الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«لعلّ» سبق الزمان فلا يقال «كان» إذ تمجّد فى وحدانيّته عن زحام «مع» تفرّد بالإنشاء فلا يستفهم عن الصانع «بمن» أبرز عرائس الوجود من «كن» بثّ الحكم فلم يعارض «بلم» إن وقف ذهن بوصفه صاح العجز، إن سار فكر نحوه قالت الهيبة: عد! إن قعد القلب عن ذكره قالت القدرة: قم! إن تجبّر متكبّر قال القهر: سم! إن سأل محتاج قال الإنعام: رش! إن تعرّض فقير قال الوفر: فر! إن سكت مذنب حياء قال الحلم: قل! إن بعد ذو حظّ قال بادئ اللطف: آن نثر عجائب النعم وقال للكلّ: خذ!
قلت: فما تقول فيمن يشبّهه؟ قال: يقول ما يشبهه، حال التشبيه عنا بجملة سئل الجهل. انزل عن علوّ غلو التشبيه ولا تقل تلك أباطيل التعطيل فالوادى بين الجبلين. فما سكت العقل (23) حتى شفانى ولا كفّت كفّا تهيمه حتى كفانى، ففضيت من شكر الفكر حقّا.
فصل
فى بداية المخلوقات
(1)
اختلف العلماء رضى الله عنهم على أقوال: (2) أحدها أنّ أوّل المخلوقات القلم كما روى عن عبادة بن الصامت قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوّل ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة، وهذا اختيار ابن عبّاس والحسن وعطاء ومجاهد وعامّة العلماء رضى الله عنهم.
وقال ابن عبّاس: لما خلق الله القلم وقال له اجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة جرى على اللوح المحفوظ بذلك؛ وفى رواية عن ابن عبّاس: فسبّح الله ومجّده ألف علم وهو مشقوق بالنور، ولمّا نظر الله إليه انشقّ نصفين من هيبة الله تعالى.
(1) مأخوذ من مرآة الزمان 4 آ، -1
(2)
قارن تأريخ الطبرى 1/ 29؛ جامع البيان 29/ 9
وأمّا النون فقد اختلفوا فيه فقال قوم: هو الدواة وهو اختيار الحسن وقتادة والضحاك، ورواية الثمالى عن ابن عبّاس واحتجّوا بقول الشاعر (من الوافر):
إذا ما الشوق مرّح بى إليهم
…
ألفت النون بالدمع السخوم
و<قال> عامّة المفسّرين إنّ النون الحوت الذى يحمل الأرض حسبما نذكره إن شاء الله تعالى.
الثانى: إن أوّل ما خلق الله الماء، (1) رواه الضحاك عن ابن عبّاس واحتجّ بقوله تعالى:{وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ»} (2) قال: خلق الله جوهرا فصيّره ماء.
الثالث: النور والظلمة، قال محمد بن إسحاق قال: ثم خيّر بينهما فجعل الظلمة ليلا والنهار مضيئا.
الرابع: العرش والكرسى، قاله وهب بن منبّه.
الخامس: اللوح، قاله مقاتل.
السادس: نقطة فصيّرها ألفا فبدأ بها (24) المخلوقات، والقول الأوّل أصحّ.
وأمّا اللوح المحفوظ، (3) روى مجاهد عن ابن عبّاس قال: اللوح من درّة بيضاء وطوله مثل ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين الشرق والمغرب وحافّتاه من الدرّ والياقوت وقلمه نور وهو متّصل بالعرش ثم قرأ ابن عبّاس: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ»} (4)، الآية، وقد ذكر الثعلبى معناه، وروى أيضا عن أنس أنّ اللوح المحفوظ فى جبهة إسرافيل، وقال مقاتل: هو يمين العرش، وسنذكره.
(1) مأخوذ من مرآة الزمان 4 ب، -5
(2)
القرآن الكريم 11/ 7
(3)
مأخوذ من مرآة الزمان 5 ب، -9
(4)
القرآن الكريم 85/ 22