الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: القوى الداخلية البطيئة
مدخل
…
الفصل الأول: القوى الداخلية البطيئة:
وهي من أهم الظاهرات التي تدل على عدم استقرار قشرة الأرض، وهي تنقسم إلى نوعين أساسيين حسب اتجاه تأثيرها:
1-
قوى رأسية إلى أعلى أو إلى أسفل، ينشأ عنها أن ترتفع الكتل القارية أو تنخفض عن مستوى سطح البحر، ولهذا فإن النطاقات الساحلية تعتبر أحسن المناطق في الاستدلال على حدوث ارتفاع أو انخفاض في سطح الأرض بالنسبة لمنسوب سطح البحر، ويعرف هذا النوع من القوى بالقوى المكونة للقارات.
2-
قوى أفقية ينشأ عنها ثني الصخور والتواؤها، وهي المسئولة عن تكوين السلاسل الجبلية الالتوائية، وتسمى بالقوى المكونة للجبال.
أولًا:
الالتواءات
مظهر الالتواء:
في كثير من المناطق نجد الصخور الطباقية وقد انثنت في شكل التواءات منتظمة وأخرى غير منتظمة وحينئذ يمكن رؤيتها في سهولة ويسر "شكل: 25، 26" ولكن عادة يمتد الالتواء فوق مساحة شاسعة تظهر في بعض أجزائها الطبقات الصخرية مكشوفة ظاهرة، وتختفي في أجزائها الأخرى "تحت غطاء نباتي أو جليدي مثلًا"، فيستلزم الأمر حينئذ دراسة دقيقة لمميزات الطبقات وطبيعة بنائها وأشكالها ونظامها، وتجتمع تلك المميزات والظاهرات على امتداد مسافة قد تبلغ عديدًا من الكيلومترات قبل أن يتمكن الدارس من تكوين فكرة واضحة عن نظام الالتواء في المنطقة.
شكل 25: التواء صخري منتظم، تتعاقب فيه القمم والأحواض، وتعرف القمم بالمحدبات "1،1" التي تكون حافات، أما الأحواض "2،3" فتسمى بالمقعرات التي تشكل أودية.
شكل 26: طبقات صخرية أصابها الالتواء.
وتحدث الالتواءات الصخرية عادة في تتابع تتعاقب فيه القمم والأحواض، وتعرف قمم الالتواءات بالثنيات المحدبة، أما الأحواض فتعرف بالتثنيات المقعرة "شكل 27".
وحينما يكون الالتواء حديث النشأة، فإن الثنيات المحدبة تبدو فيه في شكل حافات جبلية، أما الثنيات المقعرة فتظهر في هيئة أودية.
شكل 27: ثنيتان صخريتان صغيرتان إحداهما محدبة "اليسرى" والأخرى مقعرة "اليمنى".
وكثيرًا ما يحدث أن تنقلب أشكال السطح بواسطة تأثير عوامل التعرية، فتصبح الأودية في مواقع الثنيات المحدبة، بينما تشغل الحافات الجبلية مواضع الثنيات المقعرة، ومع هذا يبقى استخدام مفهومي ثينة محدبة وثنية مقعرة للأشكال الصخرية الأصلية "شكل 28".
شكل 28: انقلاب التضاريس بتأثير عوامل التعرية.