الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصابئ يهنّئ بالعيد (من المنسرح):
يا عيد عد بالرجا على رجل
…
لنا به عصمة ومنتفع
ويا صروف الردى ذريه لنا
…
يبقى ففى الأغنياء متّسع
وقال يهنّئ بعيد الأضحى (من الهزج):
مهنّئك وصابيكا
…
بذى الأضحى يهنّيكا
ويدعو لك الله
…
مجيب ما دعا فيكا
أرانى الله أعداءك
…
فى مثل أضاحيكا
رجع الكلام إلى التنّين المسمّى ظنين
فلمّا فهم ظنّين هذه المعانى، التى تعيد السليم عانى، ابتهج فرحا، وماس إعجابا ومرحا، وقال: إن كنت طردت من جنان الرحمن، فقد تعوّضت هذه الجنان، فى أمان من الزمان، وإن كنت أخرجت مع الطاووس وإبليس فقد عمّرت وملكت ما لا ملكته بلقيس، إذ الدرّ فى خزائنها مخزونا، والمرجان من غرّته يكلّل به أعالى التيجان، وها هو عندى حصباء هذه الأنهار، يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار، فليلى به نهار، وجميع أوقاتى بظلال هذه الأشجار أسحار! وشمخت نفسه الرديّة، ووسوست له بالأبديّة، فتمرّد وتنمّر، وتعاظم وتكبّر، ولم يزل فى طغيانه يعمّه، وكفر تلك النعمة، إلى أن قربت الغزالة أن تذهب، وألبست رؤوس الربا كلّ تاج (311) وخلعت على تلك الغدران، غلائل زعفران، فعادت كأصباغ العروس، أو كذنب الطاووس فهى فى الإشارة كقول ابن سارة (من الخفيف):
انظر النهر فى رداء عروس
…
صبغته فى زعفران العشئ
ثم لما جرى النسيم عنيه
…
هزّ عطفيه فى دلاص الكمئ
ومن البديع لابن وكيع (من المتقارب): (1)
غدير تدرّج أمواجه
…
هبوب النسيم ومرّ الصّبا
إذا الشمس من فوقه أغربت
…
توهّمته جوشنا مذهبا
وقوله (من الطويل):
سقانىّ كأس الراح شاطئ جدول
…
تداريجه يحكين بطنا معكّنا
إذا صافحته راحة الريح خلته
…
بتكسيرها إيّاه ثوبا معيّنا
وأنشد صاحب القلائد (من الطويل):
ركبنا سماء النهر والجوّ مشرق
…
وليس لنا إلاّ الحباب نجوم
وقد ألبسته الأيك برد ظلالها
…
وللشمس فى تلك البرود رقوم
وقوله (من البسيط):
واها لها من بطاح روض
…
وحسن نهر بها مطلّ
إذ لا ترى غير وجه شمس
…
أطلّ فيه عذار طلّ
وقوله (من الكامل):
والريح تلطم فيه أرداف الربا
…
عبثا وتقرص أوجه الغدران
وقوله (من الكامل):
والنهر لما راح وهو مسلسل
…
لا يستطيع الرقص ظل يصفق
وفى البحر لابن وكيع أيضا (من البسيط):
أما ترى البحر ما أحلا شمائله
…
يأتى إلى البرّ حينا ثمّ ينصرف
كأنّه ملك رافت عساكره
…
تقبّل الكفّ منه ثم تنصرف
(1) ديوان ابن وكيع 39، رقم 4
وطلب ابن عبّاد من إشبيليّة ابن رشيق الأديب فاعتذر بركوب البحر وقال (من البسيط): (1)
(312)
البحر مرّ المذاق صعب
…
لا جعلت حاجتى إليه
أليس ماء ونحن طين
…
فما عسى صبرنا عليه
وأنشدنى بعض الأصحاب وقد ركبنا البحر لنزهة (من الخفيف):
أى نهر رأيته مثل ميت
…
بعث الله فيه بالرّوح روحا
