الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من
علامات الهداية
1) انشراح الصدر: (للطاعة، العبادة، الجهد) لقول الحق عز وجل {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} (1) ولحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن النور إذا دخل الصدر انفسح "، فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! هل لتلك من علم (2) يعرف به .. ؟ قال:" نعم .. التجافى عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله "(رواه البيهقى فى شعب الإيمان)(3).
2) وجود الأعمال: يقول الله عز وجل {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا
(1) سورة الأنعام - الآية 25.
(2)
أى علامة.
(3)
مشكاة المصابيح - كتاب الرقاق - 3/ 1441.
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (1).
فلينظر كلٌ منا إلى نفسه .. ويواجه نفسه بالحقيقة .. لو كنا مصدقين لقدمنا دنيانا لأُخْرَانا .. ولقدمنا أُخْرَانا على دنيانا .. قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (2).
فعلامة التصديق التضحية .. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (3).
يقول العلماء:
كلما ضعف الإيمان .. ضعف العمل الصالح، ولو ضعف أكثر يتوقف العمل الصالح كما فى حديث الشفاعة .. عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن ناساً قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم "
(1) سورة البقرة - الآيات 1: 5.
(2)
سورة القصص – الآية
(3)
سورة الحجرات - الآية 15.
هل تضارون فى رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس معها سحاب؟ وهل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله قال ما تضرون فى رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون فى رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون فى النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين فقال فماذا تنظرون؟ يتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا
…
يا ربنا فارقنا الناس فى الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم.
وفى رواية أبى هريرة رضي الله عنه .. فيقولون: هنا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه. وفى رواية أبى سعيد: .. فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم .. سلم فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناجِ مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس (1) فى نار جنهم حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فو الذى نفسى بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة فى الحق قد تبين لكم من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين فى النار يقولون: ربنا كانوا
(1) وفى رواية لمسلم عن حذيفة وأبى هريرة رضى الله عنهما .. فمخدوقٍ ناجٍ ومكردس فى النار .. (مشكاة المصابيح – باب الحوض والشفاعة – 3/ 1560).
يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقاً كثيراً ثم يقولون ربنا ما بقى فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول: ارجعوا فمن وجدتم فى قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم فى قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم فى قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها خيراً فيقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً فيلقيهم فى نهر فى أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة من حميل السيل فيخرجون كاللؤلؤ فى رقابهم الخواتم فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة .. بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، فيقال لهم لكم ما رأيتم ومثله معه. متفق عليه (1)
ومن هنا نفهم أنه .. إذا ضعف نور الإيمان فى القلب يكون مثل المصباح الذى فى الحجرة إذا كانت إضاءته ضعيفة فهو لا يقضى على جميع الظلمات التى فى الحجرة، وكذلك الإيمان الموجود اليوم لدى المسلمين إلا من رحم ربى وعصم .. !! مثل المريض الذى نقل إلى غرفة الإنعاش فهو فى حياة ولكن أقرب منها إلى الموت.
(1) مشكاة المصابيح – باب الحوض والشفاعة - 3/ 1551
والإيمان الضعيف لابد له من التضحية فى سبيل الله ولذلك مقصود الخروج فى سبيل الله عز وجل أن يتقوى الإيمان واليقين .. فأعلى شعبة من شعب الإيمان هى .. لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله .. إذا صحت فى القلب صح ما بعدها من الشعب وإذا ضعفت فى القلب ضعف ما بعدها من الشعب.
* * * * *
الدعوة
وسيلة الإيمان
الإيمان: أمر غيبى غير ملموس .. وغير مرئى .. وهو التصديق واليقين بالأمور الغيبية غير الملموسة .. وقد عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: " الإيمان .. أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره .. "(رواه مسلم - عن عمر بن الخطاب)(1).
وبما أن الإيمان غير ملموس ومشاهد .. فالله ما قبل إيمان فرعون – عليه اللعنة – عندما رأى الآيات، والله عز وجل لا يقبل إيمان آخر الزمان عندما تظهر الآيات (طلوع الشمس من مغربها، خروج الدابة
…
الخ).
س: ولكن كيف أؤمن بشئ لم أراه .. ؟
(1) رياض الصالحين - باب المراقبة.
الدعوة: هى وسيلة الإيمان .. فهذا حصين الخزاعى والد عمران بن الحصين وكانت قريش تعظمه وتُجله .. فطلبت منه أن يكلم محمد صلى الله عليه وسلم فى آلهتها فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يذكرها فجاء حصين ومعه قريش حتى جلسوا قريباً من باب النبى صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبى صلى الله عليه وسلم قال: أوسعوا للشيخ فقال حصين .. ما هذا الذى بلغنا عنك؟ أنك تشتم آلهتنا .. فقال: يا حصين .. كم تعبد من إله؟ قال: سبعاً فى الأرض وواحد فى السماء. فقال: فإذا أصابك الضر فمن تدعو؟ قال الذى فى السماء، قال: فإذا هلك المال .. فمن تدعو؟ قال: الذى فى السماء. قال صلى الله عليه وسلم: فيستجيب لك وحده وتشركهم معه يا حصين .. أسلم تسلم .. فأسلم فقام إليه ولده عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه فلما أراد الحصين رضي الله عنه الخروج قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم شيعوه إلى منزله (1).
وجاء رجل للنبى صلى الله عليه وسلم فقال: أنت رسول الله أو قال أنت محمد .. ؟ فقال: نعم. قال: ما تدعو .. ؟ قال: أدعو الله عز وجل وحده من إذا كان لك ضر فدعوته كشفه عنك ومن إذا أصابك عام فدعوته أنبت لك ومن إذا كنت فى أرض قفر فأضللت فدعوته رد عليك فأسلم الرجل، ثم قال: أوصنى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: لا تسبن شيئاً أو قال أحداً، قال فما سببت بعيراً ولا شاة منذ أوصانى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه الإمام أحمد)(2).
(1) حياة الصحابة - 1/ 46
(2)
المرجع السابق - 1/ 48
فعرفه فاعلية الله وقدرة الله وعظمته عز وجل فلابد أن نبين للناس فاعلية الله وقدرة الله .. الله على كل شئٍ قدير .. الله فعال لما يريد .. لله ملك السماوات والأرض .. لله خزائن السماوات والأرض (1)
(1) من كلام الشيخ فريد العراقى.