الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
الحمد لله الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
…
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أفضل من بعث بالرسالة واشتكت إليه الغزالة وكلمه الحجر وآمن به المدر وانشق له القمر ولبى دعوته الشجر واستجار به الجمل وشكا إليه شدة العمل وحن إليه الجذع ودر عليه يابس الضرع وسبحت فى كفه الحصباء ونبع من بين أصابعه الماء.
،
…
أما بعد
…
،
أكتب هذه الرسالة من منطلق قول ربنا عز وجل {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (1).
لمن؟
إلى كل نفس مؤمنة تتطلع شوقاً إلى رؤية راية الإسلام خفاقة على
(1) سورة الذاريات - الآية 55.
ربوع العالم.
إلى كل نفس مؤمنة تتطلع شوقاً إلى رؤية شمس الإسلام تشرق من جديد تأخذ بيد البشرية الضالة المتحيرة ببعدها عن منهج الله ويتجه بها: من .. الظلمات إلى النور .. ومن الجهل إلى المعرفة .. ومن الباطل إلى الحق .. ومن الشر إلى الخير .. ومن الشقاء إلى السعادة .. ومن الضلالة إلى الهداية .. ومن الخوف والقلق والحيرة إلى الأمن والطمأنينة .. ومن الأثرة والأنانية إلى الإيثار والتضحية .. ومن التناكر والتخالف إلى التعارف والتآلف .. إلى كل نفس تريد حمل أمانة الدعوة إلى الله عز وجل وتحمل أعباء الجهد والتضحية، لإعلاء كلمة التوحيد.
فى هذه الآونة التى التبس فيها الحق بالباطل .. والمعروف بالمنكر .. والخير بالشر .. وكل يوم تعرض الفتن على القلوب، فما يفيق المسلمون من فتنة حتى يقعوا فى غيرها، فأصبح المسلم تائهاً لا يدرى ماذا يفعل .. ؟ ولا يدرى ما وظيفته .. ؟ وما مقصده فى هذه الحياة .. ؟
وللأسف مالت الأمة عن طريق الحق والنور الذى أراده الله عز وجل للبشرية كما قال الله عز وجل: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} (1)
(1) سورة النساء - الآيتان 26، 27.
فأخذت الأمة طريق اليهود والنصارى وتركت طريق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتمزقت وأصبحت الأمة ليست أمة لأن كل واحد فى الأمة أصبح له مقصد مختلف.
فهذا مقصده المال .. وهذا مقصده الجاه .. وهذا مقصده المنصب .. وهذا مقصده الأولاد .. وهذا مقصده الزراعة .. وهذا مقصده التجارة .. وهذا مقصده الصناعة .. وكثير جعل الدنيا مقصده وهى لا تغنى من الله شيئا.
ولكن الأمة .. هى التى مقصدها واحد وفكرها واحد ومنهجها واحد.
فلنقف ولنتساءل: ماالعلاج؟!
العلاج فى التعرف على الله عز وجل .. العلاج فى رجوع الأمة إلى دينها وجهد نبيها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. العلاج فى خروج الأمة فى سبيل ربها لحمل أمانة دينها .. والتعرف على ذلك يتم من خلال قراءتك لهذه الرسالة، راجياً الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها كل من وعى حقيقتها .. وتكون شمعة نحو إضاءة طريق الحق والخير والسلام .. آمين .. آمين .. آمين ..
محمد على محمد إمام
* * * * *