل الكاكاو في ساحل غانا والفول السوداني في أقليم السافانا أو جمع منتجات الغابة في المناطق الرطبة.