الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل هناك فرق
بين لفظ الجهاد ولفظ الدعوة
.. ؟!
يعتبر كلا من اللفظين دلالة على معنى واحد .. الجهاد هو الدعوة .. والدعوة هى الجهاد .. لأن الله عز وجل يقول {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} (1) فهذه الآية نزلت فى مكة المكرمة قبل الهجرة والقتال لم يفرض إلا بعد الهجرة فما كان هناك حرب بين المسلمين والمشركين فى مكة، والله سمى الدعوة جهاداً كبيراً، فإذا أطلقنا لفظ الجهاد على الدعوة .. والدعوة على الجهاد فما يكون هناك أى تغيير .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " رواه أبو داود والنسائى والدارمى عن أنس (2).
فالجهاد باليد والمال يكون أثناء القتال .. ولكن الجهاد باللسان معناه الدعوة. ولذلك اعتبر العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل صورة من صور الجهاد فى سبيل الله عز وجل (3).
(1) سورة الفرقان - الآية 52.
(2)
رياض الصالحين - باب الجهاد.
(3)
أقرأ فى الصفحة التالية أنواع الجهاد لابن القيم.
ويقول الشيخ محمد عمر البالمبورى رحمه الله:
معني الجهاد إعلاء كلمة الله عز وجل .. أما القتال فهو آخر مرحلة فى الجهاد مثل العملية الجراحية، أو مثل الحشائش الضارة في الأرض والفلاح يقوم بتقطيعها حتى لا تؤثر في الزرع، ولو كان الجهاد هو القتال فما تفسير الآية المكية التي في سورة الفرقان حيث يقول الله عز وجل {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} (1) فهل كان فى مكة رفع سيف؟!
…
ولكن الدين رحمة للناس نجتهد عليهم بجهد الدعوة إلى الله عز وجل ليسلموا ثم يدخلوا الجنة أهـ.
ولهذا قال العلماء: القتال هدف لغيره وهو التمهيد للدعوة وإزالة ما يعوقها، والدعوة هدف لذاتها، فاستخدام لفظ الجهاد للاثنين تشريع قرآنى ونبوى ولا عبرة لمن لم يقدم الدليل على غير ذلك، والقتال أعلى أجراً لأن المشقة فيه أكبر إلا يوماً مثل يوم الطائف.
* * * * *
(1) سورة الفرقان – الآية 52.