الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الداعى إلى الله مؤيد من الله
عز وجل
عندما نقوم بالدعوة نكون مؤيدين من الله عز وجل .. فالذى يعادينا، كأنه يعادى الله سبحانه وتعالى.
نوح عليه السلام قام على مراد الله عز وجل (ليل - نهار) دعوة {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} (1).
فالله سبحانه وتعالى استجاب دعاءه، والفاء للتعقيب والسرعة.
وموسى عليه السلام ونجاة الله له، وإغراق فرعون عليه اللعنة، وإهلاك قارون ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: عندما أتى موسى قومه أمرهم بالزكاة فجمعهم قارون فقال لهم جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فتحملتموها فتحملوا أن تعطوه أموالكم، فقالوا: لا نتحمل أن نعطيه أموالنا فما ترى، فقال: لهم أرى أن أرسل إلى بغى بنى إسرائيل فنرسلها إليه فترميه بأنه أرادها على نفسها فدعا موسى عليه السلام عليهم فأمر الله الأرض أن تطيعه فقال موسى للأرض خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم فجعلوا يقولون يا موسى .. يا موسى، ثم قال للأرض خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم فجعلوا يقولون يا موسى .. يا موسى، ثم قال للأرض خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون يا
(1) سورة القمر - الآيتان 10، 11.
موسى .. يا موسى فقال للأرض خذيهم فأخذتهم فغيبتهم فأوحى الله إلى موسى عليه السلام سألك عبادى وتضرعوا إليك فلم تجبهم وعزتى لو أنهم دعونى لأجبتهم قال ابن عباس رضي الله عنهم وذلك قول الله عز وجل: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} (1) خسف به إلى الأرض السفلى (2).
وإبراهيم عليه السلام: وتأييد الله عز وجل له وحفظه فى النار فالقرآن الكريم مليئ بتأييد الله عز وجل للأنبياء عليه السلام.
فعندما نقوم على الدعوة نكون مؤيدين من الله عز وجل، قال الهرمزان حين أمره عمر بالكلام بعد أن جاء أسيراً: إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نغصبكم ونقتلكم ونفعل، فلما كان الله معكم لم يكن بكم يدان (3).
وفى رواية ابن سعد قال عمر للهرمزان .. كيف رأيت صنيع الله بكم؟ قال يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دين نستعبدكم ونقتلكم وكنتم أسوأ الأمم عندنا حالاً فلما كان الله معكم لم يكن لأحدٍ بالله طاقة (4).
(1) سورة القصص - الآية 81.
(2)
مستدرك الحاكم - 2/ 408.
(3)
تاريخ الإسلام، للذهبى - 2/ 81.
(4)
المرجع السابق – 2/ 117.
قال الله عز وجل فى الحديث القدسى: " من عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب " رواه البخارى. (1) تقف بجوار الواحد جل جلاله يمدك بقدرته وقوته وعزته.
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره " رواه مسلم (2).
الصحابة رضي الله عنهم لما وصفهم يزدجرد لملك الصين فقال هؤلاء القوم: " لو يحاولون (3) الجبال لهدوها (4) "(رواه ابن جرير فى تاريخه)(5).
لما رأى ربنا سبحانه وتعالى فى قلوب الصحابة رضي الله عنهم الرغبة الشديدة لهداية الناس
أشغل معهم فى الدعوة (الذئاب، الضب، الشجر، الجن، الهواتف .. )
حياتهم شديدة جداً .. ولكن جهدهم قوى جداً .. تعجز البشرية أن تقدم مثلهم .. فمن الآن يترك بناته مثل الصديق يترك بناته وابنه كافر وأبوه ضرير. فالله سبحانه وتعالى اختار هذه الأمة لهذا المقصد ونصرة الله سبحانه وتعالى مع المسلم على الدعوة .. على الحرص لهداية الناس.
(1) رياض الصالحين - باب المجاهدة.
(2)
المرجع السابق - باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين.
(3)
أى يريدون.
(4)
أى لهدومها.
(5)
انظر حياة الصحابة - باب التأييدات الغيبية - 3/ 705.
التأييد .. كرامة من الله عز وجل يريها الله عز وجل للعبد حتى لا يتأثر بمن حوله يعنى طريقك صحيح.
النصرة .. قبول الناس للدعوة ولذلك كان النبى الكريم صلى الله عليه وسلم يفرح بقبول دعوته أكثر من انتصاره فلما أسلمت همدان سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شكراً لله عز وجل .. فالنصر .. قبول الأعداء للحق .. والفتح .. جهادهم مع النبى صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ إلياس رحمه الله نصرة الله عز وجل تتوجه إليكم إذا أنتم تحملتم المشاق فى سبيل الله سبحانه وتعالى.
*****