الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاح الأحوال
وقال تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه} (2).
…
كل ما يصيب الإنسان من الأحوال السارة، ومن الأحوال الضارة ومن الأحوال الحسنة، ومن الأحوال السيئة من الله سبحانه وتعالى.
وإتيان الأحوال للإنسان سواء سارة أو ضارة تكون تبعاً للأعمال، فالله عز وجل ربط الأحوال بالأعمال لا بالأشياء المادية لا وجوداً ولا عدماً، فإذا صلحت الأعمال صلحت الأحوال، وإذا فسدت الأعمال فسدت الأحوال.
فالله عز وجل أذل فرعون فى ملكه، وملكه لم ينجه من الخسران المبين، وأذل قارون فى ماله، وماله لم ينجه من الخسران المبين. بل العكس بنى إسرائيل ليس معهم شئ والله عز وجل أعزهم، وليس كل من يكون معه الملك أو المال يكون فى الذلة، وليس كل من فى الفقر والمسكنة يكون فى العزة، وسليمان وداود عليهما السلام فى الملك والمال والله كتب لهما الفلاح،
(1) سورة النحل - 97.
(2)
سورة فاطر - من الآية 10.
فليس مدار صلاح الأحوال على الفقر أو الغنى، إنما مدار صلاح الأحوال وفسادها بالأعمال.
فالله عز وجل ربط الأحوال بالأعمال، وربط الأعمال بالأعضاء والجوارح، وجعل ترتيب صلاح الأعضاء والجوارح مربوط بصلاح القلب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب " متفق عليه (1).
فإذا كان القلب متعلقاً بالله تعالى مقبلاً على الآخرة، فيتحصل على نور الهداية من الله تعالى، والقلب عندما يتوجه إلى الله تعالى ويتعلق بالله تعالى يصير صاحبه متديناً، فإذا اشتغل بالتجارة يتحصل ثواب كثير، وتكون التجارة سبباً لسعادته فى الدنيا والآخرة فعن أبى سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء " رواه الترمذى والدارقطنى ورواه ابن ماجة عن ابن عمر (2).
وإذا زرع الأرض، الله يعطيه على كل حبة ثواب الصدقة فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طيراً أو بهيمة إلا كانت له صدقة ". متفق عليه (3).
(1) رياض الصالحين - باب الورع وترك الشبهات.
(2)
مشكاة المصابيح - باب المساهلة فى المعاملات - 2/ 851.
(3)
مشكاة المصابيح - باب فضل الصدقة - 1/ 595.
وإذا وضع اللقمة فى فىَّ امرأته يأجر عليها ويتحصل على ثواب الصدقة كما فى حديث سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه الطويل - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " وإنك لن تُنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل فى فىَّ امرأتك ". متفق عليه (1).
وإذا يأتى امرأته يأجر عليها ويتحصل على ثواب الصدقة كما فى الحديث عن أبى ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وفى بضع أحدكم صدقة. قالوا يا رسول الله: أيأتى أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال: أرأيتم إن وضعها فى حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك، إذا وضعها فى الحلال كان له أجر. رواه مسلم (2).
وإذا أنفق الأموال على عياله وأهل بيته يأخذ أجر المجاهد فى سبيل الله كما فى الحديث عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: مر على النبى صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله: لو كان هذا فى سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان خرج يسعى على أولاد صغار فهو فى سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو فى سبيل الله، وإن كان خرج رياءً ومفاخرة فهو فى سبيل الشيطان " رواه الطبرانى (3)(4)
(1) رياض الصالحين - باب الإخلاص وباب النفقة على العيال.
(2)
مشكاة المصابيح - باب فضل الصدقة - 1/ 495.
(3)
المتجر الرابح فى ثواب العمل الصالح.
(4)
من كلام الشيخ محمد عمر البالمبورى.