الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقصد الأمة
- هذه الأمة مكلفة بـ 3 مقاصد (كل فرد مكلف بها):
- العبادة.
- الخلافة.
- النيابة.
• أولاً: العبادة:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} (1)(2)
ويشترك معنا فى العبادة:
1) الملائكة: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (3)، فالساجد ساجد إلى يوم القيامة .. والراكع راكع إلى يوم الدين .. وهكذا ..
(1) سورة الذاريات - الآية 56.
(2)
يقول الرازى: العبادة التى خلق الجن والأنس من أجلها هى .. التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله .. ولهذا قد أنعم الله على عباده بإرسال الرسل (مفاتيح الغيب).
(3)
سورة التحريم - الآية 6.
2) الجن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} .
والعبادة هى:
1) المعرفة بالله: لأسمائه وصفاته وأفعاله وآياته وكتبه ورسله.
2) الطاعة: للأمر والنهى.
3) الشكر:
…
{إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} (2).
{لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} (3).
(1) سورة الإسراء - الآية 44.
(2)
سورة الإنسان - الآية 3.
(3)
سورة النمل - الآية 44.
(4)
سورة إبراهيم - الآية 7.
(5)
سورة النساء - الآية 70.
• ثانياً: الخلافة:
قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
…
خَلِيفَةً} (1).
وفى الحديث الطويل الذى أخرجه الخطيب من رواية مالك عن ابن عمر رضي الله عنه أن أبا بكر رضي الله عنه شاور أصحابه وبعد المشورة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد .. فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم والحق قلَّ شريد، والإسلام غريب طريد، قد رثَّ حبله، وقلَّ أهله، فجمعهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم، وجعلهم الله الأمة الباقية الوسطى، والله لا أبرح أقوم بأمر الله عز وجل، وأجاهد فى سبيل الله حتى ينجز الله لنا ويفى لنا بعهده، فيقتل من قتل منا شهيداً، ويبقى من بقى منا خليفة الله فى أرضه، ووارث عباده الحق، فإن الله تعالى قال {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
(1) سورة البقرة - من الآية30.
الْفَاسِقُونَ} (1). والله لو منعونى عقالاً مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل معهم الشجر والمدر، والجن والإنس، لجاهدتهم حتى تلحق روحى بالله عز وجل، إن الله لم يفرق بين الصلاة والزكاة، ثم جمعهما، فكبر عمر وقال: قد علمت والله حين عزم الله بأبى بكر على قتالهم أنه الحق. (كذا فى الكنز)(2).
وهى تنفيذ قوانين الله عز وجل فى الأرض (أمناء على شرع الله فى الأرض) فلا يطبق فى الأرض إلا شرع الله ونحزن إذا وجدنا الله يُعصى فى الأرض ونفرح إذا وجدنا الله عز وجل يُطاع فى الأرض، ونغار على أوامر الله عز وجل، ونبذل الغالى والنفيس حتى تكون كلمة الله هى العليا .. وكلمة الذين كفروا هى السفلى .. فقد قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم " تخلقوا بأخلاق الله " ولم يشترك معنا فى هذا المقصد الجن. {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (3)، وهذا الشرف طمع فيه الملائكة ولم يعطوه وأسجد الملائكة للإنسان لهذا الشرف وهو منصب
(1) سورة النور – الآية 55.
(2)
انظر الحديث بطوله فى حياة الصحابة – 1/ 417.
(3)
سورة النور – الآية 55.
الخلافة .. فشرف المُستَخلَف من المُستخلِف .. ويشترك معنا فى هذا المقصد سبعين أمة.
• ثالثاً: النيابة:
قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} (1).
هذه مهمة خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام " .... بُعثت إلى كل أحمر وأسود
…
.. " (رواه مسلم عن جابر بن عبد الله)(2) والأمة فى نيابة النبى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (3) والنيابة هى تعريف الخلق بالخالق (4).
* * * * *
(1) سورة سبأ - الآية 28.
(2)
صحيح مسلم بشرح النووى – كتاب المساجد ومواضع الصلاة – 5/ 3.
(3)
سورة آل عمران - الآية 110.
(4)
من كلام د / شكرى عرفه من مشايخ التبليغ والدعوة بمصر.