الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصفات
البيان الأول
في صفة اليقين على الله جل جلاله
لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم
كل غير الله بغير الله لا يفعل شيئاً، مثلاً:
- الشمس بدون الله لا تستطيع أن تعطى الحرارة والضوء.
- والعين بدون الله لا تستطيع أن تبصر.
- والأذن بدون الله لا تستطيع أن تسمع.
- واللسان بدون الله لا يستطيع أن يتكلم.
- والرجل بدون الله لا تستطيع أن تمشى.
- واليد بدون الله لا تستطيع أن تبطش.
- والطعام بدون الله لا يستطيع أن يعطى الشبع.
- والماء بدون الله لا يستطيع أن يعطى الرى.
- والسحاب بدون الله لا يُعطي المطر.
- والشجر بدون الله لا يعطي الثمر.
- والنحل بدون الله لا يُعطي العسل.
- والجاموس والبقر بدون الله لا يُعطي اللبن.
- والأرض بدون الله لا تُعطي الزرع.
- وهكذا كل الأشياء بدون الله لا تستطيع أن تفعل شئ والله بغير غيره يفعل كل شئ .. يفعل ما يشاء على الوجه الذى يشاء فى الوقت الذى يشاء بقدرته وحده سبحانه وتعالى ولا يحتاج لأحدٍ من خلقه وهو الصمد (1).
*****
(1) قال ابن مسعود رضي الله عنه .. اليقين: الإيمان كله.
وقال بشر: لو تفكر الناس فى عظمة الله ما عصوه.
وقال سفيان الثورى: لو أن اليقين وقع فى القلب كما ينبغى لطار اشتياقاً إلى الجنة وخوفاً من النار. (تاريخ الإسلام للذهبى – 4/ 558).
البيان الثاني
في صفة اليقين على الله جل جلاله
لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم
- المقصد: كيف يتبدل اليقين والعواطف والطريق من:
1) المخلوق إلى الخالق.
2) ومن الأشياء إلى الأعمال الصالحة.
3) ومن الدنيا إلى الآخرة.
لأن كل إنسان يمشى تحت يقينه فعندما يتبدل اليقين من الأشياء والمال والذهب والمنصب يأتى فى القلب اليقين على ذات الله وقدرة الله وخزائن الله وعند ذلك يرى النظام الغيبى ويتيقن على الوعد والوعيد أى الجنة والنار لأن صفات الله عز وجل أعلى وأشرف لا تجتمع مع حب الدنيا فى قلبٍ واحد.
الصحابة قبل الإسلام كان يقينهم على الأصنام ولكن لما قالوا لا إله إلا الله تبدل يقينهم على الله ففهموا أن كل الدنيا لا شئ
…
والله سبحانه وتعالى كل شئ.
وأننا لا نتربى من الدكان والوظيفة والزراعة ولكن الذى يربينا هو الله سبحانه وتعالى
…
العزة بيد الله سبحانه وتعالى
…
والذلة بيد الله سبحانه وتعالى
…
والصحة والمرض بيد الله سبحانه وتعالى
…
والغنى والفقر بيد الله سبحانه وتعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1).
وقال الله سبحانه وتعالى
…
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (2).
فالعزة والفلاح ليست فى الأشياء ولكن هى فى الحقيقة من خزائن الله ولكن الإنسان لا يرى إلا السبب الظاهرى مثال الإنسان ينظر إلى الحنفية هو يظن أن الماء من الحنفية ولكنها سبب والماء يأتى من الخزان وكذلك يظن أن الكهرباء من اللمبة ولكن الكهرباء من المحول وهكذا الإنسان ينظر إلى الحليب فيظن أنه من الجاموس ولكن الحليب يأتى من خزائن الله عز وجل.
والقمح ليس من الأرض ولكن من خزائن الله سبحانه وتعالى والربح ليس من الدكان ولكن من خزائن الله عز وجل.
الأسباب مثل العصا - العصا يضرب بها الرجل ولكن المضروب يقول للعصا لا تضربى
…
؟ - العصا لا تضرب ولكن الذى يضرب هو صاحب
(1) سورة آل عمران - الآية 26.
(2)
سورة الذاريات – الآية 58.
العصا، كذلك الشفاء ليس من الدواء ولكن الشفاء من خزائن الله عز وجل، الجاموسة بعد الحليب تقول لصاحبها قل لا إله إلا الله، والدجاجة تصيح بعد وضع البيضة وتقول لصاحبها قل " لا إله إلا الله "، والدكان أحياناً يأتى بعكس السبب فيأتى بالخسارة بدل الربح والعلاج ممكن أحياناً يكون سبباً لزيادة المرض وكذلك الطعام.
