الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصاب جهد الدين
- س: ما هو النصاب الشرعى لجهد الدين .. ؟!!
أجاب أحد علماء الدعوة فقال:
نأخذ كل أمر من أمور الدين على حده ونوضح نصابه على حده فمثلاً:
أولا: الصلاة: قال الله تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} (1) .. فالله عز وجل أمرنا بالصلاة .. والنبى المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي بين لنا نصاب الصلاة .. الصبح ركعتين .. والظهر أربع ركعات .. والعصر أربع ركعات .. والمغرب ثلاث ركعات .. والعشاء أربع ركعات .. فلا نستطيع الزيادة أو النقصان .. لقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتمونى أصلى ". رواه البخارى عن مالك بن الحويرث (2).
ثانيا: الزكاة: قال تعالى {وَآتُوا الزَّكَاةَ} الله أمرنا بالزكاة. .والرسول صلى الله عليه وسلم بين النصاب كما هو واضح فى كتب الفقه.
(1) سورة البقرة - الآية 43.
(2)
مشكاة المصابيح - باب تأخير الآذان - 1/ 215.
ثالثا: الصوم: قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (1) .. فالله عز وجل أمرنا بالصيام وبين لنا نصاب الصيام والرسول صلى الله عليه وسلم وضح لنا أحكام الصيام.
رابعا: الحج: قال تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (2) فالله عز وجل أمرنا بالحج .. والرسول صلى الله عليه وسلم وضح لنا المناسك فعن جابر رضي الله عنه قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يرمى على راحلته يوم النحر ويقول صلى الله عليه وسلم " لتأخذوا مناسككم فإنى لا أدرى لعلى لا أحجُ بعد حجتى هذه ". (رواه مسلم)(3).
وكذلك الزواج وجميع شئون الحياة.
لكن .. جهد الدين .. تولى الله سبحانه وتعالى بنفسه بيانه .. حيث قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ
(1) سورة البقرة – الآية 183.
(2)
سورة آل عمران - من الآية97.
(3)
مشكاة المصابيح – باب رمى الجمار – 2/ 805.
فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (1).
إذن .. فتفريغ الوقت والجهد والتضحية فى سبيل الله عز وجل والدعوة إليه عز وجل هى واجب حتمى على كل مسلم ولكن تحديد بعض الوقت .. ما هى إلا أوقات للتمرين والتدريب على التضحية حتى يأتى فينا مزاج النبوة .. مزاج التضحية للدين .. كل الحياة، ولقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفنا بما أطلعه الله عليه من العلم بأحوال الأمة فقال للصحابة رضى الله عنهم أجمعين:" إنكم فى زمان من ترك منكم عُشر ما أُمر به هلك ثم يأتى زمان من عمل منهم بعُشر ما أمر به نجا "(2). والمقصود عُشر التضحية وليس عٌشر الأوامر.
* * * * *
(1) سورة الحج - الآية 78.
(2)
رواه الترمذى، وأبو داود والنسائى عن أبى هريرة رضي الله عنه (كتاب مشكاة المصابيح - باب الإعتصام بالكتاب والسنة 1/ 63، وكتاب المتجر الرابح فى ثواب العمل الصالح - باب ثواب العمل الصالح عند فساد الأمة).