الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحب سوابق معدّة على ساحل البحر لهذا، فإذا قذف البحر العنبر أخذوه.
وقيل إنّما سمّى العنبر باسم الدابّة التى توجد فيه.
قال: وأمّا العود، قال الجوهرى:(1) عود قمارى بكسر القاف منسوب إلى موضع ببلاد الهند، قال ابن الجوزى: قال جدّى فى المنتظم: قمارى بفتح القاف منسوب (162) إلى قمارا مدينة باليمن، وأمّا الندّ، قال الجوهرى:(2) الندّ من الطيب ليس بعربى، قلت: والطيب وأصنافه فيه كتاب مختصّا بذكره يجمع سائر أنواعه.
ذكر العيون والأنهار وما ورد فيها من الأخبار
(3)
ذكر الجوهرى قال: أمّا النهر فسمّى نهرا لاتّساعه وفيه لغتان: نهر ونهر بفتح الهاء، واختلفوا فى بدء الأنهار، فروى عطاء عن ابن عبّاس رضى الله عنه أنّ جميع المياه من تحت صخرة بيت المقدّس ومن هناك تتفرّق فى الدنيا، وقد ذكر ابن الجوزى رحمه الله (4) حديثا مرفوعا فى هذا المعنى فى فضائل القدس فقال:
أنبأنا أبو المعمر الأنصارى إلى أبى هريرة عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: الأنهار كلّها والسحاب والبحار والرياح من تحت صخرة بيت المقدّس، روى هذا الحديث الشيخ جمال الدين بن الجوزى عن جدّه، ثم قال: والموقوف فى هذا على ابن عبّاس أصحّ.
وروى مجاهد عن ابن عبّاس: أنّ جميع الأنهار من البحر الذى خلف البحر المحيط المسمّى بالباكى وماؤه عذب وقد تقدّم ذكره، وروى العوفى عن ابن عبّاس:
(1) الصحاح 2/ 799 آ
(2)
الصحاح 1/ 541 ب
(3)
مأخوذ من مرآة الزمان 29 ب،1
(4)
الصحاح 2/ 840 آ
أنّ العيون فى الأرض كالعروق فى البدن، وذكر مقاتل أنّ العيون تتولّد من الأبخرة فتجتمع فى الأماكن المنخفضة فإذا انتثرت فى أعماق الأرض طلبت التنفّس فتنشقّ الأرض فتنفجر العيون، قال: والأرض على الماء مثل السباك فإذا أراد الله أن يفجر بعض العيون فى أماكن مخصوصة نظرا لعباده تنفّست الأرض فانفجرت.
ومذهب الأوائل: أنّ الماء من الأستقصّات الأربع، فنبتدئ الآن بذكر الأنهار الكبار التى جائز عليها لفظ البحار كالنيل والفرات ودجلة وسيحون وجيحون ونحوها ومطارحها ومقدار جريانها على الأرض، وقد ذكر النيل والفرات فى الصحيح، فقال أحمد بن حنبل (1) بإسناده إلى أنس بن مالك رضى الله عنه عن مالك بن صعصعة حدّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفعت لى (163) سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت: يا جبريل ما هذا؟ فقال: أمّا الباطنان فنهران فى الجنّة وأمّا الظاهران فالنيل والفرات، أخرجاه فى الصحيحين، وقد ذكر سيحان وجيحان فى الصحيح أيضا، فقال أحمد بن حنبل:(2)
حدّثنا عبد الرزّاق عن همام بن منبّه عن أبى صالح عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والنيل والفرات كلّ من أنهار الجنّة، وفى رواية: فجرت أربعة أنهار، فجرت من الجنّة: الفرات والنيل وسيحان وجيحان، انفرد بإخراجه مسلم.
(1) المعجم المفهرس 1/ 191؛ صحيح البخارى 2/ 211، بدؤ الخلق، باب 6
(2)
المعجم المفهرس 7/ 8؛ مسند أحمد بن حنبل 2/ 289