الجهد للدين فى الظاهر ينقص الدنيا ولكن فى الحقيقة من أقوى أسباب الرزق (1).
*****
(1) الشيخ محمد يوسف - مؤلف حياة الصحابة.
البيان الثالث
فى صفة اليقين على الله
لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله
معنى كلمة التوحيد: " لا إله إلا الله " أنه لا معبود بحق إلا الله.
مقصد (لا إله إلا الله): نتيقن بأن الله قادر على كل شئ بدون المخلوقات، بدون الأسباب وأن نتيقن بأن المخلوقات مع جميع الأسباب لا يقدرون على شئ بدون إرادة الله عز وجل.
التفصيل:
يعنى أن الله عز وجل قادر على إزالة الجوع بدون الطعام، وقادر على إزالة العطش بدون الماء، وقادر على إعطاء الشفاء بدون الدواء، وقادر على خلق الثمر بدون الشجر، وقادر على خلق الإنسان وتربيته بدون الوالدين، وقادر على إنبات النبات بدون المطر، وقادر على إحراق الشئ بدون النار، وقادر على قضاء الحوائج بدون أى سبب وأى كسب، وقادر على إعطاء العزة فى صورة الذلة وقادر على إنزال الذلة فى صورة العزة وقادر على
إعطاء النجاة فى صورة الهلاك، وعلى إعطاء الهلاك فى صورة النجاة، وقادر على إعطاء الغلبة لفئة قليلة بدون السلاح، وقادر على إتيان الخوف فى صورة الأمن، والأمن فى صورة الخوف.
وخلاصة الكلام:
أن العزة والذلة والمرض والصحة والضر والنفع والأمن والخوف والصلح والحرب والفتح والهزيمة والضحك والبكاء والفقر والغنى والحياة والموت
…
الخ. كل ذلك بيد الله عز وجل وتصرفه وهو لا يحتاج إلى أحد من خلقه ولا إلى أى سبب والمخلوقات كلها محتاجة إلى الله فى خلقهم وصفاتهم واستعمالهم والمخلوقات كلها لا يملكون مثقال ذرة فى السماوات ولا فى الأرض ولا يملكون ضراً ولا نفعاً.
*****
البيان الرابع
فى صفة اليقين على الله
لا إله إلا الله محمد رسول الله
الله سبحانه وتعالى جعل الفلاح التام للإنسانية جمعاء يرتكز على الثروة الداخلية للإنسان لأن الفلاح والخسارة وهى حالة داخلية للإنسان ليس اسم لشئ خارجى، فالعزة والذلة والراحة والشقاء والاطمئنان وعدمه والصحة والمرض حالات داخلية للإنسان.
فصلاح هذه الأحوال وفسادها ليس متعلقاً بشئ من الأشياء الخارجية فالله سبحانه وتعالى أعز بعض الناس مع الملك والمال وأعز آخرين مع الفقر، فالثروة الداخلية هى يقينة وعمله، فإذا صلح يقين الإنسان فالله سبحانه وتعالى يعطيه حالة الفلاح والطمأنينة وإن كانت الأشياء المادية قليلة.
الله تعالى هو خالق ومالك لكل إنسان وخلق كل شئ بقدرته وهو خالق كل شئ وهو غير مخلوق، فالمخلوق لا يستطيع أن يفعل شئ فكل خلقه بالقدرة الإلهية هو تحت القدرة دائماً فكل شئ فى قبضته سبحانه وتعالى فهو الذى يستعمل هذه الأشياء ويتصرف فيها بقدرته تعالى يستبدل شكل هذه
الأشياء وصفاتها أو يتركها كما هى حسب ما يشاء فيجعل من العصا حية
…
ومن الحية عصا.
وهكذا
…
كل شئ وإن كان الملك والمال أو البرق والهواء فهو فى قبضته سبحانه وتعالى وتحت تصرفه فمن المكان الذى يرى فيه الإنسان العمار قادر أن يجعل منه الخراب
…
والمكان الذى يرى فيه الإنسان الخراب قادر أن يجعل منه العمران.
الله جل جلاله قادر أن يربى جميع المخلوقات على التراب وبدون أى شئ من الأسباب وقادر سبحانه وتعالى أن يهلك جميع الأشياء مع وجود جميع العدد ووسائل التربية (1).
*****
(1) مؤلف كتاب حياة الصحابة.