قد ركبنا به من العود طرفا
…
بجناح به يروم الجنوحا
فاض فيضا فقلنا طوفان نوح
…
وحكينا بفوزنا منه نوحا
فأعجبنى واستعدته وسألته من أين أخذ معنى البيت الأوّل فقال: من قول ابن حبيب المصرى (من البسيط):
إذا النسيم جرى فى مياهها (2)
…
اضطربت
كأنّما ريحه فى جسمها روح
وممّا يلتحق بهذا الباب ذكر البرك والنواعير: ابن هانئ فى بركة (من الكامل):
ولقد طربت على محاسن بركة
…
زرقاء تحسبها مذاب الجوهر
قد كلّلت حافاتها بربيعها
…
فتقيد للأبصار بهجة منظر
فكأنّها المرآة فى تدويرها
…
قد طوّقوها طوق شمع أخضر
وقوله فى الجداول (من الكامل):
أرأت عيونك مثله من منظر
…
شمس وظلّ مثل خدّ مغدر
وجداول كأراقم حصباؤها
…
كبطونها وحبابها كالأظهر
(1) ديوان ابن رشيق 226، رقم 212؛ نهاية الأرب 1/ 255، -8
(2)
مياهها: ماءها
وقوله فى السمك الراى (من البسيط):
كأنّما الراى والصيّاد يخرجه
…
بلطف حيلته من غامض اللجج
أسنّة صقلت ما مسّها جرب
…
مخضّبات العوالى من دم المهج
وقوله فى الرشال (من الوافر):
(313)
كأنّ الرشل إذ يبدو سريعا
…
بأذناب كمحمرّ العقيق
بلسقنات بلّور لطاف
…
أسافلها بقايا من رحيق
ومن أحسن ما سمعت فى النواعير: للسرى الموصلى (من السريع): (1)
كم (2)
…
نعرت بالماء ناعورة
<حنينها> كالبريط الناعر
تحسبها (3)
…
فى شدوها قينة
تردّد الصوت على زامر
كأنّما كيزانها أنجم
…
دائرة فى الفلك الدائر
(4)
وأنشد الحاتمى (من الطويل):
وناعورة بين البساتين أصبحت
…
قواديسها شبه الكواكب تزهر
كأرملة ضمّت إليها بناتها
…
تنوح بشجو والمدامع تقطر
وما أملح ما قال أبو عبد الله (من البسيط):
وذى حنين تكاد شجوا
…
يختلس الأنفس اختلاسا
إذا غدا للرياض راحا
…
قال لها المحل لا مساسا
(1) ديوان ابن الرومى 3/ 1150،7، رقم 926
(2)
كم-كالبريط: تغرق بالكيزان ناعورة حنينها كالبريط ديوان ابن الرومى
(3)
تحسبها-الصوت: فتارة تحسبها قينة تردد اللحن ديوان ابن الرومى
(4)
فى-الدائر: فى فلك دائر ديوان ابن الرومى
يبسّم الزهر حين يبكى
…
بأدمع ما رأين ناسا
من كلّ جفن يسلّ سيفا
…
صار له غمد رياسا
وأنشد صاحب روح الشعر (من الكامل): (1)
لله دولاب يفيض بسلسل
…
فى روضة قد أينعت أفنانا
قد طارحته به الحمائم شجوها
…
فتجيبها وترجّع الألحانا
فكأنّه دنف أطاف بمعبد
…
يبكى ويسأل فيه عمّن بانا
ضاقت مجارى طرفه عن دمعه
…
فتفتّقت أضلاعه أجفانا
وللشريف فى الطبقة العالية (من الهزج): (2)
ودولاب إذا دار
…
يزيد القلب أشجانا
سقى الغصن وغنّاه
…
فما يبرح نشونا
(314)
هنالك رجع ظنين طالبا وكره، طافحا فى نشأات سكره، ولم يعلم أنّه قد خاب فى حدسه، وغيّر به لما غيّر ما فى نفسه.
(1) حلبة 289،5؛ نهاية الأرب 1/ 288 (منسوب إلى أبى حفص ابن وضاح)
(2)
حلبة 290،13 (دون نسبة)