الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الختام
أخي المسلم من خلال ما قرأت يتبين لك أن الدعوة إلي الله عز وجل هى فرض من فروض الإسلام العظيم الذي آمنا به وصدقناه وإذا قمنا بواجب الدعوة إلى الله عز وجل فلسنا متطوعين ولا متنفلين، فعندما سئل الشيخ عبد الوهاب (1) " عن فرضية الدعوة إلى الله عز وجل فقال: إن الدعوة إلي الله عز وجل هى أم الفرائض فبها تحي جميع الفرائض فعلى من قعد وتقاعس عن هذا الواجب العظيم (عمل الدعوة إلى الله عز وجل) ألا ينسى أن واجب الدعوة إلى الله هو أول التزام بمسئوليات هذا الدين العظيم بعد الإيمان بالخالق
…
العظيم سبحانه وتعالى.
ولا تنس .. يا أخى الكريم أنك خليفة الله فى أرضه وأن ربك رفع منزلتك وشرفك وبين قدرك أمام ملائكته وأعلن عنك وعن وظيفتك ومنصبك فى هذا الكون قبل أن يخلقك وأمر الملائكة أن يسجدوا لك ليبين لهم شرف مهمتك فى هذه الحياة فقال رب العزة سبحانه وتعالى.
(1) سورة الحج - الآية 78.
وقال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (2).
فالخليفة هو آدم عليه السلام وأولاده إلى يوم القيامة وليست الخلافة كما هى فى تصور بعض المفسرين أن يخلف بعضناً بعضا ويعنى عمارة الأرض فكان الأمر لا يزيد شيئاً عن الجن فإنهم يخلفون بعضهم بعضاً وما كان للملائكة أن يستغربوا هذا الأمر ويحبونه لأنفسهم إذ جعل لآدم عليه السلام وذريته دونهم.
أخى المسلم
…
ألم تقرأ:
قول الحق سبحانه وتعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} (3).
(1) سورة البقرة - الآية 30.
(2)
سورة ص - الآيتان 71، 72.
(3)
سورة البقرة - الآية 165.
وحب الله عز وجل بالدفاع عن دينه والدعوة إليه. كما قال عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (1).
فالذين يدافعون عن دينه ويقاتلون عنه ويدعون إليه هم الذين يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ويجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومه لائم فيا من تدَّعون محبة الله عز وجل فداعي الله عز وجل يناديكم {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (2).
لذلك لا يتحقق الإيمان إلا يحب الله عز وجل ولا يكون حب الله عز وجل إلا بإتباع حبيبه ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتحقق الإتباع الكامل إلا بالدعوة إلى الله عز وجل.
أخي المسلم لا تنسي سلسلة الأنبياء الكريمة الذين قال الله عنهم {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (3).
وقد أمرنا بالتأسي بسيد الأنبياء عليهم السلام. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} (4).
(1) سورة المائدة - الآية 54.
(2)
سورة آل عمران - الآية 31.
(3)
سورة الأنعام - الآية 90.
(4)
سورة الأحزاب - الآية 21.
وبين الله في الآية التي بعدها كيف يكون التأسي {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (1).
فيا ليت أنا وأنت نكون مع هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فنفوز فوزاً عظيماً، وفي آخر سورة الأحزاب يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (2).
أخيراً .. يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ
(1) سورة الأحزاب - الآية 23.
(2)
سورة الأحزاب - الآيتان 70، 71.
أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (1)، فالصحابة رضي الله عنهم لما حملوا جهد نبيهم صلى الله عليه وسلم مع أن آباءهم كانوا مشركين، فالله سبحانه وتعالى أعطاهم شهادة الرضوان وقال عنهم {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (2).
ولكن بني إسرائيل لما تركوا جهد نبيهم - مع أنهم أولاد أنبياء - لعنهم الله عز وجل على لسان أنبيائهم، قال الله تعالي {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (3).
فقوم سيدنا موسى عليه السلام قالوا له: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (4)، وقوم سيدنا عيسى عليه السلام {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي
(1) سورة الصف - الآيات 10: 14.
(2)
سورة التوبة - الآية 100.
(3)
سورة المائدة - 78.
(4)
سورة المائدة - الآية 24.
إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ} (1)، ولكن أمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. اللهم وفقنا لجهد حبيبك على نهج حبيبك حسب مرضاتك لإحياء دينك.
*****
د
د
(1) سورة الصف - الآية 14.