الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن قتيبة فى أدب الكاتب: (1) والهلال أوّل ليلة والثانية (45) والثالثة، ثم هو قمر بعد ذلك إلى آخر الشهر، وتصغيره قمير وجمعه أقمار، ويقال له الليلة (2) الرابعة عشر بدر لتمامه ومنه البدرة، وكلّ شئ ثمّ فهو بدر مجاز وفى القمر حقيقة، وقال الجوهرى:(3) إنما سمّى بدرا لمبادرته الشمس بالطلوع كأنّه بدرها، وقال الفرّاء:
هو فى أوّل ليلة هلال ثم قمير ثم قمر ثم بدر.
حديث ضرب المثل: قال البخارى رضى الله عنه: (4) يا رسول الله هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال هل تمارون فى القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا! قال:
فهل تمارون فى الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا! قال: فإنّكم ترونه كذلك، أخرجاه فى الصحيحين، وهو حديث طويل وقد رواه جماعة من الصحابة باللفاظ (5) مختلفة.
فإن قيل: فهلاّ ضرب المثل بالشمس وهى أضوأ وأتمّ نورا فإنّ نور القمر منها فالجواب من وجوه أحدها: أنّ نور الشمس يغلب على الأبصار فلا يتمكّن أحد من النظر إليه مع عدّة وجوه أخر فيها طول.
ذكر منازل القمر
(6)
قال الله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ»} (7) الآية، ذكر ابن قتيبة وغيره منازل القمر، فقالوا: هى ثمانية وعشرون منزلة من أوّل الشهر إلى أن يستسر، وتسمّيها العرب نجوم الأخذ لأنّ القمر يأخذ كلّ ليلة منها
(1) أدب الكاتب 70
(2)
له الليلة: فى الليلة
(3)
الصحاح 2/ 586 ب
(4)
قال البخارى: قال البخارى بإسناده عن أبى هريرة قال قال الناس مرآة الزمان؛ المعجم المفهرس 2/ 202؛ صحيح البخارى 3/ 118
(5)
باللفاظ: بألفاظ
(6)
مأخوذ من مرآة الزمان 46 ب، -10
(7)
القرآن الكريم 36/ 39||الأنواء 4
فى منزلة، وأسماؤها: الشرطين، والبطين، والثريّا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والعوّاء، والزبرة، والصرفة والسّماك، والعوّام، والغفر، والزبانا، والإكليل، والشولة، والنعائم، والبلدة وسعد السعود، وسعد الذابح، وسعد الأخبية وسعد بلع، وفرع الدلو، والفرع المؤخّر، والرشاء.
قلت: ولهذه المنازل (46) تفسير معروف أضربت عنه لمعرفة الناس إيّاه وطلبا للاختصار إذ تأريخنا هذا تأريخ اختصار وتلخيص لا تأريخ إكثار وتفحيص.
وأمّا الستّة التى ليست من منازل القمر فهم: سعد ناشرة، وسعد الملك، وسعد البهام، وسعد الهمام، وسعد البارع، وسعد مطر، قال: وكلّ سعد من هذه الستّة كوكبان من كلّ كوكبين فى مراء العين مقدار ذراع وهى متناسقة.
ولجميع تلك المنازل المذكورة قبل أوان فى طلوعها فى الفصول الأربعة من السنة أضربت عن ذلك أيضا لطوله.
وأمّا انقسام هذه المنازل المقدّم ذكرها على فصول السنة، (1) فمن الواجب ذكرها، قال ابن قتيبة:(2) لفصل الربيع: الشرطين، والبطين، والثريّا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، ولفصل الصيف منها: النثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة، والسماك، والعوّاء، ولفصل الخريف: الغفر، والزبانا، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، ولفصل الشتاء: سعد السعود، وسعد الذابح، وسعد الأخبية، وسعد بلع، والفرعان المقدّم والمؤخّر، والرشاء، فلكلّ فصل من الفصول الأربع سبعة منازل.
(1) مأخوذ من مرآة الزمان 48 ب، -4
(2)
أدب الكاتب 69؛ الأنواء 109 - 120