الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقه
- الفقه فى اللغة: الفهم. . ولذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين "(متفق عليه)(1) أى يفهمه.
- قال الإمام أبو حنيفة: فى تعريف الفقه .. هو معرفة النفس مالها وما عليها .. أى ما تنتفع به وما تتضرر منه وبهذا يكون شاملاً لعلم التوحيد وعلم الأخلاق.
- وقيل: أنه علم الفقه .. إذ به يعرف الحلال والحرام.
- وقيل: أنه علم الكتاب والسنة (عموماً).
- وقيل أنه علم الأخلاق وآفات النفوس .. والصحيح أنه .. علم معاملة العبد ربه وهو علم العبد بربه وأحوال القلوب من (محبه وخوف ورجاء وإنابة وخشية وتقوى وإخلاص وزهد .. الخ).
- قال ابن مسعود: كفى بخشية الله علماً، وبالاغترار بالله جهلاً.
(1) رياض الصالحين - باب العلم.
- وقال ابن القيم رحمه الله: لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه إلا على العلم الذى يصحبه عمل.
- وقد سُئل سعد بن إبراهيم عن أفقه أهل المدينة قال .. أتقاهم .. !!.
- سئل فرقد السبخى، الحسن البصرى عن شئ فأجابه، فقال: إن الفقهاء يخالفونك فقال الحسن ثكلتك أمك فريقد فهل رأيت فقيهاً
…
بعينك؟! إنما الفقيه الزاهد فى الدنيا، الراغب فى الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الذى لا يهمز من فوقه، ولا يسخر ممن دونه، ولا يبتغى على علم علمه الله الأجر (1) .. وهو .. الورع الكاف عن أعراض المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح لجماعتهم ..
- الفقه فى هذا الزمن .. معروف بأنه علم المسائل .. مع أن المقصود من الفقه .. {طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} (2).
- فالفقه: محله القلب، والمسائل: محلها العقل .. ولذا نجد أساتذة مستشرقين عندهم علم المسائل وليس عندهم علم القلوب.
(1) المتجر الرابح - باب ثواب العلم والعلماء.
(2)
سورة التوبة - الآية 122.
- ويقول الرازى فى الآية .. دلت الآية على أنه يجب أن يكون المقصود من التفقه والتعلم دعوة الخلق إلى الحق، وإرشادهم إلى الدين القويم والصراط المستقيم، لأن الآية تدل على أنه تعالى أمرهم بالتفقه فى الدين، لأجل أنهم إذا رجعوا إلى قومهم أنذروهم بالدين الحق، وأولئك يحذرون الجهل والمعصية ويرغبون فى قبول الدين.
فكل من تفقه وتعلم لهذا الغرض كان على المنهج القويم والصراط المستقيم، ومن عدل عنه وطلب الدنيا بالدين كان من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (1).
- العلم المحمود عند الله عز وجل هو علم الآخرة .. وفى زماننا عالم الدين .. له مؤلفات .. كتب، خطب .. الخ ولكن كيف حاله.
- قال الله سبحانه وتعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} (2) وقال سبحانه وتعالى فى سورة طه {إِننِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} (3).
(1) مفاتيح الغيب للرازى – 8/ 220.
(2)
سورة محمد - الآية 19.
(3)
سورة طه - الآية 14.
- هل الدعوة تحتاج إلى علم تخصصى؟ لا تحتاج من الداعى إلا معرفة العلم الذى يتكلم عنه .. يعنى معرفة الله سبحانه وتعالى .. صفات الله عز وجل .. علم الجنة .. علم النار .. علم الآخرة. فى عام 93 هـ.
بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم وصل الإسلام إلى معظم المعمورة على وجه الأرض .. بلاد الشام، شمال إفريقيا، جنوب فرنسا، بلاد ما وراء النهر، وفى هذه الفترة ما بنيت مدرسة واحدة، وما ألف كتاب واحد بينما انتشر الإسلام فقط بحركة القدم. الآن حركة القلم كثير .. فهل زاد الإسلام أم نقص .. ؟، الفرق بين حركة القلم وحركة القدم هو الفرق بيننا وبين الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين.
- يقول الإمام الذهبى:
بدأ التدوين فى عام ثلاث وأربعين ومائه هجرية (143هـ) فى ذلك العصر شرع علماء الإسلام فى تدوين الحديث والفقه والتفسير، فصنف ابن جريج التصانيف بمكة، وصنف سعيد بن أبى عروبة وحماد بن سلمة وغيرهم بالبصرة، وصنف مالك الموطأ بالمدينة، وصنف ابن إسحاق المغازى، وصنف معمر اليمنى، وصنف أبو حنيفة الفقه والرأى بالكوفة والليث بمصر وسفيان الثورى كتابه الجامع، وابن لهيعه وابن المبارك
…
وأبو يوسف وابن وهب، وكثر تبويب العلم وتدوينه ودونت كتب اللغة العربية والتاريخ وأيام الناس وقبل هذا العصر كان سائر الأئمة يتكلمون عن
حفظهم ويروون العلم عن صحف صحيحة غير مرتبة .. فسهل الله العلم وأخذ الحفظ فى التناقص (1).
- وقسم ابن تيميه رحمه الله العلم إلى خمسة أقسام:
1) علم فرض: علم معرفة الله عز وجل {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} (2).
2) علم زاد: علم الفرائض.
3) علم دواء: الفقه ليعالج الأمور التى تتعرض لها الأمة.
4) علم مباح: علم الطب والهندسة والفلك.
5) علم حرام: علم السحر.
- والعلم نوعان:
كسبى، ووهبى .. أما الأول فيكون تحصيله بالاجتهاد والمثابرة والمذاكرة .. أما الثانى فطريقهن تقوى الله والعمل الصالح كما قال الله سبحانه وتعالى {
(1) كتاب تاريخ الإسلام - 4/ 141.
(2)
سورة محمد – الآية 19.
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} (1) ويسمى العلم اللدنى {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} (2) وهو العلم النافع (3).
- وقيل العلم، علمان:
1) علم على اللسان وهو حجة الله سبحانه وتعالى على خلقه.
2) وعلم فى القلب وهو العلم النافع.
*****
(1) سورة البقرة - من الآية282.
(2)
سورة الكهف - من الآية 65.
(3)
صفوة التفاسير للصابونى – 1/ 179.